تفسير الصلاة في المنام .. تعرف على أهم 4 أقوال لعلماء التفسير

تفسير الصلاة في المنام

الصلاة هي فرض من الفرائض التي فرضها الله تعالى على المسلمين، فهي من أهم الفروض ولا ينفع إيمان العبد ولا حياته إلا بها، وهي أول ما يحاسب عليها العبد في قبره وفي يوم الحساب، لذلك فهي أهم الفروض على الإطلاق، ومن هنا جائت أهمية تفسير الصلاة في المنام، وهذا نجده جلياً في كتب التفسير القديمة التي تحدثت عن تأويلات كثيرة للصلاة في المنام، في هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن تفسير الصلاة في المنام، وما هي التأويلات التي قالها علماء وشيوخ التفسير وما هي أقوالهم في الرؤى والأحلام.

أقوال العلماء في تفسير الصلاة في المنام

كثيراً ما نرى أنفسنا أو نرى أي أحد من الأصدقاء وغيرهم يصلي في المنام، ونستبشر خيراً من هذه الصلاة في المنام ونفرح بالفعل بسبب هذه الرؤيا، ولكن هل الأمر بالفعل خيراً كله أو حتى به نوع من البشرى؟

في الحقيقة لقد فسر العلماء وشيوخ التفسير العديد من التفسيرات والتأويلات حول ما يمكن القول عنه الصلاة في المنام، وتعددت هذه الأقوال ما بين ابن سيرين والنابلسي وغيرهم الكثير، ونحن في هذه النقطة وقبل أن نعرض التأويلات والتفسيرات بالتفصيل، نتناول نذراً يسيراً من بعض أقوال العلماء وشيوخ التفسير حول تفسير الصلاة في المنام ونبدأ أولاً بالعالم المفسير الشهير ابن سيرين ثم الشيوخ الآخرين وذلك في النقاط التالية:

قول ابن سيرين في تأويل رؤيا الصلاة في المنام
يعتبر ابن سيرين من أهم شيوخ المفسرين في تفسير الأحلام وله العديد من الآراء المعتبرة في تفسير الأحلام ومنها رؤيا تفسير الصلاة في المنام، وفيما يلي نتحدث ونلقي الضوء على بعض أقواله وما جاء ورائها.

يقول ابن سيرين في تفسير رؤيا الصلاة في المنام: وإن رأى كأنّه يصلي قاعداً من غير عذر لم يقبل عمله، وإن رأى كأنّه يصلي على جنبه مرض، وإن رأى كأنّه يصلي راكباً أصابه خوف شديد، وإن رأى كأنّ الإمام يصلي بالناس وهو راكب وهم ركبان، فإن كانوا في حرب رزقوا الظفر، وإن رأى كأنّه يصلي في بستان، فإنّه يستغفر الله، وإن رأى كأنّه صلى في أرض مزروعة قضى الله دينه منها، وإن رأى كأنّه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه.

كما يقول نقلاً عن أحد شيوخ المفسرين يدعى أبو سعيد: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام إنّها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة أو قضاء دين أو أداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى.

وقال ابن سيرين في مواضع أخرى عن الصلاة المفروضة: وإن رأى كأنّه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو، فإنّه يتوسط في أمر يورثه ذلك عزاً حسب صفاء ذلك اليوم، فإن كان يوم غميم، فإنّه يتضمن حمل غموم، وإن رأى أنّه يصلي العصر، فإنّه يدل على أنّ العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلّا أقله، وإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه، وإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: (فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ)، وإن رأى كأنّه يصلي فريضة المغرب، فإنّه يقوم بما يلزمه من أمر عياله، وإن رأى أنّه يصلي العشاء، فإنّه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم، وإن رأى كأنّه يصلي فريضة الفجر، فإنّه يبتدئ أمراً يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله، وإن رأى كأنّه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين، فإنّه يسافر.

وهذا هو كلام ابن سيرين عن الصلاة المفروضة، فلكل صلاة من الصلوات الخمس قد يكون لها تأويل وتفسير خاص بها كما تبين من قوله.

ومجمل كلام ابن سيرين هو أن رؤيا الصلاة في المنام لها العديد من الأوجه منها ما هو خير مثل قضاء الدين ونيل الرغبة والرسالة وهي رؤيا محمودة ورائعة في الجانب الدنيوي والأخروي على حد سواء، فهل يتفق شيوخ المفسرين الآخرين على هذه الرؤيا المحمودة؟

من الشيوخ والعلماء الذين لهم رأي كبير في هذه المسألة العالم النابلسي، وهو من شيوخ التفسير الكبار والذي له العديد من التفسيرات والتأويلات في هذا الصدد، وسوف نعرض كلامه أيضاً في هذه المسألة.

تفسير النابلسي في رؤيا الصلاة
قال النابلسي عن رؤيا الصلاة في المنام: من رأى أنّه يصلي في بستان فإنّه يستغفر الله تعالى، فإن صلى في مزرعة سدد دينه، ومن رأى أنّه يصلى جالساً لعذر، فإن عمله لا يقبل، فإن صلى على جنبه فإنه يمرض، فإن صلى وخرج من المسجد نال خيراً، وإن صلى راكباً فيصيبه خوف شديد، وإن صلى الإمام راكباً ومعه ناس وكانوا في حرب انتصروا، رؤية الصلاة في المنام محمودة في الدنيا والدين وتشير إلى الحصول على ولاية أو قضاء ديّن أو تحصيل أمانة أو إقامة فريضة، وصلاة السنّة تدل على طهارة مصليها وصبره على المكاره وعطفه على الناس وإكرامه لأولاده ويعز أصدقاءه فينال عزا، والتطوع يدل على المروءة وزوال الهم.

أما عن صلاة السنة في المنام، فقد قال النابلسي في تفسير وتأويل هذه الرؤى: من رأى أنّه يصلي التراويح مع الناس فإنّهم يقومون بمروءة أهاليهم وتزول وحشتهم وتنشرح صدورهم، وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة، وهي تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان، وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلت الشمس، أو القمر عليه، وربما دل ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر، أو على موت عالم، ومن رأى أنّه يصلي النافلة، أو التطوع فإنّها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة، أو أنّه يقوم بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً)، وإن صلى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً أو تقرب إلى الله تعالى، وربما ألف بين قوم لتشتت أهوائهم، وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم.

ومجمل كلام النابلسي أن الصلاة في المنام لها العديد من الأوجه المحمودة للرائي وأنها رسالة من الله في المنام له، ولكنها تختلف من حيث الرؤيا نفسها وكيفيتها والحالة التي يعيش عليها الشخص الرائي في الحقيقة، ولكن هي في النهاية محمودة ما بين قضاء دين وبلوغ مرام وهدف في الحياة، وتدل على زوال الهم والغم والكرب في الدنيا، كما تدل على الطهارة والنقاء والصفاء، وكأن النابلسي يقول لنا أن الصلاة في المنام ما هي إلا دليلاً على أن حياة العبد مرتبطة بالله عز وجل، فهل يتفق معه ابن شاهين في نفس التأويل والتفسير؟

تفسير وتأويل ابن شاهين لرؤيا الصلاة في المنام
يعتبر ابن شاهين من أهم شيوخ المفسرين ويعتبر له تفسير كبير في رؤيا الصلاة وأنها على عدة أوجه، وسنتناول قوله كما هو ثم نتعرف على أهم هذه الأوجه.

قال ابن شاهين عن تفسير الصلاة في المنام: من رأى أنّه يصلي جهة المشرق، فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج، وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقاً أو غرباً فقد ينحرف عن الإسلام بعمل منه يخالف الشريعة، ومن رأى أنّه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الإسلام وراء ظهره لقوله تعالى: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ)، وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقيل ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح، ومن رأى أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة يعزل رئيس ذلك المكان، ومن رأى عالماً يصلي إلى غير القبلة أو عمل بخلاف السنة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى، ومن رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها ولا يجد موضعاً أو مكاناً يصلي فيه إنّه يدل على أمر عسير وقيل يتعذر عليه طلب شيء في أمر دنياه وآخرته.

ومعنى ذلك أن ابن شاهين على غير المفسرين الآخرين فصّل الأمر على عدة أوجه منها على سبيل المثال:

  • أن الصلاة قد تدل على تمام الفريضة أو أن هذا الشخص سيحج عما قريب.
  • إذا كان يصلي دون القبلة، أي يدير ظهره إليها فهذا يعني أن هذا الرائي يخالف الشريعة، وهذا إذا كان الرائي يصلي لوحده، أما إذا رأى أهل المسجد يصلون دون القبلة أي بعيداً عنها فهذا يدل أن أهل هذه المنطقة أو الحي لا يتقون الله ويخالفون السنة والشريعة ويتبعون الهوى.
  • فوات الصلاة عند ابن شاهين تعني الأمر العسير في الدنيا والآخرة.

ومعنى ذلك أن هناك اموراً محمودة للفرد والجماعة، وقد تدل على فساد الأمر، وتفسير ابن شاهين يعتمد على الحالة العامة خاصة الدينية للشخص الرائي فإذا كان صالحاً قد تكون هذه الرؤيا لها تأويل غير الذي قيل، وقد تختلف من شخص لشخص بالضرورة عنده.

وقال ابن شاهين عن رؤيا الصلاة المفروضة: من رأى أنّه يصلي الظهر فإنّه صفاء وقت وحصول مراد وزيادة خيرات، وقيل من رأى أنّه يصلي الظهر فإنّه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه، وإن كانت هي صلاة الجمعة فإنّه يتمّ له جميع ما يريد ويبلغ ما يؤمله، ويحصل له فضل الله تعالى في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)، ومن رأى أنّه يصلي صلاة العصر فإنّه حصول مراد ولكن بعد مشقة، ومن رأى أنّه يصلي المغرب فإنّ الأمر الذي يطلبه من خير أو شر يتمّ عاجلاً وقيل إنّه يؤدي صداق زوجته، ومن رأى أنّه يصلي العشاء الأخيرة فإنّه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء، لقوله تعالى: (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُون ومن رأى أنّه يصلي الصبح فإنّه حصول مال وكسب حلال وقيل إنّه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك، لقوله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) وشرط فيما قلنا أنّه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر.

أما تفسير السنن الراتبة في المنام فقد قال عنها ابن شاهين: أمّا السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأمّا التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الأصدقاء والجار وإظهار المروءة مع كل أحد.

تفسير ابن غنام لرؤيا الصلاة في المنام
ابن غنام له قول مشهور في رؤيا الصلاة في المنام، فقد فسرها على العديد من الأوجه، وتلخيصاً لكلام ابن غنام، فسوف نعرض كلامه كله عن تفسير الصلاة، ثم نفصل كلامه بالتفصيل في نقاط عدة بعد ذلك.

قال ابن غنام عن رؤيا الصلاة في المنام: الصلاة في الرؤيا هي الدعاء على قدر ما صلى فإنه يدعو الله ويبتهل إليه ومن صلى نصف صلاة فإنه يقضي نصف دينه لقوله تعالى: (فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ)، ومن رأى كأنه يصلي إلى جهة فإنه يقصد بتلك الجهة لسفر أو زيارة صديق، وقيل من رأى كأنه يصلي إلى غير القبلة وهو من أهل الصلاح فإنه يحج إلى بيت الله تعالى، لقوله عزّ وجلّ: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)، وإن رأى فاسق كأنه يصلي إلى غير القبلة فإنّه في ضلالة، فإن صلى إلى قبلة اليهود فإنّه يضارع اعتقاد اليهود، وإن صلى إلى قبلة النصارى فإنّه يضارع اعتقادهم من بدعة يدخل فيها ومن كان عزمه على الحج، ورأى كأنّه يصلي إلى الشمال فإنّ عزمه يبطل، ولا يتمّ حجه لأنه جعل القبلة وراءه، وإن كان فاسقاً فإنّه يأتي زوجته في دبرها، وقيل من صلى إلى جهة غير القبلة واستدبرها فإنّه يأتي كبيرة أو يحلف يميناً فاجرة، ومن فاتته صلاة أو صوم ولم يجد ماء عسر أمره فإن تيمم قربت له النجاة، ومن رأى كأنّه يأمر الناس بالصلاة وهو كثير الصلاة فإنّه ينال رزقاً حسناً، لقوله عز وجل: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ)، ومن صلى وهو سكران فإنّه يشهد بالزور.

وعلى هذا فإن حديث ابن غنام عن تفسير الرؤيا تلك لها العديد من الأوجه التي تتمثل في:

  • أن الصلاة ما هي إلا قضاء دين، فمن رأى صلاته كاملة معنى ذلك أنه سيقضي الدين كله، أما إذا صلى نصف صلاة ولم يكملها، فهذا يعني أنه سيقضي نصف دينه.
  • تدل الصلاة على غير القبلة على البدعة في القول والفعل والدين.
  • قد تكون الصلاة عزم على فعل شىء ما مثل العمرة أو الحج.

وقد قال ابن غنام أن صلاة السنة لها تأويل قد يتفق أو يختلف مع تفسير الصلاة المفروضة في المنام حيث قال: صلاة الاستسقاء طلب ولد لأنّ الماء من السماء فحل الأرض فتخرج النبات ومن صلى بلا وضوء فإنّه يتقرب إلى السلطان، وصلاة الكسوف هم من امرأة وقيل أمير أو وزير أو ملك أو هم، وربما كانت صلاة الكسوف دليلاً على موت عالم، وربما دل ذلك على قحط فإن زال الكسوف زال ما ذكرناه بالفرج.

كانت هذه أقوال أهم علماء وشيوخ المفسرين الذي قالوا أهم التفسيرات والتأويلات التي تحدثت عن الصلاة في المنام، سواء كانت تلك التأويلات والتفسيرات تتحدث عن الصلاة المفروضة أو السنة الراتبة، وقد اختلفت بعض التأويلات عن بعضها، وقد تتفق في بعض الحالات، وعلى أية حال فإنها تختلف باختلاف الحالة الدينية والاجتماعية للشخص الرائي، احكي لنا عن رؤيا رأيت فيها نفسك تصلي قبل ذلك.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أراء الجمهور (1)

رايت انى اصلى واقرا اية الكرسي واستيقظت وجدتنى اقرأها ويدى اليمنى فوق اليسرى فى وضع القراءه ومره ثانيه اقرأ سورة القدر ونفس الشيء استيقظت وانا اقراها
بواسطة فاطمه محمد | الرد