- تعريف طلاق الشقاق
- أسباب طلاق الشقاق
- آيات قرآنية واحاديث نبوية عن الطلاق
- الحكم الشرعي برجوع الزوجة بعد طلاق الشقاق
تعريف طلاق الشقاق
طلاق الشقاق هو نوع من أنواع الطلاق الذي يُطلب من المحكمة في حالة حدوث خلافات زوجية مستمرة وشديدة بين الزوجين، بحيث لا يُمكن التوفيق بينهما. ويُعرف أيضًا باسم الطلاق للضرر، لأن أحد الزوجين يتعرض للضرر أو الأذى من العلاقة الزوجية.
ولكي يُحكم بالطلاق للشقاق، يجب أن تثبت الزوجة أن زوجها قد سبب لها ضررًا أو أذىً، وذلك من خلال تقديم أدلة على ذلك، مثل:
- شهادة الشهود
- تسجيلات صوتية أو مرئية
- تقارير طبية أو نفسية
وإذا ثبت للقضاء أن الزوج قد سبب الضرر لزوجته، فإنه يحكم بالطلاق للشقاق، ويُطلق الزوجين من بعضهما البعض.
وهناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يُحكم بالطلاق للشقاق، وهي:
- أن تكون الزوجة قد حاولت الإصلاح بين الزوجين، وذلك من خلال طلبها المساعدة من أهلها أو أهل زوجها، أو من خلال اللجوء إلى الإصلاح الأسري.
- أن تكون الزوجة قد صبرت على الزوج فترة كافية، وذلك لمدة سنة على الأقل.
وإذا لم تتوفر هذه الشروط، فإن المحكمة ترفض طلب الطلاق للشقاق.
ويعتبر طلاق الشقاق من الإجراءات القانونية التي تُلجأ إليها في الحالات التي لا يُمكن فيها التوفيق بين الزوجين، وذلك بهدف حماية حقوق الزوجة وضمان عدم تعرضها للضرر من العلاقة الزوجية.
أسباب طلاق الشقاق
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث طلاق الشقاق، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- سوء العشرة: وهو عدم التفاهم والانسجام بين الزوجين، ووجود خلافات مستمرة وشديدة بينهما.
- الإهمال والهجر: وهو عدم اهتمام الزوج بزوجته، وعدم الإنفاق عليها، أو هجرها في المنزل.
- العنف الأسري: وهو تعرض أحد الزوجين للضرب أو الإهانة أو الإساءة من الطرف الآخر.
- الخيانة الزوجية: وهي انتهاك أحد الزوجين للعهد المبرم بينه وبين الآخر.
- الأمراض النفسية أو الجسدية: وهي الأمراض التي تؤثر على سلوك أحد الزوجين، أو قدرته على القيام بواجباته الزوجية.
- اختلاف العادات والتقاليد: وهو اختلاف الزوجين في العادات والتقاليد والقيم، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل بينهما.
- الضغوط الحياتية: وهي الضغوط التي يتعرض لها الزوجان من العمل أو الدراسة أو المشاكل المالية، مما قد يؤدي إلى حدوث خلافات بينهما.
وعادةً ما تلجأ الزوجة إلى طلب الطلاق للشقاق في حالة تعرضها للضرر أو الأذى من الزوج، وذلك بعد أن تحاول الإصلاح بين الزوجين دون جدوى.
وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث طلاق الشقاق، مثل:
- زواج القاصرات: حيث يكون الزواج في هذه الحالة غير ناضج، ولا يتوفر فيه التوافق والتفاهم بين الزوجين.
- زواج الأقارب: حيث يكون الزواج في هذه الحالة أكثر عرضة للخلافات والمشاكل.
- زواج ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة: حيث يكون الزواج في هذه الحالة أكثر عرضة للاختلافات والمشاكل.
ويعتبر طلاق الشقاق من الآثار السلبية التي قد تلحق بالأسرة، حيث يؤدي إلى تفكك الأسرة، وضياع حقوق الأطفال.
آيات قرآنية واحاديث نبوية عن الطلاق
وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن الطلاق، ومن أهمها ما يلي:
- قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَيْسَ لَهَا عَلَيْهِ حَقٌّ مِنْ عِدَّةٍ تَبْتَغِي زَوْجًا آخَرَ} (البقرة: 230).
- قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة: 237).
- قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 228).
- قوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّ عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة: 241).
- قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (النساء: 130).
الأحاديث النبوية عن الطلاق
وردت أحاديث نبوية كثيرة عن الطلاق، ومن أهمها ما يلي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أبغض الحلال إلى الله الطلاق”. (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).
- **عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
الحكم الشرعي برجوع الزوجة بعد طلاق الشقاق
الحكم الشرعي برجوع الزوجة بعد طلاق الشقاق هو جواز ذلك، وذلك إذا كان الطلاق قد صدر من المحكمة بناءً على طلب الزوجة، وثبت لها أنها تعرضت للضرر أو الأذى من الزوج.
وإذا حكمت المحكمة بالطلاق للشقاق، فإن الزوجة تصبح مطلقة، وتقضي عدتها الشرعية، وهي ثلاث حيضات. وبعد انتهاء العدة، تصبح الزوجة مطلقة رجعية، أي أن للزوج الحق في ردها إلى عصمته دون عقد جديد، وذلك خلال مدة العدة.
وإذا لم يرد الزوج زوجته خلال مدة العدة، فإنها تصبح مطلقة بائنة، ولا يحق للزوج ردها إلى عصمته إلا بعقد جديد، وذلك بعد انتهاء العدة.
وهناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يجوز للزوجة العودة إلى زوجها بعد طلاق الشقاق، وهي:
- أن تكون الزوجة قد حاولت الإصلاح بين الزوجين، وذلك من خلال طلبها المساعدة من أهلها أو أهل زوجها، أو من خلال اللجوء إلى الإصلاح الأسري.
- أن تكون الزوجة قد صبرت على الزوج فترة كافية، وذلك لمدة سنة على الأقل.
وإذا لم تتوفر هذه الشروط، فإن المحكمة ترفض طلب الزوجة بالعودة إلى زوجها.
ويعتبر رجوع الزوجة إلى زوجها بعد طلاق الشقاق من الأمور التي تُسهم في الحفاظ على الأسرة، وحماية حقوق الزوجة، ومنع وقوع الطلاق النهائي.
بواسطة: Mona Fakhro
اضف تعليق