- زراعة البطاطس
- ما هي البطاطس؟
- أنواع البطاطس في العالم
- اختيار التربة والمناخ من أهم عوامل زراعة محصول البطاطس
- كيف يتم تجهيز الأرض قبل زراعة محصول البطاطس؟
- عدد مواسم زراعة محصول البطاطس في بعض بلدان العالم
- كيفية ري محصول البطاطس والعوامل المتحكمة في ذلك
- حصاد محصول البطاطس والعوامل التي تتحكم فيه
- بعض الآفات والأمراض التي تواجه محصول البطاطس
- الأمراض البكتيرية التي تصيب محصول البطاطس
- أمراض فطرية تصيب محصول البطاطس
- الأمراض الفيروسية التي تصيب محصول البطاطس
زراعة البطاطس
البطاطس من المحاصيل الهامة في العالم اليوم، فهي محببة للجميع سواء الكبار أو الصغار، حتى باتت من أهم المأكولات في العالم، ومن الأغذية الرئيسية في معظم بلدان العالم، والبطاطس من المحاصيل الهامة التي لها أسماء عديدة، فهي من النباتات التي لها أسماء عديدة، ولها خصائص نباتية، في هذا المقال؛ نتعرف كل جوانب زراعة البطاطس من خلال المعلومات الزراعية التي نتعرف عليها من خلال السطور القليلة القادمة.
ما هي البطاطس؟
البطاطس من النباتات التي تنتمي لعائلة الباذنجانيات والتي تعود إلى جبال الأنديز البيروفية في أمريكا الجنوبية، ولها العديد من الأسماء مثل البطاطا البيضاء أو البطاطا الإسبانية أو الأيرلندية، وهي من النباتات الهامة التي يتم تقطيعها وهرسها ويمكن طحنها، وغذاء يسهل هضمه ولها العديد من الفوائد.
هذه الفوائد التي تجعل البطاطس من أهم النباتات والمحاصيل الزراعية التي يأكلها الإنسان، فهذه البطاطس لها العديد من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات مثل فيتامين ج والثيامين وفيتامين ب 1 والنياسين وفيتامين ب 3 والبروتينات.
نبات البطاطس لها ساق متفرعة ومجموعة من الأوراق والتي لها شكل بيضاوي مميز، ولها أحجام غير متساوية، وهذه الأوراق ما بين 10 – 30 سم وعرضها ما بين 5- 15 سم، وهي من الأنواع الدرنية والتي تزرع بشكل سنوي تحت الأرض، حيث تكون عمقها 25 سم في الأرض.
وهناك العديد من الدرنات التي تزرع في العالم، وهذه الدرنيات لها العديد من الألوان فهي تتراوح ما بين اللون الأرجواني والأصفر والأحمر وتتميز هذه الدرنات بالنمو فإنها تنتج العديد من الأزهار البيضاء أو الزرقاء التي تتحول هذه الأزهار لثمرة صفراء إلى خضراء اللون.
وهناك العديد من الدول بشهرة زراعة البطاطس، وعلى رأسها الصين التي تعتبر من أكبر الدول في زراعة محصول البطاطس، تليها الهند ثم روسيا الاتحادية، ثم أوكرانيا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى جانب هذه الدول، فتعتبر البطاطس لها شهرة عالمية في العالم، حيث يتم زراعة هذا المحصول في جميع بلدان العالم تقريباً، فلا توجد دولة لا تزرع فيها البطاطس، سواء الأماكن الحارة أو المعتدلة أو حتى الباردة.
أنواع البطاطس في العالم
قبل زراعة البطاطس، يجب معرفة أهم أصناف البطاطس في العالم،وهذه الأصناف لها العديد من الخصائص لكل نوع على حدة، وهذه الخصائص يجب معرفة كل منها حتى يتعرف المزارع على الطريقة المناسبة للزراعة والإنتاجية وغيرها من عوامل الزراعة.
أما عن أصناف البطاطس في العالم، فإن لها عوامل عديدة في الخصائص الغذائية، من حيث وجود قدرة إنتاجية كبيرة، ولون حبات البطاطس سواء في القشرة الخارجية أو لب الثمرة نفسها، وكذلك القدرة على مقاومة الأمراض والآفات التي تصيب محاصيل البطاطس، هذا إلى جانب التركيب الكيميائي لثمرات البطاطس، مثل تركيب الكربوهيدرات والتي تضم النشا والسكر والتي تعد من الخصائص التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الصنف وكذلك وجود النسبة العالية من النشا ونسبة منخفضة من السكريات مثل الجلوكوز والفركتوز.
ومن العوامل الهامة التي تساعد على اختيار صنف البطاطس، وجود المادة الجافة والثقل النوعي للمحصول، حيث توجد أنواع للبطاطس لها مادة جافة ما بين نسبة 60 – 80 % من المادة النشوية.
وكذلك نوع البطاطس في المأكولات المختلفة مثل قلي البطاطس أو جعلها للطهي والطبخ وليس القلي، وهذا على حسب نوع النشا والمادة الجافة في ثمرات البطاطس، والثقل النوعي للبطاطس، والملمس ما بين: رطب جداً- رطب – الشمعي- جاف- جاف جداً.
وهذه الأصناف تختلف حسب الترتيب ما بين: القلي – السلق والسلطات- هرس والتعليب- الخبز والتجميد والسلق- الخبز – رقائق البطاطس- التجميد.
ومن الأنواع التي يتم تصنيفها من خلال أنواع البطاطس في العالم حسب نسبة السكريات في هذه الأنواع، حيث توجد هذه الأنواع من خلال الجلوكوز والفركتوز ولأنها تؤثر على لون البطاطس بعد معالجتها، وهذه البطاطس التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات وذلك تحول لونها للبني عند القلي، وبالتالي لابد من اختيار النوع الذي يحقق نسبة منخفضة من السكريات التي يتم استخدامها في العديد من الاستخدامات قبل تناولها مثل القلي أو رقائق البطاطس، حيث يجب أن تكون هذه الدرنيات المستخدمة بها نسبة قليلة من السكريات لا تساوي 3 % في بعض الأنواع من إجمالي المادة الجافة في ثمرة البطاطس.
وهناك العديد من الأنواع العالمية والتي يمكن ذكرها في هذا الصدد، لتوضيح الاختلاف في الاستخدامات المختلفة، وهذ نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- نوع بطاطس Atahualpa : وهذا النوع مناسب تماماً للخبز وكذلك القلي، ويزرع هذا النوع في جهات متعددة من قارة أمريكا الجنوبية خاصة في جمهورية البيرو.
- نوع بطاطس Nicola: وهو النوع الأوروبي من البطاطس، وتعتبر دولة هولندا رائدة الدول الأوروبية في زراعة هذا النوع، حيث يعتبر مثالي للسلطات والسلق والهرس، وهذا النوع يزرع بكثرة في هولندا وبلجيكا وبعض الجهات في دول أوروبا الغربية.
- نوع بطاطس Kipfler: وهي البطاطس الألمانية، حيث تزرع في ألمانيا وفي وسط أوروبا، وهذا النوع مناسب تماماً لعمل سلطة البطاطس.
- نوع بطاطس Maris Bard: وهي البطاطس الإنجليزية، حيث تزرع في أراضي المملكة المتحدة وأيرلندا وفي العديد من المناطق الأخرى، وهذا النوع في مناسب للسلق.
- نوع بطاطس Russet Burbank: وهي البطاطس الأمريكية، حيث تزرع في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وتسمى بالبطاطا الحلوة الأمريكية، وهي مناسبة للخبز والقلي ولها شهرة عالمية.
- نوع بطاطس Spunta: وهي من الأنواع الشهيرة التي تزرع في المناطق المعتدلة من العالم وكذلك الأراضي الصحراوية الجافة، وتزرع بالتالي في الدول العربية ودول الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط عدا الأراضي التركية التي لا تناسب زراعة هذا النوع، وهي مناسبة للقلي والخبز والهرس والسلق.
اختيار التربة والمناخ من أهم عوامل زراعة محصول البطاطس
زراعة البطاطس لها العديد من العوامل الهامة، منها الزراعة في المناخ البارد والمعتدلة، وهذا بشكل رئيسي، إلا أنه يمكن زراعتها في المناطق الحارة دون غضاضة، ولكن حينئذ تكون من المحاصيل الشتوية، مثل مصر والسودان وبعض الدول العربية وحوض البحر المتوسط التي تزرعها في الشتاء وبالتالي تكون من المحاصيل الشتوية.
كما تحتاج زراعة البطاطس إلى تربة خصبة من أجل الزراعة، إلا أن التربة تختلف تماماً من جهة لأخرى، فعلى سبيل المثال فإن الزراعة في التربة العضوية يمكن زراعة البطاطس فيها، وتكون بجودة عالية للغاية، فهي مناسبة تماماً لزراعة البطاطس الجيدة.
أما التربة الفيضية الطينية، وهي التربة التي تكونت على ضفاف الأنهار مثل مصر على سبيل المثال، وكذلك العراق، فإن البطاطس تزرع مرة واحدة في السنة فقط، ولابد من اختيار وقت مناسب للحرث والحفاظ على القدرة الإنتاجية والسماد الطبيعي.
ويمكن أن تزرع البطاطس في التربة الرملية بشكل عام، على الرغم من التربة الرملية لها العديد من الخصائص مثل البنية الضعيفة للزراعة ولا تتم ري هذه التربة بشكل مناسب وكمية وفيرة من الماء ويتم تزويد بالمواد العضوية بالقدر الكافي، وبالتالي تصبح البطاطس محتاجة لتزويدها بالمواد العضوية بالقدر الكافي لتصبح قادرة على إنتاج أصناف متنوعة من البطاطس ذات جودة عالية للطبخ.
وفي العادة فإن التربة الرملية معرضة دائماً للتعرية بسبب الرياح الصحراوية التي تعرضها للتفكك في خصائصها، لذلك تحتاج إلى تغطية المحاصيل بغطاء خاص مثل زراعة بعض المحاصيل التي تساعدها على التماسك مثل زراعة محصول حبوب الجاودار.
وعلى أية حال؛ بعد اختيار التربة، فإن هناك العديد من العوامل التي يجب أن تكون متوافرة، مثل التربة ذات عمق مناسب، وتكون تربة متفتتة وتكون ذات تصريف مائي جيد، وتكون ذات رطوبة عالية دون أن تصل للتشبع.
وتكون التربة ذات تهوية جيدة، وهذه التهوية تكون حاصلة بسبب تبادل الغازات مع الغلاف الجوي، وهذه الغازات مثل غاز الأكسجين والذي يعتبر من أهم الغازات التي تهم محصول البطاطس خاصة في مرحلة النمو، حيث يساعد الأكسجين على قدرة الجذور على امتصاص الماء والمواد الغذائية من التربة بفاعلية.
كيف يتم تجهيز الأرض قبل زراعة محصول البطاطس؟
من الخطوات الأولية قبل زراعة محصول البطاطس، تجهيز الأرض والتربة الزراعية، وهذا التجهيز يتم من خلال العديد من العوامل منها توفير الرطوبة العالية لزراعة البطاطس، والتهوية الجيدة في التربة الزراعية، هذا إلى جانب التسميد الجيد للتربة الزراعية بوضع كميات وفيرة من السماد العضوي، والمواد العضوية التي تساعد على نمو البطاطس خاصة في المرحلة الأولى من نمو المحصول، كما تعمل على زيادة الخصوبة لهذه التربة لتكون مستعدة لزراعة البذور فيها.
على أن تراعي عزيزي المزارع بعض العوامل التي قد تدمر التربة الزراعية، مثل الإفراط في الحراثة، والذي يدمر الناحية البنيوية للتربة الزراعية، هذا إلى جانب ضرورة الحراثة في التربة وهي جافة بعيدة عن الماء، وذلك لأن التربة الرطبة قد تعاني من التفكك بعد فترة بسبب الحراثة فيها على هذه الوضعية الرطبة.
وتتم حراثة وتجهيز الأرض عبر العديد من النصائح الزراعية والتي يعرفها ملايين المزارعين حول العالم، ونذكر منها على سبيل المثال:
- حراثة الأرض بصورة أولية باستخدام أدوات الحراثة مثل إزميل المحراث.
- حراثة الأرض في الخريف لها فوائد عديدة منها زيادة درجة حرارة الأرض، وهذا افضل من فصل الربيع.
- عملية التجمد والذوبان التي تحدث في فصل الشتاء للتربة الزراعية تساعد على الاستفادة من عملية حرث الأرض.
- حرث الأرض في فصل الربيع له العديد من الفوائد أيضاً، مثل المحافظة على المواد العضوية داخل التربة، حيث تحد بدورها من تعرية التربة والتي تفقدها عملية الحراثة خاصة في الطبقة السطحية وهو ما يؤثر في نمو محصول البطاطس، وبالتالي فإن مقاومة التعرية من خلال تغطية البطاطس مهمة في فصل الربيع عنها في فصل الخريف.
- فِراش التربة في الخريف يساعد على تهيئة التربة بشكل كافي، ويساعد على تجهيز أماكن مخصصة لزراعة البذور، حيث يتم في الربيع التالي.
- في حالة عدم وضع السماد قبل فصل الربيع يتم وضعها قبل فصل الربيع، كما أنه من الممكن أن توضع بعد إنهاء عملية الزراعة أو قبلها مباشرةً.
- المعدات الخاصة لزراعة البطاطس عبارة عن صفوف البذور واحواض تمنع جريان المياه بين هذه الصفوف، وهذا يساعد على توزيع مياه الري بشكل منتظم وعدم هدر تلك المياه.
عدد مواسم زراعة محصول البطاطس في بعض بلدان العالم
هناك العديد من بلدان العالم تزرع البطاطس، ولكن تختلف عدد المواسم الزراعية من بلد لأخرى حسب العديد من العوامل، منها على سبيل المثال المناخ، ونوع التربة، ونذكر على سبيل المثال أأن محصول البطاطس يزرع طوال السنة في دولة جنوب أفريقيا، بينما يزرع مثلا في تركيا موسم واحد أو اثنين على الأكثر، وفي كل من لبنان وسوريا والجزائر يزرع ثلاث مرات في السنة، أما في مصر ما بين موسمين أو ثلاث، بينما في الأردن والسعودية وكينيا تزرع لمدة ثلاث مواسم في السنة، كما نجد أن تونس والمغرب ما بين ثلاثة لأربع مواسم في السنة، بينما السودان تزرع البطاطس مرة واحدة في السنة فقط.
وموسم الزراعة لمحصول البطاطس هناك العديد من العوامل المتحكمة فيه، وهذه العوامل مثل:
- قطع البذور قبل زراعة محصول البطاطس، والانتظار حتى تلتئم ثم زراعتها في حال عدم عدم وجود وقت أو مساحة كافية لتخزين البذور المقطعة لحين التئامها وهذا يؤدي بعدها لزراعتها مباشرةً.
- يمكن استخدام مبيد حشري لقتل الفطريات وذلك لمعالجة عملية قطع البذور، وذلك في حال تخزين هذه البذور قبل ثلاثة أيام أو أكثر من زراعتها.
- زرع البذور في عمق يصل حوالي 10 سم في أسفل التربة الزراعية مع إمكانية وضع الاسمدة والمبيدات الحشرية في نفس الوقت.
- ترك مسافة 90 سم او أكثر قليلاً بين صفوف البذور.
- وضع التراب أو التربة على صفوف البذور خلال عملية الزراعة المبكرة للبطاطس، وذلك عندما تبدأ الدرنات في التشكل حتى يتم إضافة التربة بارتفاع لا يقل عن 15 سم وهذا يؤدي إلى خروج البراعم وتشكل الدرنات، والتي تكون مكشوفة وتتحول للون الأخضر بسبب اشعة الشمس التي تتعرض لها يومياً، وبالتالي ينصح المزارعون بضرورة تغطية هذه الدرنات بالتراب لتحميها من أشعة الشمس القوية، وذلك لأن هذه الدرنات لا تصلح للأكل بعد ذلك بسبب تحولها لهذا اللون.
- مكافحة الأعشاب والحشائش التي تنمو في حقول البطاطس وبجانب الدرنات مباشرة، وذلك لأن هذه الحشائش والأعشاب قد تكون خطيرة على التربة الزراعية وعلى المحصول بشكل مباشر لأنها تستهلك الضوء والماء والأملاح في التربة الزراعية، هذا بالإضافة لكونها بيئة خصبة للآفات والحشرات التي قد تضر محصول البطاطس فيما بعد، لذلك يجب إزالتها بشكل مستمر خلال نمو البطاطس والدرنات، وذلك من خلال إزالتها أو باستخدام المبيدات الحشرية لقتل الحشرات والآفات التي قد تكون فيها.
كيفية ري محصول البطاطس والعوامل المتحكمة في ذلك
أما عملية الري والتي تعتبر من أهم العمليات التي تتم خلال زراعة محصول البطاطس، حيث يحتاج نمو محصول البطاطس ما بين 120 – 150 لتراً من المياه يومياً، وذلك لأن البطاطس تستنزف المياه المخزنة في التربة خلال فترة النمو الأولى، وهناك العديد من البذور التي تختلف حول العالم، حيث يتم زراعة أنواع من البطاطس خلال الوقت الحالي تكون مقاومة للجفاف، بحيث تزرع في ظروف أكثر جفافاً ولا تحتاج لكميات وفيرة من المياه، وذلك للحفاظ على الموارد المائية خاصة في البلدان المهددة بالعجز المائي.
وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في عملية ري الأراضي المزروعة بمحصول البطاطس، وهذه العوامل يمكن حصرها في النقاط التالية:
- تختلف قدرة محصول البطاطس من حيث النوع والاستجابة للري في هذا النوع، وكذلك الدرنات القليلة التي تحتاج لقدر قليل من الماء التي تحتاجها الأصناف ذات الدرنات الكثيرة.
- الحفاظ على الرطوبة الكافية من التربة الزراعية، مع الانتباه لزيادة نسبة الرطوبة بشكل عام، وذلك يمكن أن تزيد من مشاكل التهوية مع التربة الزراعية، مع عدم الري المتكرر بالماء البارد، والذي يعمل على تقليل درجة حرارة التربة وهو ما يشكل خطورة أحياناً على الدرنات أثناء تكوينها ويؤثر سلباً على جودة المحصول.
- استخدام أنظمة مختلفة للري، وهذا يعتمد على الماء ووفرتها، فهذا يختلف من مكان لمكان آخر حول العالم، فهناك العديد من المناطق في العالم تحتاج البطاطس مياه وفيرة، وهناك العديد من المناطق تعاني من نقص الماء، مثل التي تحتوي على تربة رملية مفككة، حيث يتم استخدام أنظمة الري بالتنقيط.
من العوامل الهامة أيضاً، عدم ترك التربة تتعرض للجفاف، وذلك فقد أكدت الأبحاث خلال عملية الري، أنه يجب أن لا تتعرض التربة لنسبة عالية من الجفاف بحيث لا تتعدى 65 % من سعة الحقل المزروع فيه البطاطس، وهذا يتحقق في التربة الطينية أو العضوية، لكن من الصعب جداً تحقيقه في التربة الرملية المفككة والتي لا تحتفظ بالماء كثيراً داخل التربة.
حصاد محصول البطاطس والعوامل التي تتحكم فيه
يتم حصاد البطاطس بعدما تمت الزراعة، وذلك في نهاية الموسم خاصة عند انخفاض درجات الحرارة في العديد من بلدان العالم، وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في حصاد محصول البطاطس في نهاية الموسم، وهذه العوامل هي:
- يتم حصاد المحصول قبل أسبوع من موعد الحصاد في حالة انخفاض الحرارة في هذه الفترة، حتى لا يتعرض أغلب المحصول للتلف، وذلك لأن موجات الصقيع المتكررة قد تؤدي إلى تلف البطاطس في التربة الزراعية.
- لابد من استخدام أدوات مخصصة للحصاد والتي تساعد على إخراج البطاطس من التربة دون تلف، كما يجب الحرص الشديد في إخراج البطاطس من التربة الزراعية دون أن تتعرض لكدمات.
- تخزين البطاطس يكون بعناية شديدة للغاية، حيث يجب أن تكون عملية التخزين للبطاطس السليمة بعيداً عن البطاطس التالفة أو التي بها كدمات، ويجب أن يكون مكان التخزين بارد و رطب ومظلم، حيث يتم تخزين البطاطس في مكان درجة حرارته 3 درجة مئوية على الأقل، لذلك يمكن تخزينها في ثلاجات كبيرة مظلمة.
بعض الآفات والأمراض التي تواجه محصول البطاطس
محصول البطاطس يواجه العديد من الآفات والأمراض التي قد تكون خطيرة على المحصول، وهذه الآفات عديدة وجميعها تواجه محصول البطاطس سواء في المناطق الباردة أو المعتدلة والحارة التي تزرع فيها البطاطس، وكذلك في جميع أنواع التربة الزراعية التي تنمو فيها البطاطس، وهذا ما نتعرف عليه بالتفصيل من خلال النقاط التالية:
عثة درنات البطاطس
وهذه العتة عبارة عن حشرة تصيب محصول البطاطس، وهي من الحشرات المنتشرة في مناطق شمال أفريقيا وأجزاء من آسيا والأمريكتين وأستراليا، وهذه الحشرة لها العديد من الأنواع وجميعها تهاجم محاصيل البطاطس وهي خطيرة حيث تؤدي إلى تلف محصول البطاطس.
وتعمل العنة على امتصاص المعادن من ثمرة البطاطس، وذلك من خلال اليرقات التي تعمل على تشويه الدرنات وتحفر شقوق في التربة يتم الوصول للدرنات من خلالها ومن خلال وضع البيوض بشكل مباشر المكشوفة بالقرب منها وعندما تفقس هذه البيوض وتتحوّل ليرقات فإنها تحفر أنفاق داخل الدرنات والتي يؤدي للعديد من المشكلات الأخرى مثل التعفن.
وهناك العديد من وسائل الوقاية التي تساعد على التخلص من هذه الحشرة والتي تؤدي إلى تلف المحصول، وذلك من خلال:
- تجنب زراعة البذور المصابة بالعتة، فهناك العديد من الدرنات المصابة في الأصل بعثة البطاطس.
- زراعة جميع الدرنات في المرحلة الأولى من الزراعة على عمق مناسب كما من الضروري تغطيتها بالتراب وعدم تركها مكشوفة للآفات والحشرات.
- عدم زراعة محصول البطاطس في المناطق التي تعاني من انجراف التربة في المواسم التي سبقت عملية زراعة البطاطس، وهذا لأن الدرنات في حالة انجراف التربة قد تكون مكشوفة، وبالتالي تتعرض للعديد من المشكلات منها التعرض لحشرة العتة.
- ري المحصول بكمية قليلة من الماء وذلك حتى تتجنب تفكك التربة وحصاد الدرنات عندما تتشكل القشرة.
- يتم تجنب ترك درنات البطاطس في الحاويات لفترة طويلة، ويجب زراعتها على الفور خاصة أن أنثى درنة البطاطس تكون نشيطة في وضع البيض خاصة في الليل.
- عدم استخدام الأغطية للنباتات وذلك لأن الدودة ستنتقل منها فور ذبولها للدرنات.
- من الضروري استخدام الدرنات معروفة المصدر، فهناك درنات غير معروفة المصدر.
- يتم استخدام المبيدات الحشرية المخصصة للعتة التي تستخدم في البطاطس وهذه المبيدات يمكن استخدامها في بداية الموسم ومنها استخدامها عند نضج الدرنات وهذه الأنواع بالغة واليرقات موجودة في أنسجة الأوراق.
الدودة القارضة
هذه الدودة تهدد محاصيل البطاطس حول العالم خاصة في بلدان معينة مثل الدول الأوروبية وكندا وجنوب أفريقيا، ودول أمريكا الجنوبية ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة، وهذه الحشرة تتغذى على الشتلات المزروعة في سطح التربة، وتعتمد هذه الدودة القارضة بتغذيتها على أوراق الشجر المحيط بمحصول البطاطس، وبالتالي فقد تعيش في الاعشاب المجاورة لهذا المحصول، وهو ما يمنع المبيدات الحشرية من التخلص من هذه الديدان.
وهناك العديد من الوسائل للتخلص من هذه الديدان التي تهدد محاصيل البطاطس حول العالم، وهذه الوسائل هي:
- التأكد من عدم وجود الديدان في المناطق التي نريد زراعة محصول البطاطس فيها، حيث يمكن أن نعرف أماكن وجود الديدان قبل الزراعة وبالتالي نقوم بتفادي الزراعة قبل تنظيف هذه الأرض الزراعية من الديدان القارضة.
- نتخلص من جميع الحشائش والأعشاب الضارة وبقايا المحاصيل قبل زراعة البطاطس في التربة الزراعية، لأنها قد تكون بيئة خصبة لنمو هذه الديدان.
- نراقب المحصول بشكل جيد ومستمر للتأكد من عدم وجود نباتات ذابلة بشكل جزئي أو كلي والحفر حول القاعدة وغربلة التراب للتخلص من اليرقات.
- حراثة الأرض الزراعية حتى تصل لعمق مناسب، وذلك لخروج اليرقات لسطح الأرض للتخلص منها عن طريق أشعة الشمس.
- استخدام بخاخات رش المبيدات الحشرية وتوجيه الرش لصفوف النبات بشكل مباشر.
- يتم اختيار الرش للمبيدات الحشرية أثناء تغذية اليرقات على أوراق النبات، أو عندما تظهر في سطح التربة.
- نضع مطعوم لليرقات لتكون مخلوطة بالمبيدات الحشرية قبل ظهور المحصول.
نطاط أوراق البطاطس
هذه الحشرة والتي تسمى بنطاط أوراق البطاطس طويلة الشكل بلون أخضر لامع أو أخضر مائل للصفرة، وهذه الحشرة لها جناحين بلون أخضر شفاف، وتتغذى بشكل مباشر على العصارة مما يؤدي لتساقطها وتبدأ أعراض البطاطس بهذه الحشرة بظهور اصفرار مع تعرج خفيف مكان النخر، وبالتالي التحوّل للون البني وتمدده لحين موت جميع الأوراق وجفافها.
وتقوم هذه الحشرة على إتلاف محصول البطاطس بالكامل، ولكن يمكن الوقاية منها من خلال العديد من الخطوات منها مراقبة المحصول جيداً خاصة الأوراق بشكل مستمر، وعلاج المصاب من هذه الأوراق والانتباه لبعض المبيدات الحشرية لقتل الأوراق، لذلك يجب تجنبها.
الأمراض البكتيرية التي تصيب محصول البطاطس
هناك العديد من الأمراض التي تصيب البطاطس خلال موسم الزراعة، وهي الأمراض بكترية أي تصيب البكتريا جذور النبات أو الدرنات، ومن اهم هذه الأمراض، مرض الذبول البكتيري الجنوبي، وهو أحد أهم الأمراض الخطيرة التي قد تقضي على محصول البطاطس، حيث يأتي من خلال إصابة بذور مصابة أو الزراعة في تربة تتواجد فيها نوع البكتريا التي تضر البطاطس.
ومن الأمراض البكترية أيضاً، العفن البكتيري الطري، وهو احد الأمراض التي تصيب البذور وقد تصل هذه البكتريا الضارة للدرنات من خلال التربة، ويمكن الوقاية منها من خلال استخدام البطاطس المغسولة والمجففة.
وهناك أيضاً مرض الساق السوداء، وهي من الأمراض التي تصيب الساق والدرنات على حد سواء، وتسببه بكتريا ضارة من نوع: “Bacterium Pectobacterium carotovorum var. atrosepticum” وهذه البكتريا تصيب البذور بشكل خاص، ولكن يمكن التخلص منها باستخدام بذور جيدة واستخدام درنات لا تحتوي على تشققات أو علاجها على الفور دون تشقق هذه الدرنات، وحتى لا تتسرب هذه البكتريا المسببة للمرض إليها.
أمراض فطرية تصيب محصول البطاطس
ومع الأمراض السابقة، فهناك أيضاً بعض الأمراض التي تصيب محصول البطاطس، وهذه الأمراض تسمى بالأمراض الفطرية، وهي الأمراض التي تصيب المحصول ببعض الفطريات مثل مرض العفن الجاف، وهو المرض الذي يصيب الدرنات ويسببه نوع من الفطريات الذي يسمى “Fusarium spp وكذلك مرض اللفحة المبكرة، وهو المرض الفطري الذي يصيب كل من البذور والدرنات والجذور، وتسببه بعض أنواع من الفطريات مثل “Alternaria solani”
وكذلك مرض ذبول الفيوزاريوم وهو من الأمراض الفطرية التي تصيب الدرنات والجذور وتسببه أنواع من الفطريات مثل فطر “Fusarium solani var eumartii” وهذا المرض يمكن الإصابة به من خلال استخدام بذور مصابة بهذه الفطريات، لذلك لابد من استخدام بذور سليمة لا يوجد فيها أي نوع من هذه الفطريات.
الأمراض الفيروسية التي تصيب محصول البطاطس
ومع هذه الأمراض السابقة، توجد أيضاً الأمراض الفيروسية التي تصيب محصول البطاطس، وهذه الأمراض الفيروسية، مثل مرض التفاف الأوراق، وهو المرض الذي يصيب محصول البطاطس من خلال المرض الفيروسي المعروف بفيروس التفاف الأوراق، والذي يأتي من خلال البذور المصابة، وينتشر من خلاله للتربة أو الجذور، ومنه لأوراق النبات وإصابة الدرنات بالمرض.
ومن الأمراض الفيروسية أيضاً، مرض القمة الشعرية، وهو أحد الأمراض الفيروسية، وهذا المرض يصيب الأزهار ويأتي من خلال البذور، لذلك لابد من الكشف على البذور قبل استخدامها في زراعة محصول البطاطس، والكشف الدوري على الدرنات.
ويعتبر مرض آخر فيروسي هو أحد أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب محصول البطاطس، وهذا المرض هو مرض الأصباغ، وهو المرض الذي يأتي من خلال انتشار نوع من الفيروسات وهو “Virus potato virus Y” ويصيب البذور وبالتالي ينتقل للدرنات، ويمكن الوقاية منه من خلال استخدام الأصناف السليمة وبالتالي حماية المحصول من هذا المرض.
وهذه الأمراض السابقة تنتشر في جميع أنواع محاصيل البطاطس حول العالم، وقد قضت على العديد من الأنواع في العالم، لذلك تقوم القطاعات الزراعية بالبحث للتخلص من هذه الأمراض وزراعة البطاطس بشكل سليم للغاية.
في هذا المقال؛ تعرفنا على العديد من الجوانب حول زراعة البطاطس، من خلال المعلومات التي عرضناها في هذه السطور، فقد تعرفنا على زراعة البطاطس بالتفصيل وما هي الأمراض التي قد تصيب هذا المحصول وكيفية التخلص منها.
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق