الأطفال وفيروس كورونا المستجد
ونحن في حالة صعبة يعيشها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا فإننا نجد أن أكثر الأسئلة التي تتداولها الأمهات هي هل نسمح لأطفالنا باللعب مع أصدقائهم؟ من المؤكد أن هذا السؤال من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات دقيقة، وذلك لأنه حتى الآن من المعروف أن الأطفال هم الفئة الأقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن هذا لا يمنع من أنهم يعتبرون عائل مهم جدا للفيروس وهم قابلين لنقل الفيروس للكثير من الأشخاص الآخرين.
لذا فإن الحرص على الأطفال في هذه الفترة الحرجة التي يعيشها العالم تعتبر من أهم الأمور التي لابد أن نعتني بها جيدا، وبالرغم من أن الأمر يبدو صعبا إلى حد ما وذلك لأن عملية التحكم في حركة الأطفال عملية متعبة للغاية إلا أن هذا الوقت هو الوقت الذي لابد أن نزيد فيه من الحذر لحماية الأطفال وحماية المجتمع ككل.
ما الذي يمكن فعله الآباء في فترة العزلة المنزلية؟
- جدير بالذكر أن كل المدارس تقريبا قد أغلقت أبوابها ولابد من أن يظل الأطفال في المنزل لأطول وقت ممكن من أجل الحماية من العدوى بالفيروس أو حتى نقل العدوى إلى أي شخص آخر، ومن هنا سوف يواجه الآباء العديد من الأسئلة الصعبة وهي ما هي الأشياء التي من الممكن أن يقوموا بها من أجل حماية أطفالهم وفي نفس الوقت إقناعهم بقضاء الوقت في المنزل بدون مقابلة أصدقائهم.
- وهنا لابد أن نشير إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن في دولة مثل إيطاليا فإن عدم أخذ الموقف على محمل الجدية أدى إلى حدوث الأزمة الكبيرة التي تعاني منها في الوقت الحالي، وذلك لأن معظم الإيطاليين تعاملوا مع فكرة وقف المدارس وكأنها وقفة للتنزه والخروج والمقابلات العائلية، ولم يأخذوا الأمور على محمل الجد، لذا أدى هذا الأمر إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير للغاية وعدم القدرة على احتوائها.
- ومن الشهادات التي يذكرها العديد من الأشخاص في إيطاليا أنهم تعاملوا مع أمر العزلة وكأنه ليس ضروري، لذلك قاموا بإقامة الكثير من الحفلات في البيوت وقد كانت هذه الحفلات تضم العديد من التجمعات من الأشخاص ولم يكن هناك أي نوع من التحسب لعملية انتشار الفيروس بين هذه الكمية الكبيرة من البشر ومخالطتهم لبعضهم البعض.
- بعد القيام بذلك بدأت الحكومة الإيطالية بإقرار مجموعة من الأوامر الجادة التي تمنع الاحتفالات والتجمعات ولكن هذا كان بعد انتشار العدوى بين الكثير من الناس.. لكن هنا واجه كل الآباء والأمهات مشكلة كبيرة للغاية وهي كيف سوف يتعامل أبنائهم مع الأمر، ما هي الأشياء التي من المفترض أن يفعلونها لكي يقضوا الوقت الذي كانوا يقضوه سواء في المدرسة أو في النوادي والحفلات والأنشطة المختلفة.
- هنا يأتي رأي الأطباء وهو أن العزل الاجتماعي هو الخيار الوحيد لدى كل الناس للحد من انتشار هذا الفيروس، لذا فإن الذهاب إلى أي من النوادي أو الألعاب الجماعية مثل التنس أو اللعب في الساحات أو حتى الذهاب إلى صديق سوف يكون من الأمور غير المستحبة في هذا الوقت.
- ويرجع هذا الأمر إلى أن قواعد العزل الاجتماعي تقضي بأن على كل فرد أن يقف على مسافة ستة أقدام من الآخرين، وتقتضي عدم لمس الأشياء الخاصة بهم. لذلك فإن هناك مجموعة من الألعاب التي من تقتضي عدم ممارستها في فترة العزل الاجتماعي لأنها تعمل على حدوث اتصال كبير وتقتضي أن يقوم الأطفال بالاتصال بينهم أو لمس مقتنيات الآخرين.
- هذا لا يمنع أن هناك ألعاب يكون فيها التباعد بين الأطفال متاحا وهي من الممكن أن تكون الألعاب التي يسمح بها في المنزل ولكن دون حدوث تجمعات كبير، ويقتضي أن يتعلم الأطفال أهمية قيامهم بغسل الايدي في هذا الوقت بالذات.
- وهنا لابد من أن نطرح فكرة مهمة للغاية وهي أن الفيروس يعيش على الأسطح لمدة طويلة للغاية لذا فإن التواجد في الأماكن العامة وفي الأندية وفي البيوت التي تضمن الكثير من التجمعات من الأمور التي ينبغي أن يتنازل عنها الآباء لأنها وسيلة مهمة للغاية لنقل الفيروس إلى الأطفال حيث أنه يبقى على الأسطح التي يتعاملون معها.
- وفي حالة إذا لم يكن هناك ضغط من الحكومة أو أوامر صارمة بتطبيق العزل الاجتماعي فإن هذا الأمر لابد من أن يطبق من قبل الآباء والأمهات حتى يقوموا بحماية أطفالهم وبحماية مجتمعهم بصورة كبيرة من هذا الخطر الذي يحدق بالبشرية كلها.
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق