- أغراض الشعر
- أصدق بيت قاله الشعراء بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم
- آراء علماء اللغة في تعريف الشعر
- اللفظ والمعنى في بناء الشعر
- من فأل الشعر
أغراض الشعر
في كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه لمؤلفه أبو على الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي، قال في تعريف الشعر وأغراضه ما يلي:
- وقال بعض العلماء: بني الشعر على أربعة أركان، وهي: المدح، والهجاء، والنسيب، والرثاء، وقالوا: قواعد الشعر أربعة: الرغبة، والرهبة، والطرب، والغضب: فمع الرغبة يكون المدح والشكر، ومع الرهبة يكون الاعتذار والاستعطاف، ومع الطرب يكون الشوق ورقة النسيب، ومع الغضب يكون الهجاء والتوعد والعتاب الموجع.
- وقال الرماني علي بن عيسى: أكثر ما تجري عليه أغراض الشعر خمسة: النسيب، والمدح، والهجاء، والفخر، والوصف، ويدخل التشبيه والاستعارة في باب الوصف.
- وقال عبد الملك بن مروان لأرطأة بن سهية: أتقول الشعر اليوم؟ فقال: والله ما أطرب، ولا أغضب، ولا أرغب، وإنما يجيء الشعر عند إحداهن، يجمع أصناف الشعر أربعة: المديح، والهجاء، والحكمة، واللهو، ثم يتفرغ من كل صنف من ذلك فنون؛ فيكون من المديح المرائي والافتخار والشكر، ويكون من الهجاء الذم والعتاب والاستبطاء، ويكون من الحكمة الأمثال والتزهيد والمواعظ.
- وقال قوم: الشعر كله نوعان: مدح، وهجاء.
أصدق بيت قاله الشعراء بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم
- في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَصْدَقُ بَيْتٍ قالَهُ الشّاعِرُ: أَلا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ وكادَ أُمَيَّةُ بنُ أبِي الصَّلْتِ أنْ يُسْلِمَ، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشعر الحسن الذي جاء ببيت للشاعر لَبيدُ بنُ رَبيعةَ رضِي اللهُ عنه وهو مِنَ الشُّعراءِ الَّذينَ يتَضمَّنُ شِعرُهمُ الِحكمَ والمواعظَ والكلامَ الحسَنَ، ومعنى قولُ لبيدٍ: ألا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللهَ باطلٌ.
- أي: كلُّ شيءٍ سوى اللهِ تعالى زائلٌ فائتٌ ليس له دوامٌ، وكان أُميَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ أيضًا مِنَ الشُّعراءِ الَّذين اشتَمَلَ شِعرُهم على الحِكمِ والتَّوحيدِ؛ ولذلك قال فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وكادَ أُميَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ أنْ يُسلمَ»؛ لِما في شِعرِه مِنَ التَّوحيدِ ومُقاربةِ الحقِّ، وكان أُميَّةُ يتَعبَّدُ في الجاهليةِ ويُؤمنُ بِالبعثِ، وأدركَ الإسلامَ ولكنَّه لم يُسلِمْ.
- وفي كتاب أسباب النزول للواحدي النيسابوري شارحًا سبب نزول قول الحق سبحانه وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} سورة الأعراف الآية 175، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: نَزَلَتْ فِي أُمَيَّةَ ابن أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مُرْسِلٌ رَسُولًا فِي ذَلِكَ، وفي رواية أخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره بإسناد صحيح عن نافع بن عاصم: عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو في قولِه: واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ…. الآيةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هوَ صاحبُكم أميَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ.
آراء علماء اللغة في تعريف الشعر
وفي كتاب الوساطة للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني، قال:
الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء، ثم تكون الدربة مادة له، وقوة لكل واحد من أسبابه؛ فمن اجتمعت له هذه الخصال فهو المحسن المبرز، وبقدر نصيبه منها تكون مرتبته من الإحسان، وقال: ولست أفضل في هذه القضية بين القديم والمحدث، والجاهلي والمخضرم، والأعرابي والمولد، إلا أني أرى حاجة المحدث إلى الرواية أمس، وأجده إلى كثرة الحفظ أفقر، فإذا استكشفت عن هذه الحال وجدت سببها والعلة فيها أن المطبوع الذكي لا يمكنه تناول ألفاظ العربي إلا رواية، ولا طريق إلى الرواية إلا السمع، وملاك السمع الحفظ.
وقال واحد من العلماء:
الشعر ما اشتمل على المثل السائر، والاستعارة الرائعة، والتشبيه الواقع، وما سوى ذلك فإنما لقائله فضل الوزن.
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
قلت لأعرابي: من أشعر الناس؟ قال: الذي إذا قال أسرع، وإذا أسرع أبدع، وإذا تكلم أسمع، وإذا مدح رفع، وإذا هجا وضع، وسئل بعض أهل الأدب: من أشعر الناس؟ فقال: من أكرهك شعره على هجو ذويك ومدح أعاديك، يريد الذي تستحسنه فتحفظ منه ما فيه عليك وصمة.
اللفظ والمعنى في بناء الشعر
اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه به كارتباط الروح بالجسم: يضعف بضعفه، ويقوى بقوته، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر وهجنة عليه، كما يعرض لبعض الأجسام من العرج والشلل والعور وما أشبه ذلك، من غير أن تذهب الروح، وكذلك إن ضعف المعنى واختل بعضه كان للفظ من ذلك أوفر حظ، كالذي يعرض للأجسام من المرض بمرض الأرواح، ولا تجد معنى يختل إلا من جهة اللفظ، وجريه فيه على غير الواجب، قياساً على ما قدمت من أدواء الجسوم والأرواح، فإن اختل المعنى كله وفسد بقي اللفظ مواتاً لا فائدة فيه، وإن كان حسن الطلاوة في السمع، كما أن الميت لم ينقص من شخصه شيء في رأي العين، إلا أنه لا ينتفع به ولا يفيد فائدة، وكذلك إن اختل اللفظ جملة وتلاشى لم يصح له معنى؛ لأنا لا نجد روحاً في غير جسم البتة، ثم للناس فيما بعد آراء ومذاهب: منهم من يؤثر اللفظ على المعنى فيجعله غايته ووكده، وهم فرق: قوم يذهبون إلى فخامة الكلام وجزالته، على مذهب العرب من غير تصنع.
من فأل الشعر
تفاءل حسان بن ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة فقال في كلمته المشهورة يخاطب بذلك مشركي أهل مكة ويتوعدهم:
- عدمنا خيلنا إن لم تروها … تثير النقع موعدها كداء، يبارين الأعنة مصغيات … على أكتافها الأسل الظماء، تظل جيادنا متمطرات … يلطمهن بالخمر النساء، ورأيت من يستحسن يلطمهن من لطمت الخبزة إذا نفضت عنها الرماد، فلما كان يوم الفتح أقبل النساء يمسحن وجوه الخيل، وينفضن الغبار عنها بخمرهن، فقال قائل: لله در حسان إذ يقول، وأنشد الأبيات.
- وروى قوم أن الناس أمروا بالسير إلى كداء تفاؤلاً بهذا البيت ليصح؛ فكان الأمر كما قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل، ولا يتطير، ويحب الاسم الحسن، وقال في الحديث الذي ذكره القسطلاني في كتابه إرشاد الساري (ولمعنى الحديث شاهد يؤكده، أما روايته فحكمها مرسل أو معضل) فعن إسماعيل بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةٌ لا يسلَمُ منهُنَّ أحَدٌ: الطِّيَرةُ والظَّنُّ والحَسَدُ، فإذا تطيَّرتَ فلا تَرجِعْ، وإذا حَسَدتَ فلا تَبْغِ، وإذا ظَنَنتَ فلا تُحقِّقْ.
بواسطة: Israa Mohamed
اضف تعليق