ماذا تعني الثقة بالنفس؟ وكيف تؤثر على سلوك المرء؟
الثقة بالنفس والإيمان بالله
الثقة بالنفس قوة من القوى المعنوية الكامنة التي تدعم صاحبها لتحقيق الأهداف من خلال الإرادة على إثبات الوجود من خلال القيام بدور في الحياة يكون رصيداً معنوياً ومادياً ومعرفياً، ولا يخلو إيمان من وجود الهمة حتى قيل في الحكمة علو الهمة من الإيمان.
الثقة بالنفس تبدأ من الصدق:
- وتبأ الثقة بالنفس من مرحلة التعليم بالمدارس وبالتربية في البيوت حيث يكون الاهتمام والرعاية من الأسرة بأبنائها داعما نفسيا يتعزز بالرفق وتأكيد عوامل القوة السلوكية وأولها الصدق، فإن الأمم لا ترضى الكذب من أي إنسان حتى ولو كان الصدق غير سائد في حقيقة المعاملات إلا أن ظاهرة الكذب تتخذ مسالك كثيرة غير صريحة؛ منها الخداع والغش والتدليس وهذه السلوكيات تضعف مناخ الثقة العام في المعاملات حتى صدرت قوانين لمكافحة الغش وتجريمه وتجريم الكذب المؤدي إلى تزييف الحقائق والإضرار بحقوق الآخرين في المستندات حيث كانت عقوبة التزوير لكل من يُغير الحقيقة بالحذف أو الإضافة أو التعديل بما يخالف الواقع والحقيقة وذلك للحد من الكذب والتشكيك من أجل تعزيز مناخ الثقة العامة ولو كان بطريق العقوبات.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)، وقال تعالى في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الآية ١١٩.
- والصدق مدخل من مداخل الثقة وأسلوب حياة كما جاء في الأثر (الصدق منجاه) وقد ارتبطت الثقة بالنفس بالإيمان، فالإنسان الذي لا يثق في إيمانه ولا يثق في قدراته هو ضعيف وليس بقوي وفي ذلك يقول العلماء أن الذي يقول أنه مؤمن إن شاء الله فهو في حالة شك في إيمانه ولا ينبغي للمؤمن أن يجعل إيمانه أمرا مشكوكا فيه أو معلقاً بل يجب أن يكون واثقا في كافة أحواله لذلك قالوا إن اليقين لا يذهب بالشك، فالذي توضأ وشك في وضوئه فإن وضوءه سليم حتى يقسم بالله ثلاثا أن وضوءه قد فسد أو انتقض.
الثقة بالنفس.. الهمة والتمسك بالحق:
- ولذلك لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاباً يمشي وعليه هيئة الضعيف قال له: (لا تمت علينا ديننا) فجعل عمر الثقة بالنفس والقوة حياة، لذلك فإن المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف.
- والله خاطب عباده لرد العدوان عن أنفسهم بالقوة، فقال تعالى في سورة النور: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) الآية 16، فكان هذا ثقة من المؤمنين ببراءة السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان إمساك المؤمنين عن الخوض في حديث الإفك انطلاقا من ثقتهم بالسيدة عائشة وهو جزء من ثقتهم بأنفسهم حتى قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طهر لك نعليك فكيف بأهلك، وقد جاء قول الحق سبحانه تأكيدا لهذا السياق في سورة التوبة: (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) الآية ٢٦.
بواسطة: Israa Mohamed
اضف تعليق