- إعلان كادبوري
- في محاولة للفهم .. كيف يكون الإعلان كارثياً على السياسة التسويقية؟
- 4 أشياء كارثية كادت تدمر السياسة التسويقية لكادبوري
إعلان كادبوري
لو كنت من محبي الإعلانات وتتذكر إعلان كادبوري القديم، حيث الموسيقى الشهيرة ذات اللحن المميز، ونهر الشوكولاتة يكاد ينفجر على الشاشة، مع اللون المميز للمنتج الذي يحمل اللون البنفسجي الرائع، فهذه الأشياء ليست صدفة على الإطلاق، إنها مقصودة للتأثير فينا، وقد استمر الإعلان مؤثراً ويطغى على أي إعلان للمنافسين، حتى الفترة الأخيرة التي تميزت بانتشار إعلان آخر للشركة ولكن لا يحمل الواقعية، في هذا المقال؛ نذهب في رحلة لعالم الإعلانات ونقوم بمراجعة إعلان كادبوري الجديد و أهم عيوبه التي جعلت منه إعلان كاد يضيع سمعة شركة كبيرة.
في محاولة للفهم .. كيف يكون الإعلان كارثياً على السياسة التسويقية؟
لا تقلق ياعزيزي، لسنا بصدد الحديث عن عالم الإعلانات من منظور أكاديمي، ولكن نحاول أن نلقي نظرة حول السياسة التسويقية لشركة كادبوري، لقد أطلقت الوكالة الإعلانية لشركة كادبوري مصر إعلان يختلف تماماً عن سياستها التسويقية.
والسياسة التسويقية لكادبوري حملت شعار اطلق السعادة لسنوات عديدة، حتى ارتبطت الشوكولاتة بطعمها اللذيذ بمنح السعادة، خاصة أن الإعلان القديم والموسيقى التي تميز بها الإعلان حققت نسب مشاهدة وتحميل عبر الإنترنت بشكل كبير.
كما اعتمدت السياسة التسويقية على اللون البنفسجي، وهو اللون التسويقي المميز للمنتجات الأنيقة التي تمنح السعادة والرفاهية للمستهلك، أي أننا أمام سياسة تسويقية مثالية بحق، وحققت نجاحاً باهراً، هذا في الماضي.. فماذا عن الحاضر؟
4 أشياء كارثية كادت تدمر السياسة التسويقية لكادبوري
نتناول الآن 4 أمور وأخطاء وقعت فيها الوكالة الإعلانية لشركة كادبوري مصر كادت معها تضيع أهداف السياسة التسويقية للشركة، وهذه الامور هي:
أبطال الإعلان .. مسوخ!
اعتمد الإعلان تقديم بعض الأبطال لتقديمه، لكن كانت الابطال عبارة عن مسوخ وكائنات فضائية رمادية اللون تشبه إلى حد بعيد مسوخ فيلم مملكة الخواتم Lord of The Rings بل إننا امام مسخ يشبه إلى حد بعيد Sméagol الشهير أحد أبطال الفيلم!
فكيف لهؤلاء المسوخ أن يقدموا إعلان منتج من المفروض يمنح السعادة، صحيح أن هناك مبررات ومنها أن هؤلاء ليسوا مسوخاً ولكنهم يشبهوا الأبطال الكرتونية لبرنامج الأطفال البريطاني Teletubbies وهي شخصيات محببة للأطفال، ولكن للأسف الشديد فقد خرج الإعلان مزيجاً من المسوخ ذات الشكل المرعب المثير للخوف!
انتشار لوحات” الفضائيين جايين” في الشوارع كان كارثياً!
كان بداية الإعلانات عبارة عن تشويق وإثارة فضول المشاهدين والناس في الشوارع، حيث اعتمدت الوكالة في البداية إعلانات Billboards و اللافتات الدعائية من نوع Outdoors وعليها لافتات للمسوخ هم يحملون المنتج تحت شعار اطلق السعادة وهاشتاغ #الفضائيين- جايين!
هذه الإعلانات Outdoors لكنها لم تكن أكثر كارثية من فواصل الإعلانات بين المسلسلات والبرامج التلفزيونية، حيث قامت الشركة الإعلانية بعمل فواصل تشويقية قبل إصدار الإعلان الأصلي، وكانت عبارة عن مسوخ تظهر في تشويق تحت شعار الفضائيين جايين وبعد ايام تم إصدار الإعلان وهذه الفكرة التشويقية كانت من وحي أفكار المخرج كريستوفر نولان في فيلم Interstellar وحققت نجاحاً باهراً.
وهذا يعني أن كادبوري أعجبت بالفكرة وحاولت تطبيقها لكن لم تكن في مجملها مناسبة للسوق المصرية.
كيف تعتمد مسوخاً لإعلان في ثقافة تنفر من الفئران والابراص؟
الثقافة المصرية والعربية عموماً ثقافة مسالمة لا تحب المسوخ والأشباح كالثقافات في دول أخرى، بل لقد انصبت الانتقادات على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي على كيفية اعتماد المسوخ والأشباح مقززة في مجتمع ينفر من الفئران والابراص ويجد فيهم كائنات مخيفة ومقززة!
حيث يختلف المجتمع الغربي الذي يعتاد المسوخ ويجد فيهم جزء من التراث والثقافة، حيث اشباح العصور الوسطى والكائنات الفضائية التي تريد ان تدمر الأرض وتسيطر عليها، ومجتمعات الزومبي التي تريد أن تقود العالم وغيرها من القصص!
لقد كانت هذه الانتقادات الواسعة لديها تمام الحق، وذلك لأمرين هامين حول شركة كادبوري، الأول هو ان الشركة على مدار سنوات طويلة كانت إعلاناتها محببة للكبار والصغار معاً وكانت سياستها التسويقية موجهة بشكل رئيسي نحو المرح والسعادة دون تخويف أو تقزز مثلما فعل الإعلان الأخير، أما الأمر الثاني وهو أن هذا الإعلان غير موفقاً في الفكرة وكذلك خالياً من الإبداع الفكري.
ولقد استمرت الانتقادات فترة طويلة حتى أن المنتقدين طالبوا بسحب الإعلان نهائياً وعدم عرضه في الشوارع وعلى شاشات القنوات الفضائية.
الفكرة غير مبدعة على الإطلاق .. وهذا أمر كارثي آخر
من الأمور الكارثية الهامة في هذا الإعلان هو أن الفكرة كانت خالية من الإبداع فقد كان من الأفضل عدم صناعة الإعلان وعرضه بتلك الطريقة وقد كان يمكن الاكتفاء بفيديو موشن جرافيك Motion Video قصير يعرض فكرة بحث المسوخ تلك عن الشكولاتة وضياعها منهم، وتطرح هذه الفكرة على صفحات التواصل الاجتماعي والقيام بتخفيف منظر هؤلاء المسوخ حتى لا تكون مثيرة للخوف خاصة للأطفال.
هذه الفكرة السابقة قد تكون مجدية لأنها ببساطة ستكون اختباراً للفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي وايضاً عرض فكرة جديدة ومبدعة بدون خوف وهلع كالذي اثارة هذا الإعلان فور عرضه.
كانت هذه الأمور الكارثية اعلان كادبوري، وهي أمور جعلت السياسة التسويقية للشركة في خطر حقيقي، واثار أزمة وعدة انتقادات واسعة، وذلك لنه غير واقعياً ومرعباً، فهل شاهدت هذا الإعلان عزيزي القارئ؟ وما رأيك فيه فور عرضه؟
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق