شعر عن الوطن

بقلم ايليا ابو ماضي

وطن النجوم … أنا هنا

حدّق … أتذكر من أنا ؟

ألمحت في الماضي البعيد

فتى غريرا أرعنا ؟

جذلان يمرح في حقولك

كالنسيم مدندنا

المقتنى المملوكُ ملعبُهُ

و غيرُ المقتنى !

يتسلّق الأشجار لا ضجرا

يحسّ و لا ونى

و يعود بالأغصان يبريها

سيوفا أو قنا

و يخوض في وحل الشّتا

متهلّلا متيمّنا

لا يتّقي شرّ العيون

و لا يخاف الألسنا

و لكم تشيطن كي يقول

الناس عنه ” تشيطنا ”

أنا ذلك الولد الذي

دنياه كانت ههنا !

أنا من مياهك قطرة

فاضت جداول من سنا

أنا من ترابك ذرّة

ماجت مواكب من منى

أنا من طيورك بلبل

غنّى بمجدك فاغتنى

حمل الطّلاقة و البشاشة

من ربوعك للدّنى

كم عانقت روحي رباك

وصفّقت في المنحنى ؟

للأرز يهزأ بالرياح

و بالدهور و بالفنا

للبحر ينشره بنوك

حضارة و تمدّنا

لليل فيك مصلّيا

للصبح فيك مؤذّنا

للشمس تبطيء في وداع

ذراك كيلا تحزنا

للبدر في نيسان يكحّل

بالضّياء الأعينا

فيذوب في حدق المهى

سحرا لطيفا ليّنا

للحقل يرتجل الرّوائع

زنبقا أو سوسنا

للعشب أثقله النّدى،

للغصن أثقله الجنى

عاش الجمال متشرّدا

في الأرض ينشد مسكنا

حتّى انكشفت له فألقى

رحلة و توطّنا

واستعرض الفنّ الجبال

فكنت أنت الأحسنا

لله سرّ فيك ، يا

لبنان ، لم يعلن لنا

خلق النجوم و خاف أن

تغوي العقول و تفتنا

فأعار أرزك مجده

و جلاله كي نؤمنا

زعموا سلوتك … ليتهم

نسبوا إليّ الممكنا

فالمرء قد ينسى المسيء

المفترى ، و المحسنا

و الخمر ، و الحسناء ، و الوتر

المرنّح ، و الغنا

و مرارة الفقر المذلّ

بل ، و لذّات الغنى

لكنّه مهما سلا

هيهات يسلو الموطنا

شعر يذكرني بطفولتي في الوطن

أحببت نشر هذه القصيدة لاعادة احيائها فهي تذكرني بأشياء جميلة.. تلامس طفولتي حين كنت على مقاعد الدراسة..

لشدّ ما حفظتها حتى جعلت ألقيها امام معلمتي باحساس الشاعر نفسه..

ان من البديهي جدا عند قرائتك بامعان لهذه القصيدة تجد تعلق الشاعر بوطنه من خلال انتقائه العبارات التي تظهر عمق حبه لوطنه.

صحيح قد لا أكون عايشت هذه المرحلة للشاعر حيث كان يسلق الاشجار دون ان يشعر بالملل أو ان يخوض في وحل الشتاء وان يتشيطن هنا وهناك ، بين الحقول والمروج وهو يقضي طفولته بأروع لحظاتها في ربوع وطنه وبساتينه المثمرة ، ولكن هذا لا يعني بأني لا اشتهي ان احمل في ذاكرتي طفولة تسلقت فيها الشجرة ومرغت قدمي في وحل الشتاء ورحت العب وامرح في ميادين بلدتي متسكعة فرحة ..

ان الفخر يبدو جليا في كل كلمة كتبها الشاعر وكأنه يقول عقب كل بيت من ابيات هذا الشعر بأنني لبناني وافتخر ..

حتى ان الغزل اخذ نصيبا وافرا في هذه القصيدة الرائعة ، فلشدّ ما وصف الوطن بأنقى العبارات الخالصة من الطبيعة ، حيث بدت الطبيعة بأجمل حلاتها لأنها ارتبطت بهذا الوطن الجميل .. الشمس والقمر والنجوم والاشجار والعطور الساحرة ..والطيور والاصوات العذبة..

الجمال والرقة بدت مواصفات لهذا الوطن الكبير .. كل ذلك سببه الحب العميق لهذا الوطن.

موطني موطأ قدمي .. منذ صغري

مسقط رأسي حيث ولدت وترعرعت ونشأت على حب الوطن وصونه ..

المكان الذي أحيا فيه وافتخر بانتمائي له..

الارض التي شهدت تعلقي بها يوما بعد يوم..

ما السر فيك يا ترى لتنال هذه المحبة القوية؟ فترى المهاجر يكدح خارجا وفي قلبه حنين لك يجعله يأتي اليك كل حين ليروي ظمأه من مياهك او يشبع نظره من تلالك ووديانك وارزك الشامخ الجبار…

الوطن هو حب وانتماء .. هو وفاء ودفاع.. هو تضحية وتقديم.. هو مقاومة الاحتلال والاستعمار.. هو مجابهة الصعوبات والتحديات ليبقى الوطن .. هو عدم الاذعان والانجرار خلف الاستفزازات ليتزعزع الوطن… حين تحارب وتناضل وتدافع عن كل ذلك فأنت تستحق وطن..

والمواطنية هي ان تجعل الوطن رغم كل الظروف قائما وشامخا بمواطنيه بتعددهم والوانهم وتشعبهم ..

ان تحب كل ما فيه واهم ما فيه الا وهو اخوتك في المواطنية..

هنيئا لمن عرف كيف يحافظ على وطن.

وطني الحبيب

روحي وما ملكت يداي فداهُ ** وطني الحبيب وهل أحب سواهُ

وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ ** وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ

منذ الطفولة قد عشقت ربوعه **  إني أحب سهوله ورباهُ

وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟

وطني الحبيب وأنت مؤول عزةٍ ** ومنار إشعاعٍ أضاء سناهُ

في كل لمحة بارقٍ أدعو لهُ ** في ظل حامٍ عطرت ذكراهُ

وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟

في موطني بزغت نجوم نبيهِ ** والمخلصون استشهدوا في حماهُ

في ظل أرضك قد ترعرع أحمد ** ومشى منيب داعً مولاهُ

يدعو إلى الدين الحنيف بهديه ** زال الظلام وعززت دعواهُ

** بيت الرسول ونوره وهداه في مكةٍ حرم الهدى وبطيبةٍ

بيت الرسول ونوره وهداه

وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟

احبك وطني

وطني اُحِبُكَ لابديل

أتريدُ من قولي دليل

سيضلُ حُبك في دمي

لا لن أحيد ولن أميل

سيضلُ ذِكرُكَ في فمي

ووصيتي في كل جيل

حُبُ الوطن ليسَ إدعاء

حُبُ الوطن عملٌ ثقيل

ودليلُ حُبي يا بلادي

سيشهد به الزمنُ الطويل

فأ نا أُجاهِدُ صابراً

لاِحُققَ الهدفَ النبيل

عمري سأعملُ مُخلِصا

يُعطي ولن اُصبح بخيل

وطني يامأوى الطفوله

علمتني الخلقُ الاصيل

سجِّل! أنا عربي

ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ

وأطفالي ثمانيةٌ

وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!

فهلْ تغضبْ؟

سجِّلْ!

أنا عربي

وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ

وأطفالي ثمانيةٌ

أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،

والأثوابَ والدفترْ

من الصخرِ

ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ

ولا أصغرْ

أمامَ بلاطِ أعتابكْ

فهل تغضب؟

سجل

أنا عربي

أنا إسمٌ بلا لقبِ

صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها

يعيشُ بفورةِ الغضبِ

جذوري

قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ

وقبلَ تفتّحِ الحقبِ

وقبلَ السّروِ والزيتونِ

.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ

أبي.. من أسرةِ المحراثِ

لا من سادةٍ نجبِ

وجدّي كانَ فلاحاً

بلا حسبٍ.. ولا نسبِ

يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ

وبيتي كوخُ ناطورٍ

منَ الأعوادِ والقصبِ

فهل ترضيكَ منزلتي؟

أنا إسمٌ بلا لقبِ

سجل

أنا عربي

ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ

ولونُ العينِ.. بنيٌّ

وميزاتي

على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه

وكفّي صلبةٌ كالصخرِ

تخمشُ من يلامسَها

وعنواني
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ

شوارعُها بلا أسماء

وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ

فهل تغضبْ؟

سجِّل

أنا عربي

سلبتَ كرومَ أجدادي

وأرضاً كنتُ أفلحُها

أنا وجميعُ أولادي

ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي

سوى هذي الصخورِ

فهل ستأخذُها

حكومتكمْ.. كما قيلا؟

إذن

سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى

أنا لا أكرهُ الناسَ

ولا أسطو على أحدٍ

ولكنّي.. إذا ما جعتُ

آكلُ لحمَ مغتصبي

حذارِ.. حذارِ.. من جوعي

ومن غضبي

محمود درويش

وطني … فيروز

وطني يا جبل الغيم الأزرق

وطني يا قمر الندي و الزنبق

يا بيوت البيحبونا يا تراب اللي سبقونا

يا زغير و وسع الدنيي يا وطني

و طني يا دهب الزمان الضايع

وطني من برق القصايد طالع

أنا على بابك قصيدي كتبتها الريح العنيدي

أنا حجرة أنا سوسني يا وطني

جيراني بالقنطرة تذكروني و بلابل القمرة يندهوني

شجر أراضيك سواعد أهلي ششجروا

و حجار حفافيك وجوه جدودي العمروا

و عاشوا فيك من ميت سني من ألف سني من أول الدنيي

وطني وحياتك و حياة المحبي

شو بني عم أكبر و تكبر بقلبي

و أيام اللي جايي جايي فيها الشمس مخبايي

أنت القوي أنت الغني و أنت الدني يا وطني

يا وطني

حزني عليكَ يغسلُ الذنوبَ والخطايا

أنا الذي تركتُ روحي فيك

مُذ غادرتك جثتي.. تركتُ روحي فيكْ

علقتُها لديكَ قنديلاً

لعلَّ نورَه يسقيكْ

وزيتُه عمري فهل أكفيك؟

يا وطني

يا كبرياء الشمسِ في عليائها..

أرجوكْ

إقبل كياني قطرة صغيرةً

تذوبُ في ترابك العظيمِ

في حاضركَ الأليم

في ماضيكْ

ماذا أقولُ والكلامُ لم يَعُدْ يَشفيكْ؟

ماذا أقولُ للذينَ يصبغونَ وجهكَ الجميلَ بالدماءْ؟

ماذا أقول؟ والشرورُ كلها

تكمنُ خلفَ أجملِ الأسماءْ

فبعضهم يلبِسُ ثوبَ الآلهة

وبعضُهم عمائمَ الشيوخْ

وبعضهم يتَّخذُ التيجانَ كالملوكْ

وكلهم من خارج التاريخ قد جاؤوكْ

بواسطة: Mona Fakhro

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *