كيفية صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر

تعني كلمة الشفع لغةً العدد الزوجي، أمّا الوتر فتعني العدد الفردي. وصلاة الشفع والوتر هي عدد ركعات فردية تضم عدداً زوجيّاً من الشفع تتبعها ركعة الوتر، وهي من السنن الثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وتُصلى بعد صلاة العشاء.

كيف تُصلّى صلاة الشفع والوتر

تُصلّى صلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات. يقرأ المصلي في الركعة الاولى فاتحة الكتاب وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يقرأ فاتحة الكتاب وسورة الكافرون ثم يسلم، وهذه الركعتان تسمى الشفع. أما الوتر فهي ركعة واحدة تتبع الركعات السابقة، يقرأ فيها المصلي سورة الفاتحة وسورة الإخلاص. وقد وردت طريقة صلاة الشفع والوتر عن الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَكانَ يقولُ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ). ويجوز للمصلي أن يُصلي الركعاث الثلاث مُتصلة، ولكن لا يقعد فيها للتشهد الأوسط لكي لا تتشابه مع صلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً للتشهد الأخير. كما يمكنه أن يوتر بخمس أو سبع أو تسع ركعات أو إحدى عشرة ركعة، استناداً إلى حديث الرّسول عليه الصلاة والسّلام: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ، ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).

ونشير هنا إلى أن صلاة الوتر لا تُصلّى أكثر من مرة واحدة في الليلة، فلكل ليلة وترها، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام في حديثه الشّريف: (زارنا أبا طلقُ بنُ عليٍّ في يومٍ من رمضانَ فأمسى بنا، وقامَ بنا تلْكَ اللَّيلةَ وأوترَ بنا، ثمَّ انحدرَ إلى مسجدٍ فصلَّى بأصحابِهِ حتَّى بقيَ الوترُ، ثمَّ قدَّمَ رجلاً، فقالَ لَهُ: أوتر بِهم، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لاَ وترانِ في ليلةٍ).

فضل صلاة الوتر

إن صلاة الوتر لها فضل عظيم، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتركها أبداً، وقد أجمع العلماء أنها تُصلى بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، لما ورد عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام في الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ: الوِتْرُ الوِتْرُ). وقد حثّ رسول الله عليه الصلاة والسّلام المسلمين على أداء هذه الصلاة لما لها من فضل كبير، كما ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام حين قال: (مَن خاف أن لا يقومَ من آخِرِ الليلِ، فلْيُوتِرْ أولَه، ومَن طَمِع أن يقومَ آخِرَه فلْيُوتِرْ آخِرَ الليلِ فإن صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ).

قضاء صلاة الوتر

من طلع عليه الفجر ولم يصلّي صلاة الوتر، فيمكنه أن يؤخّرها إلى وقت الضحى بعد شروق الشمس، فيصلّي بعدها ما تيسّر له من الركعات، اثنتين، أو أربع، أو أكثر، بحيث تكون اثنتين اثنتين. فإذا كان عادةً يصلّيها ثلاثاً ونام ولم يُصلّها في الليل، فعليه أن يُصلّي الضحى أربع ركعات بتسليمتين. أما إذا كانت يصلّيها خمساً ولم يستطع أداؤها في الليل بسبب مرض أو نوم أو لسبب غير ذلك، فإنّه يصلّي الضحى ست ركعات بثلاث تسليمات. فقد ورد عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام أنّه إذا انشغل عن أداء صلاة الوتر بسبب مرض أو نوم، كان يصلّيها بإثنتي عشرة ركعة وقت الضحى بدلاً من إحدى عشرة ركعة في الليل.

أسئلة وأجوبة عن صلاة الشفع والوتر

يسأل المسلم بعض الأسئلة بخصوص صلاة الشفع والوتر ومن بينها ما يلي:
ما هو وقت صلاة الشفع والوتر؟
حدّد الرّسول عليه الصلاة والسّلام وقت هذه الصلاة ما بين العشاء والفجر، للحديث الشريف الوارد عنه: (إنَّ اللهَ زادَكم صلاةً، وهي الوترُ، فصلّوها بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ). أمّا عن أفضل وقت لأدائها، فيُفضّل تأخيرها إلى آخر الليل إذا كان المسلم واثقاً من أنه يستطيع الاستيقاظ فى هذا الوقت، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام في الحديث الشريف: (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه، ومن طمع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ. وقال أبو معاويةُ: مَحضورةٌ).

ما حكم القنوت في صلاة الشفع والوتر؟
القنوت أمر مستحب في صلاة الشفع والوتر لكنه ليس واجباً، وذلك للحديث الوارد عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام: (حفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلماتٍ علمنيهنَّ أقولُهُنَّ عندَ القنوتِ. علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلِماتٍ أقولُهُنَّ في قنوتِ الوِتْرِ: اللهم اهدني فيمَنْ هَدَيْتَ، وعافِني فيمَنْ عافَيْتَ، وتولَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أَعْطَيْتَ، وقِنِي شرَّ ما قضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي ولَا يُقْضَى علَيْكَ، وإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ واليْتَ، تباركْتَ ربنا وتعالَيْتَ).

في أي ركعة يكون القنوت؟
يكون القنوت في الوتر في الركعة الأخيرة بعد الانتهاء من القراءة قبل الركوع، ويجوز أيضاً بعد الرفع من الركوع قبل السجود.

هل يترتّب أي إثم على ترك صلاة الشفع والوتر؟
سأل أحدهم شيخ الإسلام ابن تيمية عن ترك صلاة الشفع والوتر، فقال: (الحمد لله، صلاة الوتر سنة بإجماع المسلمين، ومن أصرّ على ترك هذه الصلاة فإنه تُردّ شهادته. وصلاة الوتر هي سنة مؤكدة أكثر من سنة الظهر والمغرب والعشاء، كما أن صلاة الوتر هي أفضل من جميع تطوعات النهار مثل صلاة الضحى، بل إن أفضل الصلاة بعد المكتوبة هي صلاة قيام الليل، وأوكد من ذلك هي صلاة الوتر وركعتا الفجر، والله تعالى أعلم).

بواسطة: Yassmin Yassin

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أراء الجمهور (1)

هل يجوز مثلا اذا ماكنت بعرف حالي مارح افيق بالليل وصليت الوتر ٣ ركع وفقت بالليل هل يجوز بكمل الوتر لركعه ال١١
بواسطة عدي احمد عدي | الرد