سنن الصلوات الخمس
سنن الصلوات الخمس أو السنن الراتبة، هي ما يسمى بـ السنن القبلية والبعدية من الصلوات الغير مفروضة، ولكن لها أهمية كبيرة، إما من حيث الحصول على ثواب عظيم، أو من خلال الاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول يصلي هذه السنن الراتبة سواء قبل الصلوات أو بعدها، وهذا ما نبيّنه في سطور هذا المقال الذي يتناول العديد من الأحكام والجوانب التي تخص السنن الراتبة، فهيا بنا نتعرف عليها.
ما هي السنن الراتبة ووقتها
السنن الراتبة أو سنن الصلوات الخمس هي ركعات يصليها المسلم لزيادة الثواب ومن أجل الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان دائماً ما يحافظ على هذه السنن، وهذه السنن لها أنواع وأوقات.
أما أنواع السنن فهي ما بيّنها الفقه من سنن مؤكدة مثل ركعتي الفجر، وهي السنة القبلية قبل صلاة الصبح، أو السنة غير المؤكدة والتي يمكن أن يصليها المسلم قبل صلاة الظهر وهي 4 ركعات أو ركعتين قبل صلاة المغرب، أو ركعتين قبل صلاة العشاء، فهذه سنن غير مؤكدة.
أما عن الوقت الذي يجب صلاة السنة الراتبة فيه، فهناك سنن راتبة قبلية وهناك سنن بعدية، أما السنن القبلية وهي التي يصليها العبد المسلم قبل الصلوات الخمس مثل ركعتي الفجر و 4 ركعات قبل صلاة الظهر، أما السنن البعدية، وهي التي يصليها العبد المسلم بعد الصلوات الخمس، وهي ركعتين بعد صلاة الظهر وركعتين بعد صلاة المغرب، وركعتين بعد صلاة العشاء.
5 أحكام لصلاة سنن الصلوات الخمس
في السطور القليلة القادمة نتعرف على أهم أحكام صلاة السنة الراتبة لكل صلاة من الصلوات الخمس، أي السنن الراتبة القبلية والبعدية على حد سواء، والواجبات التي يمكن أن يقوم بها العبد المسلم في كل صلاة على حدة:
السنة الراتبة لصلاة الصبح
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سنة راتبة وهي صلاة قبلية قبل ركعتي الصبح، وهي ما تسمى بركعتي الفجر، ومن المعروف أن الصلاة المفروضة اسمها صلاة الصبح، بينما تسمى السنة الراتبة القبلية لها صلاة الفجر أو ركعتي الفجر.
ولم يترك الرسول عليه الصلاة والسلام هاتين الركعتين ولا في سفر ولا في حضر، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحث صحابته الكرام، ويقول لهم عن هاتين الركعتين: ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وهذا ما يجعلها أهم السنن الراتبة على الإطلاق، ويجب الحفاظ عليهما.
أما عن خصائص هاتين الركعتين، فقد بيّنهم العلماء بأنها ثوابها عظيم للغاية، ويمكن أداؤها بصيغ مختلفة من القرآن الكريم، فقد تناول العلماء بعض الآراء حول قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، ثم في الركعة الثانية يقرأ المصلي سورة الإخلاص.
كما يجوز للمسلم أن يصلي صلاة الفجر أو ركعتي الفجر بعد انتهاء صلاة الصبح إذا فاته أن يؤديهما، أو قد يؤخر قضائها حتى وقت الضحى ليكون الثواب مضاعفاً ما بين أداء ركعتي الفجر وصلاة الضحى على حد سواء.
كما يجب أن لا يطيل المصلي في ركعتي الفجر، فيجب أن يكون الأداء خفيفاً بقصار السور حتى يستعد لصلاة الفرض وهي صلاة الصبح.
السنة الراتبة لصلاة الظهر
أما السنن الراتبة لصلاة الظهر فهي 4 ركعات، ركعتان قبل الفريضة وركعتان بعدها وهذا دليل على قول بعض الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبل الظهر ركعتين، وبعد انتهاء الصلاة ركعتين.
لكن هناك من الآراء توّضح أن السنن الراتبة قبل الظهر 4 ركعات وركعتين بعدها، وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم: من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها.
بل هناك دليل على أن السنن الراتبة قبل الظهر 4 ركعات، وبعدها ايضاً نفس العدد وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: مَن صلَّى أَربَعًا قبل الظُّهرِ، وأرْبَعًا بعدَها، حرَّمَ اللهُ لحمَهُ على النَّارِ.
السنة الراتبة لصلاة العصر
أما صلاة العصر فلا توجد سنة راتبة له، لكن هناك العديد من الدلائل على أن هناك ثواب على التنفل قبل صلاة العصر، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: حمَ اللَّهُ امرأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعاً.
إلا أن هذا قبل صلاة العصر، أما بعدها لا يفضل الصلاة، لأنه من الأوقات المكروهة الصلاة فيها، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيه عن الصلاة بعد العصر حتى وقت الغروب.
السنة الراتبة لصلاة المغرب
يسن الصلاة قبل صلاة المغرب وهذا في مذهب الشافعية والحنابلة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، قالَ: في الثَّالِثَةِ لِمَن شَاءَ كَرَاهيةَ أنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً.
أما سنة المغرب البعدية، فهي كعتان، ويسن فيهما أن تصلي في الركعة الأولى بسورة الكافرون، أما الركعة الثانية بسورة الإخلاص.
السنة الراتبة لصلاة العشاء
لا توجد سنة قبلية لصلاة العشاء، بينما يوجد ركعتين بعد صلاة العشاء، هذا إلى جانب ركعتي الشفع ثم صلاة الوتر التي يمكن تأخيرها من أجل أداء صلاة قيام الليل، ثم أداء الشفع والوتر في الثلث الأخير من الليل.
هذه السنن الراتبة كما قلنا سابقاً لها ثواب عظيم من زيادة الحسنات، كما لها ثواب خاص لأنها تكمّل النقص والغفلة في صلاة الفرض، حيث أنها تقوم على اكتمال هذا النقص، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في هذا المقال؛ تناولنا السنن الراتبة لكل صلاة من الصلوات الخامسة، وعرضنا أهمية كل منها بالدليل من السنة النبوية المطهّرة، عليك أخي المسلم بالحرص الشديد على أداء تلك السنن الراتبة يوّمياً حتى تنال الثواب العظيم.
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق