ماذا تعرف عن أحمد زويل؟ 9 معلومات هامة عن المصري الذي حاز جائزة نوبل في الكيمياء

أحمد زويل

أحمد زويل من العلماء الذين برعوا في علم الكيمياء في العالم، فهو مصري حاز على جائزة نوبل في الكيمياء الفيزيائية، بسبب ما توصل إليه من اكتشاف كيمياء الفيمتو ثانية، في هذا المقال نتعرف أكثر عن حياة أحمد زويل وحياته في مصر والولايات المتحدة وملامح عن أعماله وإنجازاته العلمية العظيمة، فهيا بنا في هذه الرحلة العلمية والتاريخية عن عالم مصري عربي كبير.

نشأة أحمد زويل في مصر

ولد أحمد حسن زويل في مدينة دمنهور المصرية في عام 1946م، وكان الابن الأكبر لعائلة بسيطة تنتمي للطبقة الوسطى، وقد كان الأب يعمل في وظيفة حكومية، وقد نشأ في المدينة الصغيرة حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية حيث حصل على البكالوريوس في عام 1967م، ثم الماجستير من نفس الجامعة في عام 1969م وقد واتت الفرصة لكي يخرج من مصر في بعثة للدكتوراه في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

أحمد زويل والدكتوراه في الولايات المتحدة

كانت بداية أحمد زويل مع جامعة بنسلفانيا الأمريكية، حيث التحق بالجامعة لنيل شهادة الدكتوراه في الكيمياء، وكان مشرفه الأستاذ روبين هوشستراسر المعروف بالتميز والتفوّق، وقد تعلّم منه زويل الكثير، وقد عمل مع فريق عمل الجامعة على تفسير الجوانب النظرية والتجريبية في ميدان تحليل الطيف وتحويله لجزيئات، ثم التحق زويل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ليبدأ مسيرة جديدة وذلك بعد حصوله على الدكتوراه.

كيمياء الفيمتو ثانية أعظم إنجازات زويل على الإطلاق

إن أحمد زويل له العديد من الإنجازات العلمية، ويعتبر الإنجاز الأبرز بالنسبة له هي سلسلة التجارب التي قام بها لتكون نقطة انطلاق علم جديد وهو كيمياء الفيمتو ثانية، حيث اكتشف زويل أن استخدام التحليل الطيفي في المجال البصري عبارة عن أشعة سينية وأشعة تحت الحمراء وهذه أشعة مرئية.

وقد استفاد زويل من هذا الاكتشاف في عدة أبحاث قام بها في مجال دراسة حركات الجزيئات الدقيقة الموجودة في أشعة الليزر التي تتحرك بسرعة الفيمتو ثانية، وقد تم اكتشافها في منتصف الثمانينات، وقد كتب العديد من الأبحاث التي اجراء وسط التفاعلات الكيميائية البعدين المكاني والزماني او المعروف بالزمكان، حيث عجز العلماء على قبله في تفسير ما يحدث في عملية التفاعل السريع، ولكنه فسر الروابط وحركة الإلكترونات التي تتعرض للضوء وبالتالي كان هذا الاكتشاف له العديد من الجوانب العظيمة حيث قدم زويل به العديد من الجوانب العلمية المكتشفة لأول مرة والتي سيتم الاستفادة منها في المستقبل، حيث تكنولوجيا الليزر، وقد توصل لهذا الاكتشاف العظيم بعد تجارب استمرت حوالي 12 عاماً متواصلة.

إنجازات زويل في مجال الكيمياء الفيزيائية

كان زويل متميزاً في الكيمياء الفيزيائية، فإلى جانب اكتشافه لكيمياء الفيمتو وتأسيسه لهذا الفرع العلمي الهام، فإنه أحد ثورة علمية في مجال الديناميات الهيكلية من خلال اختراع الميكروسكوب رباعي الأبعاد، والذي مكنه من تحديد الوقت والمكان الحقيقيين لحركة الجزيئات الدقيقة.

كما أحدث ثورة كبيرة للتقنية التي كانت على درجة عالية من الدقة في العديد من المجالات، حيث كان بداية حقيقية لعلم النانو الدقيق، ومن خلال الأبحاث التي قدمها زويل، فغن نظام الانحراف أو الحيود الإلكتروني والبلورات وتفسير حركاتها خاصة لجزيئات الماء من أفضل ما قدمه زويل لعلم الكيمياء.

جوائز وتكريمات حصل عليها زويل

يعتبر أحمد زويل من العلماء المتميزين على مدار ربع قرن في الولايات المتحدة الأمريكية وكان وجهة مشرفة للمصريين والعرب هناك، حيث حصل على العديد من الجوائز والتكريمات بسبب ما توصل إليه من أبحاث، وهذه الجوائز والتكريمات يمكن حصرها في:

  • حصل على خمسين درجة فخرية في العلوم والفنون والفلسفة والطب والقانون والعلوم الإنسانية من مختلف الجامعات منها جامعة أكسفورد وكامبريدج وبكين و إيكول نورمال وييل وبنسلفانيا والإسكندرية.
  • حصل على قلادة النيل العظمى من الحكومة المصرية.
  • نل عدة مناصب في جامعات الولايات المتحدة وعدة أكاديميات مثل الأكاديمية الفرنسية والروسية والسويدية والصينية.
  • حصل على وسام بنجامين فرانكلين من الولايات المتحدة.
  • حصل على جائزة ألبرت أينشتاين العالمية في الفيزياء.
  • حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم من المملكة العربية السعودية.
  • حصل على جائزة أتمر الذهبية الإنجليزية.
  • حصل على ميدالية بريستلي الذهبية باسمه.

إلا أن جائزة نوبل في العلوم كانت أعظم إنجازاته والجوائز على الإطلاق في مسيرته العلمية، حيث حصل عليها في العام 1999م عن أبحاثه العلمية لاكتشافه كيمياء الفيمتو ثانية وتطبيقاتها في مجال الليزر.

مؤلفات أحمد زويل العلمية

لقد ترك لنا أحمد زيل العديد من المؤلفات العلمية الهامة في العديد من المجالات، ومن أهمها مجال الكيمياء، فقد ألف كتاب التقدم في التحليل الطيفي بالليزر والذي نشر في عام 1977م ثم ألف كتاب التقدم في كيمياء الليزر في العام التالي.

وهاتين الكتابين كانا يناقشان الأبحاث التي كتبها في مجال الليزر والكيمياء الفيزيائية، وفي عام 1983م ألف كتاب الكيمياء الضوئية وعلم الأحيان على مجلدين، وألف كتاب الرابطة الكيميائية الهيكل والديناميت وقد تحدث فيه عن بعض الأبحاث في هذا المجال وذلك في عام 1992م.

كما ألف كتاب الكيمياء الحيوية بعد لك بعامين، وكتاب رحلة عبر الزمن والذي يعتبر من أشهر كتبه حيث ترجم إلى حوالي 19 لغة منها العربية والصينية والكورية والفرنسية والمجرية والإسبانية وغيرها.

كما ألف كتب متعددة عن العلوم والحضارة مثل كتاب عصر العلم والزمان وكتاب حوار الحضارات.

أحمد زويل وجامعة زويل المصرية

لقد كان حلم زويل أن ينقل العلم الذي تعلّمه في الولايات المتحدة إلى مصر من خلال إنشاء مدينة للعلوم والتكنولوجيا، وفي عام 2011م قررت الحكومة المصرية عمل مشروع وطني للنهضة العلمية وأنشأت بالفعل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وجعلت أحمد زويل أول رئيس مجلس أمناء لهذا المدينة.

وقد اختير أحمد زويل أيضاً في منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العلمية، وفي عام 2013م، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زويل ليكون ضمن المجلس الاستشاري العلمي للأمم المتحدة بعد كل هذه الإنجازات.

أحمد زويل ودوره في الوطن العربي ومصر

لم يتخلى زويل عن جذوره المصرية والعربية بعد هذه الإنجازات العظيمة، فقد أقام العديد من المحاضرات والندوات في جميع البلدان العربية لتشجيع الشباب على العلم، وكتب العديد من المقالات باللغة العربية عن تاريخ العرب والمسلمين العلمي المزدهر، وقد كانت فكرته منصبة أن الاستثمار في العلم من أفضل ما يمكن للدول العربية أن تقدمه خلال المستقبل، وهذا كان واضحاً من إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا التي تم افتتاحها في عام 2013م في مصر وتخرج منها دفعات من الشباب المصري في مختلف العلوم الحديثة.

كما كان زويل يؤمن بدور القوة الناعمة للعرب في العلوم والفنون والآداب وهو ما لا تحققه الحروب العسكرية أو السياسية، فهي قوة اقل تكلفة ولها آثار عظيمة في المستقبل، حيث تستخدم في القوة العسكرية وغيرها.

ولقد دعا زويل للعديد من المبادىء منها التخلص من البيروقراطية العربية التي تهدر الإمكانيات والتي جعلت التعليم حكراً على طبقة معينة دون طبقة أخرى، ويجب على جميع الأطفال في مصر والوطن العربي أن يختصوا فيما يحبونه من العلوم والفنون والآداب، كما يجب من تغيير قوانين التعليم والبيروقراطية والقضاء عليها وتغيير القوانين التي يجب أن تشمل حماية الإنسان وازدهاره في المقام الأول.

ولقد ترك زويل تراثاً علمياً وإنسانياً كبيراً من خلال مؤلفاته وكتبه التي تحدثنا عنها، هذا بالإضافة إلى مقالاته في العديد من الصحف المصرية والعربية خلال السنوات الأخيرة من عمره.

وفاة أحمد زويل

توفي العالم المصري الشهير أحمد زويل في الثاني من شهر أغسطس عام 2016م بعد أن عانى من مرض سرطان العمود الفقري، وقد ترك خلفه زوجته الطبيبة ديما الفحّام، وأربعة أنباء هم نبيل وأماني ومها وهاني.

وقد مات أحمد زويل في الولايات المتحدة بعد صراع مع المرض، ولكنه اوصى أن تقام جنازته ويدفن في مصر وطنه، وهو ما قامت به الحكومة المصرية التي أقامته له جنازة شعبية تجمع فيها آلاف المصريين وقد دفن في وطنه حسب رغبته الأخيرة.

لقد ترك لنا أحمد زويل العديد من الأفكار العلمية والنظريات في العلوم الكيميائية والفيزيائية التي يتم الاستفادة منها في المعاهد والجامعات العالمية في العديد من المجالات لا سيما مجال الليزر والفيزياء والكيمياء، بل ترك لنا إرثاً علمياً في الكتب وجامعة تحمل اسمه في مصر، من المفترض ان تكون من افضل الجامعات في غضون سنوات قليلة بعد تخرج العديد من الشباب منها.

في هذا المقال؛ تحدثنا عن مسيرة وحياة العالم المصري العربي أحمد زويل، لقد كانت حقاً مسيرة علمية متميزة وملهمة لجميع الشباب العربي، برأيك كشاب من الوطن العربي كيف تجد أفكار أحمد زويل وكيف نقوم بتطبيقها على أرض الواقع؟

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *