ما هي كيفية الرقية الشرعية؟ تخلص من السحر والحسد في 4 خطوات

السحر

السحر والحسد من الآفات والأمراض التي يعاني منها الإنسان، فهي من الآفات المعنوية التي تصيب الإنسان بسبب العديد من الأمور منها تعرضه لذلك من أناس يحسدونه على النعمة التي يتمتع بها وغيرها من أعمال السحر التي يفعلها البعض من ضعاف النفوس، والسحر والحسد من الأمور الموجودة بالفعل وذكرها القرآن الكريم، لذلك جعل الله علاجاً لهما من خلال الرقية الشرعية التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على إتيانها ويقوم بها لأصحابه الكرام، في هذا المقال نتحدث أكثر عن الرقية الشرعية والتخلص من الحسد والسحر من خلال العديد من الخطوات الشرعية.

ما هي الرقية الشرعية؟

الرقية الشرعية هي التي يحتوي عليها العديد من آيات القرآن الكريم الحامية للإنسان من السحر الذي قد يتأثر به في حياته، فالرقية في اللغة هي العوذة أو الاستعاذة من الاذى مثل السحر والضرر والحسد والحقد من الآخرين.

أما المصطلح الشرعي للرقية الشرعية هي قراءة بعض من آيات القرآن الكريم للتخلص من الحسد وغيرها من الأمراض التي تصيب الإنسان فهي التوّكل على الله والدعاء والتضرع له وطلب الحاجة منه بصدق ويقين لكي يشفي هذا الإنسان من السحر ومن الحسد وغيرها من الآفات والأمراض.

ما هو حكم الرقية الشرعية؟

لابد أن نسأل أولاً قبل القيام بخطوات الرقية الشرعية على أنواع هذه الرقى، فالرقى عموماً لها نوعان، شرعية وهي التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي تتطلب العديد من الجوانب الفقهية الخاصة بالإنسان، منها أن يكون معتقداً بهذه الرقية وصدق التوّكل على الله ولا تصح من شخص يعمل بالحر أو متهم بالسحر وهذا شرط من الشروط للرقية الشرعية عند الفقهاء امتثالاً للحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله عندما قال: كانَ لي خَالٌ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ.

أما النوع الثاني والذي يحدث أحياناً وهي الرقية غير الشرعية والتي تحتوي على بعض الأمور الشركية بالله تعالى، حيث يفعلها البعض ويقومون بها بصور من الشرك الأصغر، وهي الرقية التي تعتمد على شكل من أشكال الشرك ولعبادة لغير الله تعالى، من خلال ألفاظ غير مفهومة مثل الطلاسم والتمائم، ولا يوجد بها أي من آيات القرآن الكريم والرقية الشرعية، كما يمكن أن تكون الرقية غير الشرعية تتم من هؤلاء الذين لا يملكون صلاحاً في الدين، لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام بهذا الأمر وذلك في رواية عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ.

كيفية الرقية الشرعية في 4 خطوات

يجب على الشخص الذي يقوم بالرقية الشرعية أن يكون صالحاً بعيدا عن الخطايا والمعاصي والكبائر، كما يجب أن يكون صادقاً مع الله ويصدق ويعتقد بإيمان راسخ أن الشفاء من الله تعالى وأن الرقية الشرعية وسيلة من وسائل الشفاء والتخلص من أي مرض أو سحر أو حقد يعاني منه الإنسان.

أما عن الكيفية، فقد فعل رسول الله الرقية الشرعية لأصحابه الكرام وذلك عبر العديد من الخطوات وهذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية:

  • وضع اليد اليمنى على أي مكان يعاني منه الإنسان من وجع أو ألم ويتلو العديد من الآيات القرآنية والأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم برقية بعض أهله فيمسح بيده اليمنى ويقول هذا الدعاء: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَماً.
  • بعد قول هذا الدعاء السابق، يتم وضع اليد على موضع الأم ثم التسمية بالله تعالى وقول بعض الأدعية، وذلك امتثالاً للحديث الشريف، فعن عثمان بن أبي العاص يقول أنه شكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الآلام في جسده، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.
  • المسح والنفث، والمقصود بهما النفخ مع الريق اليسير والتفل البسيط في اليد بعد قراءة بعض الأدعية وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يفعل هذا، فعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الطريقة أي بعد النفث والنفخ في اليد الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما صغار، ويقول هذا الدعاء: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ.

وليس الدعاء السابق فقط بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تفعل ذلك بعد قراءة المعوذتين، فعن عائشة رضي الله عنها أنه قالت: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ.

كما قالت في مناسبة أخرى: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أنْفِثُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ الَّتي كانَ يَنْفِثُ، وأَمْسَحُ بيَدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه.

الرقية على الماء، وهي من ضمن خطوات الرقى الشرعية والتي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجميع الفقهاء والعلماء أجمعوا على جوازها وهي قراءة القرآن والأذكار على الماء بنية الرقية والنفث فيه ثم شربه بنية الشفاء من الحسد والسحر والأذى عموماً، فقد روى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن رسول الله بقوله: لدغتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مصلياً ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ.

وبعد أن تعرفت على كيفية الرقية الشرعية، فإنه يمكنك القيام بها في أي وقت من الأوقات من الليل أو النهار إلا أنه من الأفضل أن تكون الرقية الشرعية قبل النوم مباشرةً فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا الأمر قبل النوم، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما فَقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

ويجب على الراقي أو الشخص الذي يقوم بالرقية طاهراً من الحدث الأكبر والاصغر وأن يتوضأ قبل أن يقوم بالرقية الشرعية، كما يقول الرقية الشرعية مثل الأدعية والآيات القرآنية جهراً أو بصوت معتدل وأن يستحضر الخشوع لله تعالى ويضع يده اليمنى على موضع الألم ويقوم بنفس الكيفية التي عرضناها في السطور السابقة.

هل يمكن القيام بتحصين نفسك على الدوام؟

يمكن أن نقوم بتحصين أنفسنا على الدوام من خلال بعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية، وذلك للتخلص من السحر والحسد وغيرها من الشرور التي قد تحدث لنا، فكيف نقوم بالتحصين الدائم؟

هناك بعض الأمور التي لا تنتمي للرقية الشرعية، بل يمكن القيام بها في جميع الأوقات حتى تصير عادة لنا على الدوام، وهذه الأمور مثل:

  • الاستعاذة بالله من الشيطان: وهذا هو دعاء لله تعالى بأن يبعد الشيطان وشروره عن الإنسان، وذلك امتثالاً لقول الله تعالى الذي أمرنا فيه بالاستعاذة: وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ.. والاستعاذة تتحقق بقولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأيضاً من خلال قراءة سورتي الفلق والناس أو المعوذتين.
  • تقوى الله تعالى: يجب أن يكون الشخص تقياً لله تعالى لا يفعل المعاصي والذنوب يتق الله في جميع أمور حياته، فالتقوى تورث المخرج من الله تعالى والبعد عن المشكلات النفسية والاجتماعية، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا.
  • التوبة الصادقة: كل إنسان طّاء ولكن كثرة الخطأ من الإنسان لا تعني أن نتوب غلى الله ونستغفره، فالتوبة هذه ليست فقط من أجل غفران الذنوب والخطايا، ولكن أيضاً الفرج من الغم والكرب حيث قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.. وهذا يعني أن الله تعالى قد يبتلي العبد ببعض ما كسب من الذنوب، لذلم علينا بالتوّبة والاستغفار الدائم من أجل عدم حدوث أي أذى أو شر لنا.
  • كثرة تلاوة القرآن الكريم: القرآن الكريم هو خير حصن لنا، فقراءة القرآن شفاء لما في الصدور ورحمة بالمؤمنين وحسن ودرع من الأذى والسحر والحسد والشرور، لذلك علينا أن نكثر من القرآن الكريم وتلاوته وتدبره فالقرآن شفاء ورحمة كما يقول الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا.
  • تجنب عن كل ما نهى الله عنه: لقد فرض الله علينا العديد من الفرائض والواجبات من أن نعيش حياة سعيدة في الدنيا والآخرة، لكن هناك بعض الذنوب والآثام التي نرتكبها بالفعل وقد تؤثر عن حياتنا، لذلك من الضروري أن نتجنب الذنوب والمعاصي وعن كل ما نهى الله عنه وأن نتبع صراط الله المستقيم، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ. كما قال الله تعالى عن إتباع الهوى والشيطان وارتكاب الذنوب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.. وهذا بيان وأمر من الله أن لا نتبع خطوات الشيطان لأنها تورث لنا المرض و الشرور والأذى في النهاية.

مع هذه التحصينات السابقة لابد من إحسان الظن بالله وأنه هو الشافي الحامي لنا من كل أذى ومرض، كما يجب التداوي بالعلاجات الطبية والدوائية والذهاب غلى الأطباء المتخصصين إذا شعرنا بوجود مشكلات صحية نعاني منها أو أعراض غير طبيعية تحدث لنا على الجانب العضوي والنفسي، فإن الرقية الشرعية من الحسد والسحر ما هي إلا عوامل للشفاء تساعد العلاج بالطب والتداوي.

تعرفنا في هذا المقال؛ العديد من الجوانب حول الرقية الشرعية من الحسد والسحر وكيفية القيام بها كما علّمنا رسول الله، وما هي الأدعية والطريقة الصحيحة للرقية الشرعية.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *