الشخصية القوية
- بالفعل إن القول صحيح 100% بأن الشخصية القوية هي صفة تنمو مع نمو الإنسان وبأن من يتمتع بهذه الشخصية لا يكون وليد اللحظة، إنما هو مسار حياة إبتدأت بشيم وصفات متسمة بطابع القوة والحزم والثبات والهيبة وتابعت على هذا المنوال.
- الشخصية القوية غالبا ما تكون قيادية وتليق بها المراكز ذات الإشراف والقيادة والإدارة والمسؤولية. فالشخصية القوية لديها قدرات استيعابية كبيرة بحيث يمكنها تحمل أكثر من مهمة في وقت واحد وتستطيع التنسيق والنجاح في عملية الإدارة لهذه المهام، وتتحمل الضغط حيث أن القوة في الشخصية تستوعب الأمور الصعبة وتستسهلها وتتحدى الصعاب ولا تقف عاجزة أمام حل المشاكل والقضايا العالقة.
- أن من قوة الشخصية ما يدفع الغير للإتكال على صاحب القوة الشخصية، رغم أن من يتمتع بالشخصية القوية لا تديره عواطفه إنما عقله هو المدير وهو المدبر الأول.
- لايسمح صاحب الشخصية القوية بعواطفه ومشاعره بالتحكم به، بل يعطي آذانا صاغية لعقله حيث يزن الأمور بمنطق العقل وليس من منطق العاطفة والمشاعر والأحاسيس وهذا ما يجعله ناجحا، لأن الإدارة من منطلق المشاعر فقط تعتبر من أفشل الإدارات. ولا يخلو الأمر من تحرك المشاعر الإنسانية عند اللزوم وعند المواقف اللازمة لذلك.
كيف تكون قوي الشخصية؟
ليس هناك من مانع في إكتساب الشخصية القوية لاسيما إذا كنت راغبا بقوة بالتمتع بهذه الشخصية، فهي بمتناولك وذلك عندما ترغب وتريد الإطلاع على الطرق المؤدية الى الحصول على هذه الشخصية.
أن تكون قوي الشخصية يستلزم ذلك العديد من المواصفات التي عليك أن تتدرب لإكتسابها وقد يكون البعض منها هو موجود في شخصيتك سابقا، وأهم هذه المزايا:
الجدية
ذلك يعني بأن تكون إنسانا جديا بكل ما في الكلمة من معنى، حيث أن وقتك الجاد وإهتمامك بعملك قدر المستطاع هو بحد ذاته قوة وثبات وحسم، فعندما تعطي كل الأهمية لوقتك الثمين الذي تقضيه في عملك أو في مهماتك وحتى في شؤونك الشخصية يساعدك كثيرا على التمتع بالقوة المطلوبة.
الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي أبرز وأهم عامل في قوة الشخصية فمن إمتلكها فهو إمتلك قوة الشخصية بنسبة 70% ، لأن الثقة بالنفس هي قوة بحد ذاتها. تساعد الثقة بالنفس على التحدث براحة وعلى دخول النقاشات بطريقة لبقها وعلى فرض الشخصية في أي قطاع حيوي موجود فيه سواء كان في المنزل أو خارج المنزل في نطاق العمل أو ضمن أي مجموعة أخرى. الواثق من نفسه يعرف من يجيب ومتى يتحفظ عن الإجابة ومتى يعطي جوابا حازما ومتى لا يشارك في أي نقاش عندما لا يستدعي الأمر تدخله.
دراسة النفسيات
ربما هذا العنوان بالذات ليس بمفهوم الطب النفسي، إنما هو قدرة إستيعابية يملكها الإنسان وهي معرفة شخصيات الآخرين ثم معرفة طريقة التصرف معها، فلكل منا شخصية معينة يتعامل بها مع الآخرين، وهذه الطريقة تصنفه بحيث يكون إما شخصا مألوفا والتعامل معه مريح وإما شخصا لا يوحي بالثقة ويجب الحذر منه، وإما شخصا ناضج فكريا ويمكن الأخذ والعطاء معه، وإما شخصا بسيطا جدا وهذا النوع لا يجب الاستخفاف به أو استغلاله لأنه من السهل جدا استغلال هكذا نوع. وأهم ما في الموضوع أن التصنيف هذا يساعد جدا على طريقة التعامل اللازمة مع كل شخص، بحيث أنه من يعتقد بأن كل الناس هم بمثل فكره فهو تفكير خاطىء. إذن أهم ما في الأمر هو معرفة نفسية الشخص الذي تعاشره، فتفتح حدودا وتغلق حدودا حسب الشخصية المواجهة لك.
الثقافة الفكرية والبدنية
يهتم الإنسان ببنيته الجسدية من كل النواحي من حيث الملبس والصحية وإكتساب العادات الصحية حيث يعتاد على ممارسة الرياضة بأي نوع من أنواعها المختلفة، كما يقوم بالاطلاع دوما على نوعية الطعام الذي سيتناوله يوميا ويسعى دائما لأن يكون طعامه صحيا ويسعى بأن يمتلك الثقافة الصحية بحيث يكون قادرا على الدخول بأي نقاش يتمحور حول الصحة, بالاضافة الى الصحة البدنية يهتم أيضا بصحته العقلية بحيث لا يتوقف عن القراءة وعن إكتساب المعلومات وبالأخص الحديثة حول كل المواضيع السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والمالية واللغوية، فهو بذلك ينمي كل القدرات التي يملكها ويفعلها من حين الى آخر بطريقة تواكب العصر وبطريقة تجعله على علم ودراية بكل تطور وبكل جديد. ويظهر الإنسان القوي الشخصية بمظهر لائق بحيث يبعث على الوقار وعلى جعل الآخر معجبا بشكله وبلياقته.
قوة الشخصية في العمل
أهم نقطة في هذا المجال هو دمج كل ما ذكر سابقا لتفعيل الشخصية، بحيث أن التعامل مع الآخرين في مجال العمل يحتاج لكل ذلك، وهذا ما يساعد القوي الشخصية على عدم فتح المجال لتهميشه بل يساعد على جعل الآخر يفكر بروية وبعقلانية قبل الاحتكاك به. لا يقدم على التهور ويدرس قراراته بهدوء ويعطي وقتا لنفسه قبل الإفصاح عما يريده، ودائما يكون قليل الكلام مع من يحبون اللغط ونقل الأحاديث والنميمة ويضع حدا لهم، ويبتعد عن من لا يحب الإختلاط بهم ويتجنب قدر الإمكان إعطاء المعلومات التفصيلية عن نفسه الإ لأشخاص معدودين. بالنسبة لقوي الشخصية فهو دائما على إحتكاك مع من هم أعلى منصب منه ومن هم أقل مركز وعليه أن يثبت دائما لهاتين الجهتين أنه إنسان يمكن الاعتماد عليه بأنه محط ثقة وبأن كل المهام الموكلة إليه ينجزها في الوقت المعين وفي الجودة ذاتها إن لم يكن بأحسن جودة عما سبق. ويكون ملجأ لاستشارات مختلفة في مجال العمل بحيث يعطي النصائح والارشادات التي تطبق والتي يتم الحصول على أفضل النتائج نتيجة اعتمادها.
قوة الشخصية في المنزل
الهيبة يجب أن تفرض في المنزل بقوة الشخصية من الطرفين، الأم والأب وقد يتراخى أحدهم أحيانا لمصلحة معينة، ولكن الطرف الآخر يشدّ الحبل أكثر بحيث لا يكون الطفل في نزاع وصراع بأن لا ملجأ له في منزله، ولا يجد طرفا يسانده في محنة معينة. تعرف الأم جيدا بقوة شخصيتها كيف تجعل إبنها يحب الدراسة وكيف تحثه على النظام وعلى إتباع الإرشادات وعلى إحترام الآخر من خلال طريقة التربية المعتمدة والمدروسة والممنهجة من قبل الوالدين. الأب دائما يتخذ الدور الحاسم والجدي في التعامل ولكن هذا لا يمنع أن يكون شديد الحنية والتعاطف مع الأولاد، ولكن في الغالب دوره بقوة الشخصية أقوى من الأم ولكن هذا لا يفقد قوة الشخصية في الأم التي لاحقا يستمدها الطفل من أمه أيضا التي تساعده في تقوية شخصيته وفي طريقة تعامله مع رفاقه ومع من هم أكبر سنا منه ومن هم أصغر سنا منه.
بواسطة: Mona Fakhro
اضف تعليق