- إصابة الأطفال بالعين والحسد
- العين
- الحسد
- الفرق بين الحسد والعين
- علاج العين والحسد
- خطوات الرقية الشرعية
- وينبغي مراعاة بعض الأشياء الهامة
إصابة الأطفال بالعين والحسد
يقلق الكثير على أطفالهم من الإصابة بالعين أو الحسد، هذا لأن ملائكية الأطفال قد تستثير لدى الكثير من الحُسَّادِ الضغينة؛ كما قد تتسبب الفرحة الزائدة عن الحد – خاصة من الأقرباء – في أن تؤذي العين الأطفال، حتَّى دون وعيٍ أو إدراك؛ ولهذا ينبغي وضع تعريفٍ مناسبٍ للعين، وكذلك الحسد، ومن ثمَّ بيان الطرح في الرقية الشرعية بالعموم، وللأطفال على وجه الخصوص، ثم وتوضيح الرقية الشرعية للأطفال على المنهج الإسلامي القويم.
العين
- تعتبر العين وهي العضو المسئول عن الرؤية، نعمة من الله على العبد، وشأنها شأن الجوارح التي يمتلكها الإنسان، وإنَّما سُمِّيت جوارح لأنها قد تتسبب في الجرح، فكما يستطيعُ اللسانُ أن يجرح بالكلمة، يمكن للعين أيضًا أن تجرح، وذلك عن طريق النظرة.
- وقد تتسبب العين في إلحاق الضرر بالغير، ويرجع هذا الأمر إلى المشاعر التي تصطحب النظرةَ إلى أن تصيب المنظور، ويُسمَّى الشخص الذي يُلحق الأذى بغيره عن طريق عينه “النَّاظِر” أو “العائن”، كما يُسمَّى الشخص الذي يُصيبه الضرر “المنظور” أو “المعين”، والعلاقة بين الناظر والمنظور هي علاقة مرسلٍ ومستقْبِل، فالعينُ التي تؤذي تكونُ عينًا دنيئة، تنظرُ إلى الماديات فقط، يعجبها ما ترى فتتمناه وتستكثره على غيرها، مما يؤدي إلى الإصابة المباشرة، وقد تؤدي العين إلى الموت، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “العينُ تُدخِلُ الرجلُ القبرَ، وتُدْخِلُ الجملَ القِدْر”، تصيب الرجل فيمرض فيموت فيدخل القبر، وتصيب الجَمَل فيمرض فيوشك أن يموت فيذبحه صاحبه فيدخل القدر.
- ومن الجدير بالذِّكْر أن العين لا تقتصرُ إصابتها على الأشخاص فقط، فقد تصيب الشيءَ فتُحدِثَ فيه الضرر؛ كما أن العين ليست قاصرةً على بني الإنسانِ فقط، فهناك أيضًا عينُ الجنّ، وهي تعادلُ في خطورتها عين الإنس، إلا أنها تزيدُ على نظيرتها في أنها غادرة، فالإنسانُ لا يرى الجنّ، لكنَّ الجنَّ يرى الإنسان مصداقًا لقوله عزَّ وجل “إنَّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”، ولهذا أوصى النبيُّ بأذكار الأحوال، مثل إذا قام الشخص بتغيير ملابسه، فقبل أن يُجرِّدَ نفسه من ملابسه ينبغي عليه أن يقول “بسم الله الذي لا إله إلا هو”؛ فإذا فعل هذا جُعِل بينه وبين الجنِّ حاجِزًا، فلا يستطيعُ كائنٌ أن يؤذيَه لأنه أخذ بالسبب؛ كذلك ذكر الخلاء من الأذكار الهامة التي تقيك من عين الجنّ.
- ويُشترطُ في حدوثِ العين هو أن يرى “الناظِر” “المنظور”، أي لابد من أن يرى العائن المعين وذلك لأن عنصر الضرر خارجٌ من العين، وقد يتعجَّبُ الإنسانُ من هذا الأمرِ ولا يستطيع تكوينَ تصوِّرٍ مناسبٍ لهذا الأمر؛ إلا أنَّ الأمر يتَّضِحُ عند بعض النَّاسِ الذين يمارسون الرقية الشرعية، وكذلك عند بعض الأشخاص الذين يتميَّزون بالخبرة في هذه الأمور؛ فشرط الرؤية هو العنصر الفاصل بين العين وما عداها من الأشياء الأخرى التي قد تؤثر عليك أو على طفلك.
- كذلك يجب العلم بأنَّ الحالة الإيمانية للشخص تتدخل بشكل كبير في إصابة الشخص أو الشيء بالعين من عدمه، كما يجبُ التسليم بأنَّ العينَ حق، وإذا أذِنَ اللهُ أن تصيبَ العينُ الإنسانَ فهو خيرٌ للإنسان، لكنَّ هذا لا يحدثُ إلا إذا تخلى الإنسانُ عن أذكاره، وابتعد عن خالقه، وإن كان محافظًا وأصابته عينٌ فإنَّ الله عزَّ وجل يأذنُ بحدوث هذه الإصابة إمَّا ليرفع الشخص بها درجات، ويعوضه بلطفٍ خفيٍّ، وإمَّا ليُكَفِّرَ عنه سيئاته، وفي الأمرين خير؛ وإنَّ اليقين بالله يقضي على العين بشكل قاطع، واليقينُ مسألةٌ قلبية، لا يمكن معرفتها إلا من خلال الصدق مع النفس، لذلك فإنَّ شرط اليقين هو أوَّلُ الشروط التي ينبغي أن توجد في الراقي، فاليقينُ بالنسبة للراقي هو كالهواء بالنسبة للإنسان.
الحسد
- يُعرف الحسد بأنه تمنِّي زوال النعمة من الغير، والاستئثار بها لشخص الحاسد؛ بل إنَّ الحاسد ليتمنى زوال النعمة من الغير حتى لو لن تأتي إليه؛ وفي بعض الأحيان يكون الحسد في أن يصاب الإنسان بالغم لأنَّ نعمةً أصابت غيره، ويختلف الحسد عن العين، وبالرغم من هذا فإنهما قد يجتمعان في شخص واحد، فيكون هذا الشخص عائن وحاسد في نفس الوقت.
- يختلف الحسد عن العين في العضو الفاعل، فالعضو الفاعل في الحَسَد هو القلب؛ وتبدو خطورة الحاسد في أنَّ العضو المسبب للضرر هو أقوى جوارح الإنسان على الإطلاق، كما أنه شيءٌ خفي، لا يظهر أمام الناس، وخطورة الحسد تكمن في أن الحاسد يمكن أن يتسبب بالضرر للمحسود من غير أن يراه؛ ومن على مسافات كبيرة، هذا لأن الضرر يتحدد بمقدار الضغينة التي يحملها الحاسد في قلبه، ويدرك الحاسد جسامة الضرر الذي يتسبب فيه.
الفرق بين الحسد والعين
- ومن الجدير بالذكر أنَّ الحاسد يُدرِكُ جيدًا أنه يمارس الحسد؛ وذلك بخلاف العين، فلا يشترط فيها الإدراك؛ فربما يدرك العائن أنه يضرُّ، وربما لا يحدث الإدراك بالشكل الكامل.
- ومن مضاعفات العين أنها يمكن أن تفتح منفذًا في الجسم لدخول الجن، لكنَّ هذا لا يحدثً مع الأطفال، وإنَّما يحدث للكبار البالغين.
- فالأطفالُ من أولياء الله، وأولياءُ الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؛ فحتَّى إن أصيب الطفل بالعين أو الحسد، فإصابته تكون رحمة من الله، وحفظًا له من شرٍ أكبر.
علاج العين والحسد
- هناك طرق عامة في علاج العين والحسد، وهناك طرق خاصة، فالطُّرُق العامة لعلاج العين والحسد تتمثَّلُ في المحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، وزيادة اليقين بالله، وترك التشاؤم، والحذر من الظُّلم، كما أنَّ هناك طرقًا لمنع النفس عن إصابة غيرها عن طريق العين، وهو ذكرُ الله عند رؤية الشيء، أو عند وقوع النوازل والشدائد، ولا شكَّ أنَّ البقاء على طهارةٍ يُقلِّلُ من الإصابة بالعين أو الحسد، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال، فإذا كان الإنسانُ بهذه الصفات فمن المؤكَّد أنَّه محفوظٌ لأنَّه حفظ الله عزَّ وجل، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم لعبد الله بن العباس وهو غلامٌ صغير: “يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإذا اجتمعت على أن يضرُّوك، لن يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام وجفَّت الصُّحُف”.
- وفي هذا الحديث الشريف خيرَ نصحٍ ممن لا ينطق عن الهوى، فها هو النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم يُعلِّمُ الطفل الصغير أن السلامة في أن يحفظ الله، والسؤال هنا كيف يحفظ المرء الله؟
- يكون حفظ المرءِ الله باتِّباع منهجيته ومراقبته في كل ما أمر به والامتثال له، والانتهاء عمَّا نهى، وزرعُ الفضيلةِ في الأطفال من أكثر الأشياء التي تساعد على وقايتهم من الإصابة بالعين، وتنمية الفضائل عندهم من أجلِّ الأعمال التي تنفعهم، وتكون سببًا في حفظهم من الإصابة بالعين والحسد على حد السواء.
- أمَّا عن الطرق الخاصة، فترجعُ إلى الإصابة الحاصلة، ونعني هنا مقدار الضرر الواقع على الطفل المصاب جرَّاء العين أو الحسد، فقد يُصابُ الطفلُ لجماله، وقد يُصابُ لذكائه، وقد يُصابُ لأحد مَلَكاتِه غير المرئية، وتختلفُ العينُ باختلاف شدِّتها، وترجعُ شدَّةُ العين إلى شخص “العائن”، وقدرته على إلحاق الضرر بغيره عن طريق عينيه، ونفس الأمر بالنسبة للحسد، فهو يختلف من شخص لآخر ولأنَّ هذه الأمورَ صعبةُ الإدراك، يُفضَّلُ فيها أن يكونَ الرَّاقي متخصصًا، إلَّا أن هذا لا يعني أنَّ الرقية متوقفة على الراقي؛ فأوَّلُ شروطُ الرقية هو الإخلاص، وكلُّنا يعرفُ أنَّ الإخلاصَ شيءٌ في القلب، لا يطَّلِعُ عليه مَلَكٌ فيكتبه، ولا شيطانٌ فيُدنِّسَه؛ وهو من الأمور التي يعلمها الله من العبد، وإنَّ هناك بعض الأشخاص بمجرَّدِ أن يقول “بسم الله الرحمن الرحيم” يبرأُ المعينُ من العينِ في الحال، من شدة إخلاص هؤلاء الناس.
- وإذا استطاع أحدُ الوالدين أن يعرفَ شخص العائن أو الحاسد، أو على الأقل أن يُدرِكَ ماذا أصاب طفله، فإنَّه يمكن بسهولة التخلُّص من العين والحسد وأثرها، وينبغي أن نعرف أن القرآن يدخلُ في مجرى الدم عند الطفل، فيحدثُ فيه الشفاء، وأنَّ القرآن لِمَا قُرِأ لَهُ، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلَّم؛ فينبغي أن تكون قراءة القرآن بنية الشفاء من العين؛ ويمكن تعدد النيات في قراءة القرآن، لكن يستحسن التخصيص في القراءة.
- ومِن أكثر وأبسط أنواع الرقية أن يرقي الوالد ولده، أو أيًا كان شخص الراقي، بقراءة الفاتحة سبع مرَّات كما ورد في السُّنَّةِ النبويةِ الشريفة، وكذلك قول الشخص “لا حول ولا قوة إلا بالله”؛ فهي تمنع العين والحسد بإذن الله، كما تُبْرِءُ من السموم، وهذا كله متوقفٌ على إخلاص العبد حين يرقي.
- والحسد يخرج من قلبٍ يملأه الظلام، قلبٌ خَرِب، لا يرى بنور الله، محبوسٌ قابعٌ في شهواته، يستكثرُ النعمة على غيره؛ والحاسدُ يتسبب بالضرر لأن قلبه يعتصر ألمًا من الحرمان، ثم تملأه الضغينة، فيقوم بتجميعها وتوجيهها إلى المحسود، فإن كان قلب المحسود عامرًا بنور الله، فلا خوف عليه، فنور الله سوف يحرقُ الشرور، ويمنعها من إصابة الجسم، أو النعمة محل الحسد أو العين.
خطوات الرقية الشرعية
ينبغي تحديد موضع الإصابة، وهل هي في شخص أم في شيء، أم لنعمة غير مرئية، ومن ثمَّ يصبح العلاج أكثر فعالية، ذلك لأن النيَّة تتركز في هذه الحالة على محل الضرر، فيحدث القرآن الشفاء، وقد قال الله “وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة”؛ ويمكن الرقية عن طريق القراءة على الماء، أو على العسل، أو على الشخص نفسه، أو بنية التخلص من العين والحسد، وتكون كالتالي:
- في حالة الرقية على الماء يتم إحضار الإناء الذي سوف يتم عليه قراءة الرقية، مع مراعاة إذا كان هذا الماء سيستعمل في الشرب، أو في الغسل أو الاستحمام، ففي حالة الغسل أو الاستحمام لا يتم الاستحمام به في الحمام، ويحذر أن نتخلص من الماء أيضًا في الحمام، بل نقوم بصبّه على السطح مثلًا معرضًا للشمس، حتى يتبخَّر.
- نقوم بإحضار الإناء، ثم نستحضرُ عظمة الله، ونطمئن بها، ثم نستعين بالله، ويكون القارئُ على طهارة، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقوم بقراءة سورة الفاتحة سبع مرات.
- يقرأ بعد ذلك أول خمس آيات من سورة البقرة، ثم يقرأ آية الكرسي، والآيتين اللاحقتين لها، مع الفصل بالاستعاذة بين الآيات، ثم نفصل أيضًا بالاستعاذة، ثم نقرأ آخر آيتين من سورة البقرة، ونقرأ من سورة آل عمران أول عشر آيات؛ وإن استطاع أن يقرأ سورة البقرة كاملة، وسورة آل عمران كاملة فليفعل.
- بعد ذلك نقوم بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات، ثم سورة الفلق ثلاث مرَّات، ثم سورة النَّاس ثلاث مرّات.
- ثم نرجع لقراءة الفاتحة سبع مرَّات، ويُستحبُّ الدعاء بما تيسَّر للقارئ، وينبغي وضع صيغة مكتوبة بشكل صحيح، ويستحسن أن يقوم بالدعاء شخص يجيد اللغة، ويكون على دراية بالدعاء، ثم يستقبل القبلة ويحمد الله ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما تيسَّر له من دعاء.
- يقوم الراقي بقول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” ثلاثًا.
- يقول: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عينٍ لامّة” ثلاثًا.
- يقول: “بسم الله أرقيك من كل داءٍ يؤذيك” ثلاثًا.
- يركِّز النِّيَّة على موضع الضرر ويقول: “أعوذ بعزَّة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر” سبع مرات.
- ثم يقوم الطفل المصاب بالشرب من الماء، على ثلاث دفعات، ويشرب وهو جالس بعد أن يسمِّي الله.
- ومن الأفضل أن تكون الرقية على الماء، ويمكن استعماله في الشرب وفي الأكل، فتقوم الأم بعمل الأكل وتستعمل هذه المياه، وإن كانت الرقية للعين والحسد، فلا بأس أن يتناول أهل البيت من الطعام الذي دخلت هذه المياه فيه أثناء الطهي.
- وفي حالة الرقية مباشرة للشخص، نقوم بقراءة الآيات ونفس الأدعية، فالاختلاف هو في عدم وجود الماء.
وينبغي مراعاة بعض الأشياء الهامة
- إذا أذِنَ الله بحدوث الضرر، فإنه يأذنُ لحكمة، ولا يشترط أن تبلغها أنت بإدراكك الضعيف؛ وإنما عليك اليقين بأن قدر الله هو الخير لك ولأطفالك.
- إن الله يُعوِّضُ المضرور بمن ينوبُ عنه في إخراج الضرر دون أن يتعرَّض للأذى، خاصة إذا كان طفل.
- من الطريف أن تعرف أنه إذا كان أحد الأشخاص مصابًا بالعين أو الحسد، فإن إصابته للمرة الثانية قد تكون سببًا في معافاته من إصابته الأولى.
- ينبغي أن تعرف أن العين تتسبب بالضرر، والحسد يتسبب بالضرر؛ إلا أنَّه إذا بلغ اليقين في الشخص مداه فإن عينه قد تداوي، وقد تُصلِحُ ما أفسدته الأعينُ الضارة، وكذلك إذا زاد اليقينُ في القلب، فإن صاحب اليقين يمكن لقلبه أن يتغلَّب على الحسد بمجرد استحضار عظمة الله فقط.
- الصدقات من أكثر الأدوية نفعًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “داووا مرضاكم بالصدقة”، وصدقة السرِّ هي ما نعنيه في هذا المقام، فإذا كانت العين والحسد من الأشياء الخفيَّةِ عن الإنسان، فإذا كان يفعلُ في المقابلِ شيئًا يبتغي به وجه الله في الخفاء، فإن الله عزَّ وجلَّ يحميه ويحفظه من كل شرٍ يصيبه، ولا يُمكِّنُ منه أبدًا، بل يُعينه على كل خير.
- وأخيرًا يجب عليك أن تعلم أن العبرة ليست بكثرة القراءة بقدر ما هي وعيٌ لآيات الله، وإخلاصٌ في قرائتها.
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق