سكان الجزائر
تعتبر الجزائر من أهم الدول العربية، ليس فقط على جانب المساحة الكبيرة والموارد المتنوّعة التي تمتلكها، بل أيضاً من خلال السكان والتنوّع الفريد من نوعه للسكان، في هذا المقال نلقي نظرة خاصة على سكان الجزائر من حيث التنوّع السكاني وعدد السكان وأين يوجد السكان، وتاريخ العناصر السكانية في الجزائر، وغيرها من المعلومات، لذلك هيا بنا نتعرف على أهم تلك المعلومات من خلال السطور القليلة القادمة.
عدد سكان الجزائر
عدد السكان في الجزائر يبلغ في التعداد الأخير في عام 2016م نحو 40 مليون نسمة، وهذا العدد يتوّزع على ولايات الجزائر، الساحلية والصحراوية على حد سواء، ويتنوّع العدد ما بين العرب والأمازيغ وكذلك المتحدثين باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية.
كما يدين هؤلاء السكان بالإسلام، حيث تشير الإحصائية السكانية أن جميع سكان الجزائر مسلمون، وأن 1% فقط من عدد السكان يدينون بديانات أخرى من ضمنها المسيحية واليهودية.
أما عن اللغة، فإن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة الجزائرية، ويتحدث معظم السكان بالعربية إلى جانب اللغة الأمازيغية التي تشكل نسبة تقترب من نصف عدد السكان، بينما يتحدث الجزائريين في فئات كثيرة منهم باللغة الفرنسية لأنها لغة أساسية في التعليم الجزائري حتى وقت قريب.
الأعراق السكانية في الجزائر
الجزائر تضم عدد من الأعراق السكانية الهامة، والتي من أهمها:
- العرب: وهي القبائل العربية التي جائت إبان الفتح الإسلامي للمغرب العربي الكبير في القرن الأول الهجري، واستقرت في معظم المدن المغربية الكبيرة، وأسست دولاً واختلطت مع السكان على مدار قرون كثيرة، حتى اصطبغت الجزائر والدول المغاربية الأخرى بالثقافة العربية الإسلامية فضلاً عن الثقافة البربرية الأصيلة في الجزائر.
- البربر الأمازيغ: وهو السكان الأصليون القدامى للجزائر، وهي الآن مجموعات كبيرة من قبائل الجزائر في الصحراء الجنوبية بل وفي الصحراء الكبرى التي تمتد من غرب مصر حتى المحيط الأطلسي، وتشكل القبائل الجزائرية نسبة كبيرة جداً من البربر الأمازيغ والذين لهم لغة مستقلة وثقافة عريقة قديمة قدم الجزائر ذاتها.
- الأتراك: وهي بعض المجموعات السكانية القليلة، وهم العنصر التركي الذين جاءوا مع السيطرة العثمانية للجزائر في القرن السادس عشر الميلادي، واستقروا قرون طويلة حتى عاشوا واختلطوا بالسكان في جميع الولايات الجزائرية.
- الفرنسيون والجاليات الأوروبية: وهي من العناصر السكانية التي تشكل أقلية في مدن الجزائر، وهم بقايا الاحتلال الفرنسي الذي استمر في الجزائر لنحو 130 عاماً.
كما توجد عناصر أخرى مثل الأفارقة، من دول جنوب الصحراء الكبرى والذين جاءوا من هذه الدول واختلطوا مع السكان والقبائل الجزائرية.
التاريخ السكاني للجزائر عريق وقديم قدم الجزائر نفسها
تعتبر الجزائر من الدول القديمة التي نشأت فيها حضارات أمازيغية منذ 2000 سنة قبل الميلاد، حيث تشير الآثار والدلائل على أن أصل سكان الجزائر من القبائل الأمازيغية التي نشأت وبنت دولة وثقافة كبيرة، وقد استمرت العديد من الممالك الأمازيغية البربرية واتحدت فيما بعد في مملكة قرطاجنة الكبيرة، والتي ناطحت الرومان في فترة من فترات التاريخ، حتى قضت عليها روما وأحتلت هذه المناطق لقرون طويلة.
ولقد استمر هذا الوضع كثيراً ما بين سيطرة الرومان وبعض القبائل المحلية حتى جاء الفتح الإسلامي، حيث سيطرت القبائل العربية المحاربة على هذه المناطق، وشيئاً فشيئاً اصطبغت القبائل بالتعريب والثقافة الإسلامية.
ولقد دخل البربر في الإسلام وتعلّموا اللغة العربية، واشتغلوا في الكتابة وفي السلك السياسي والاقتصادي والعسكري الحربي، لقد كان منهم قادة جيوش وكتّاب وأصحاب مناصب عليا في فترات كثيرة من تاريخ الجزائر ومع ذلك احتفظ الكثير منهم بثقافته، ومن هنا جاء التنوّع الثقافي الكبير في الجزائر الآن.
القبائل البربرية حمّلت هم الإسلام في المغرب الكبير
لقد كانت القبائل البربرية لها دور مشرف في تاريخ الإسلام، فقد شاركوا في أحداث مهمة للغاية في التاريخ.
لقد أشارت المصادر التاريخية الإسلامية إلا أن القبائل العربية كانت لها الدور الاهم في فتح الأندلس (إسبانيا – البرتغال) الآن، كما كان لهم دوراً كبيراً في الدفاع عن الأندلس في فترات كبيرة من تاريخها، وواجهوا بشجاعة القشاتلة المسيحيين في موجة استردادهم للأندلس، حيث واجهوهم في العديد من المعارك مثل الزلاقة بقيادة القائد الكبير يوسف بن تاشفين.
بل إن الدولة المرابطية والموحدية، وهما من أهم دول التاريخ الإسلامي، كانت دولاً بربرية وقامت على العنصر البربري في الأساس، ولهم العديد من الإنجازات التي تفخر بها كتب التاريخ الإسلامي، وتعتبر هذه الدول من الدول المدافعة بل والناشرة للإسلام في إفريقيا، حيث كانت دولة المرابطين لها دوراً على سبيل المثال في تحويل غرب إفريقيا بشكل كامل إلى الإسلام.
وقد ظهر من بين ظهرانيهم العديد من العلماء والكتّاب والأدباء، فعلى سبيل المثال؛ عباس بن فرناس صاحب تجربة الطيران الأولى في الأندلس كان بربرياً، هذا غلى جانب القادة العظام يوسف بن تاشفين وطارق بن زياد وغيرهم الكثير.
في نهاية هذه الجولة الجغرافية والتاريخية التي تحدثنا فيها عن سكان الجزائر، فإن الجزائر من الدول الغنية بالفعل ثقافياً وحضارياً وتاريهياً وسكانياً، وهذا يجعلها من الدول التي لابد من استغلال كل هذه المميزات لتكون من الدول ذات الأهمية خلال الوقت الحالي بين الدول العربية والإفريقية، بل وبين دول العالم أجمع.
بواسطة: Shaimaa Lotfy
اضف تعليق