من كان أول من صام من الأنبياء والصالحين؟

الصيام والأنبياء

الصيام هو عبادة من العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، كما فرضه على الأمم السابقة، ومنها الأنبياء. وقد ورد ذكر الصيام في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.

وورد ذكر صيام الأنبياء في السنة النبوية الشريفة، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدهر؛ فإنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر؛ صام الدهر وأفطر الدهر”.

وبناءً على هذه النصوص، يمكن القول إن صيام الأنبياء كان له عدة صور، منها:

  • صيام الدهر كله، كما فعل نوح عليه السلام.
  • صيام نصف الدهر، كما فعل داود عليه السلام.
  • صيام ثلاثة أيام من كل شهر، كما فعل إبراهيم عليه السلام.
  • صيام أيام معينة، مثل أيام البيض، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما عن الحكمة من صيام الأنبياء، فهي متعددة، منها:

  • التقرب إلى الله تعالى.
  • التقوى والخشية من الله تعالى.
  • تربية النفس على الصبر والمجاهدة.
  • تطهير النفس من الذنوب والمعاصي.

وهكذا نرى أن الصيام كان عبادة مشتركة بين الأنبياء عليهم السلام، وقد حرصوا على أدائها لما لها من فوائد عظيمة على الفرد والمجتمع.

من كان أول من صام من الأنبياء؟

أول من صام من الأنبياء هو آدم عليه السلام، وذلك بعد نزوله إلى الأرض وقبول الله دعاءه وتوبته. وقد كان صومه ثلاثة أيام في كل شهر، وهي الأيام البيض من كل شهر قمري، ابتداء من الليلة الثالثة عشرة منه حتى نهاية اليوم الخامس عشر.

وجاء في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أول من صام آدم عليه السلام ثلاثة أيام في كل شهر”.

وهذا الصيام كان من باب التقرب إلى الله تعالى والشكر على نعمته. وقد استمر صيام الأيام البيض من كل شهر بين الأنبياء حتى أنزل الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم صيام شهر رمضان.

أركان الصيام

أركان الصيام هي تلك الأمور التي لا بد منها لصحة الصوم، وبدونها لا يصح الصوم. وهما ركنان:

الركن الأول: النية

النية هي قصد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد. وأما نية الصيام، فهي قصد الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

والنية شرط لصحة الصيام، سواء كان الصوم فرضًا أو نافلة. ويجب أن تكون النية في القلب، ولا يشترط التلفظ بها باللسان.

وأما وقت النية، فيتعين في الصيام الفرض عند غروب الشمس من اليوم السابق، أما في صيام النافلة، فيجوز تأخير النية إلى وقت الإمساك، أو إلى وقت الظهر، أو إلى وقت العصر، أو إلى وقت المغرب، أو إلى وقت العشاء.

الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات

المفطر هو ما يُفسد الصوم، ويخرج الصائم من حالة الصيام. وتشمل المفطرات ما يلي:

  • تناول الطعام والشراب.
  • الجماع.
  • خروج الدم من البدن.
  • إدخال شيء في البدن من غير الأنف والفم.
  • التقيؤ عمدًا.
  • الإفطار عمدًا قبل غروب الشمس.

وأما المفطرات التي لا يُفطر بها الصائم، فهي ما يلي:

  • خروج الدم من غير عمد، مثل الدم الذي يخرج من الأنف أو الفم أو الأذن أو غير ذلك.
  • التقيؤ غير العمد.
  • دخول شيء في البدن من غير الأنف والفم إذا كان غير مُتعمد.
  • تناول الدواء الذي لا يدخل الجوف، مثل الدواء الذي يُدخن أو يُحقن.

وإذا فعل الصائم شيئًا من المفطرات عمدًا، فقد بطل صومه، وعليه القضاء والكفارة إن كان الصوم فرضًا.

هل الصيام هو لله تعالى؟

نعم، الصيام هو لله تعالى. فقد ورد في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به”.

ومعنى الحديث أن الصوم عبادة خالصة لله تعالى، وليس للعبد فيه حظ. فالله تعالى هو الذي فرضه، وهو الذي يجزي به عباده.

وهناك عدة أسباب تجعل الصيام عبادة خالصة لله تعالى، منها:

  • أن الصيام عبادة سرية، فلا يعلم بها إلا الله تعالى.
  • أن الصيام عبادة بعيدة عن الرياء، فلا يُقصد بها إلا التقرب إلى الله تعالى.
  • أن الصيام عبادة لا يُعبد بها غير الله تعالى، فلم يعبد أحد غير الله تعالى بالصيام.

وبناءً على ذلك، فإن الصيام عبادة عظيمة، لها فضل كبير عند الله تعالى. وهي عبادة خالصة لله تعالى، لا يستحق الأجر عليها إلا هو سبحانه وتعالى.

هل يساعد الصيام على الشفاء؟

أظهرت الدراسات العلمية أن الصيام يمكن أن يساعد على الشفاء من بعض الأمراض، وذلك من خلال عدة آليات، منها:

  • تنشيط عملية التجديد في الجسم: حيث أن الصيام يؤدي إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، مما يدفع الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة. ويؤدي هذا إلى تنشيط عملية التجديد في الجسم، حيث يتم إصلاح الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة.
  • تقليل الالتهاب: حيث أن الصيام يؤدي إلى انخفاض مستويات الالتهاب في الجسم. ويلعب الالتهاب دورًا في العديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
  • تحسين وظائف الجهاز المناعي: حيث أن الصيام يؤدي إلى تحسين وظائف الجهاز المناعي. ويساعد الجهاز المناعي الجسم على محاربة الأمراض.

وفيما يلي بعض الأمراض التي يمكن أن يساعد الصيام على الشفاء منها:

  • أمراض القلب: حيث أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد على خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • السكري: حيث أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد على تحسين مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
  • السرطان: حيث أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد على تقليل نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.

ولكن يجب التنويه إلى أن الصيام لا يمكن أن يكون علاجًا بديلًا عن العلاج الطبي في جميع الحالات. ويجب استشارة الطبيب قبل الصيام إذا كان الشخص يعاني من أي مرض أو حالة طبية معينة.

وفيما يلي بعض النصائح للصوم بشكل صحي:

  • يجب أن يكون الصيام تدريجيًا، ويجب عدم الصوم لفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
  • يجب تناول وجبات صحية ومتوازنة في فترة الإفطار.
  • يجب الإكثار من شرب الماء والسوائل الأخرى في فترة الإفطار.
  • يجب تجنب التدخين والكحول أثناء الصيام.

وإذا شعر الشخص بأي أعراض غير طبيعية أثناء الصيام، مثل الدوخة أو الدوار أو الصداع، فيجب الإفطار فورًا.

بواسطة: Mona Fakhro

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *