مصادر القانون
مصادر القانون هي تلك المنابع التي يستمد منها القانون أدواته ومواده في الفصل بين الناس وتحقيق العدالة وتنظيم سلوك الأفراد وتحقيق التوازن فيما بينهم في المجتمع، والقضاء على كل بذور الشقاق بينهم، وكذلك تحقيق العدالة والبعد عن الظلم، في هذا المقال نتحدث ونلقي الضوء بشكل تفصيلي عن مصادر القانون من ناحية وكذلك الحديث عن القانون وأهميته بالنسبة للإنسان منذ القدم وحتى الوقت الحاضر.
ما هو القانون؟
منذ القدم، ومنذ التاريخ المكتوب، ظهرت المدوّنات القانونية التي تحقق العدل بين الناس من خلال الفصل في قضاياهم ونزاعاتهم، وهذه المدوّنات القانونية قد تكون على الحجر أو مكتوبة على ورق البردي أو مدوّنة في الكتب وغيرها من الأمور.
وبغض النظر على التدوين، فلقد شهد القانون العديد من التطوّرتات بتطوّر البشرية واحتياج البشرية الهام له، لذلك تعددت المصادر تبعاً لهذا التطوّر والاحتياج وهذا ما نتحدث عليه بالتفصيل خلال السطور القليلة القادمة.
4 مصادر هامة للقانون عبر التاريخ
مصادر القانون عبر التاريخ تطوّرت بحيث أصبح هناك 4 مصادر رئيسية لا غنى عنهم في أي قانون مكتوب في أي مجتمع من المجتمعات البشرية، وهذه المصادر عبارة عن المنابع التي يأتي منها القانون وهذه المصادر نتعرف عليها بالتفصيل خلال النقاط التالية:
المصادر المادية .. أصل القواعد القانونية وجوهرها المطلق
إن جوهر القانون هي المصادر المادية وهي القواعد القانونية التي ظهرت في المجتمعات البشرية خلال قرون خلت، وفقاً لظروف كل مجتمع وأخلاقياته الأساسية.
هذه المصادر المادية وليدة الظروف وعلى سبيل المثال فإن القانون المصري استمد مصادره المادية في فترات تاريخية مختلفة من القانون الفرنسي وكذلك الشريعة الإسلامية لذلك فهي من المصادر التاريخية الهامة لهذا القانون، إلى جانب الأراء الفقهية المستمدة من اقوال علماء القانون على مر العصور بما يتوافق مع ظروف المجتمع التاريخية.
المصادر الرسمية للقانون .. القواعد القانونية الملزمة في أبهى تجلياتها
تعتبر المصادر الرسمية للقانون هي القواعد الملزمة في أبهى تجلياتها، وهذه المصادر الرسمية مختلفة ومتنوعة وهامة للغاية لأي قانون رسمي مكتوب في جميع الدول، ومن ناحيتها تعتبر المصادر الرسمية هي المصادر الرئيسية لأي قانون على الإطلاق.
وهذه المصادر الرسمية نفسها تنقسم إلى عدة محاور هامة وهي:
- التشريعات الخاصة بالقوانين: والتشريع هذا هو المصدر الأول في هذا النوع من مصادر القانون، وهذا التشريع هو الصادر من السلطة المشرعة وفقاً لما تراه من تغييرات جدية في المجتمع، ووفقاً لما يحتاجه المجتمع من قوانين ووفقاً للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وهذه القواعد التشريعية القانونية الهامة لابد أن يتوافر فيها هذه الشروط مثل أن يكون مدوّنات مكتوبة، وبطريقة واضحة لا ريب فيها ولا تدليس للمعنى ولا تزييف للواقع مع خلال التلاعب بالألفاظ، كذلك يجب أن تكون التشريعات هذه مصدقة من المجالس التشريعية للدولة.
كما يجب أن يكون من شروط التشريعات تلك أنها تراعي الجميع في المجتمع دون تفرقة عنصرية أو دينية أو عرقية، وتتناول تلك التشريعات حقوق الأفراد وتحدد علاقة السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
كما تتميز المدوّنات القانونية التي تنبثق عن السلطات التشريعات على أنها تنقسم إلى التشريع الأساسي والفرعي والاخير هذا يكون على هيئة قوانين عديدة تصدرها السلطة التنفيذية في وقت معين تحتاجه لتسيير الأمور وهي ضمن التشريعات ومصادر القانون الأساسية. - الدين: إن دور الدين مهم في إصدار القوانين والتشريعات المجتمعية الخاصة بجميع فئات المجتمع وشتى جوانب حياتهم، وهذا لا نجده في جميع الدول بل نجده في الدول الإسلامية دون غيرها على سبيل المثال.
وذلك لأن الدين الإسلامي يحمل قوانين وتشريعات خاصة بالميراث والزواج والطلاق والنفقة أو ما يعرف بقوانين الأحوال الشخصية الذي نجده في البلدان العربية والإسلامية مثلاً ما بين تشريعات الدين وأحكامه الخاصة وما يعرف بالقانون الوضعي الذي يوافق كل مجتمع على حدة وفقاً لعاداته وتقاليده وغيرها من هذه التشريعات، لذلك يعتبر الدين وأحكامه من الأمور التي يجب أن تكون ضمن أساسيات القانون الأساسي.
مصادر القانون الاحتياطية .. العادات والأعراف ودورها في تحديد العدالة
إن مصادر القانون الاحتياطية على العكس من الأساسية، فهي على الرغم من المصادر التي تكتب القانون ولكنها على العكس فإنه من الممكن الاستغناء عنها أو تهميشها في بعض الأحيان وفي بعض البلدان، ولكنها تبقى مهمة.
وهذه المصادر الاحتياطية تنقسم إلى:
- الأعراف والتقاليد: وهي عبارة عن مجموعة من القواعد القانونية التي تستمد سلطتها وسيطرتها على القواعد القضائية وفقاً للعادات والتقاليد والأعراف المجتمعية المعروفة منذ القرون والسنوات التي خلت والتي يمكن أن تكون قاعدة قانونية هامة.
ومثال على هذه الأعراف؛ في الدول الأنجلوساكسونية تعرف الأعراف أنها ممتدة منذ مئات السنين وعرفت بين السكان على أنها قوانين معترف بها، وهنا نجد أن في الدول الحديثة تم اعتماد هذه القوانين العرفية جزء من مصادر القانون. - مبادىء الشريعة الإسلامية: وكما نقول أن الأعراف يمكن أن تكون في القوانين الحديثة، فإن مبادئ التشريع الإسلامي القديم والمتجدد على السواء، فهذه المبادىء قد تكون من ضمن القوانين الحديثة إذا تم حسن وضعها في المكان والوقت المناسبين وفي الحالات القضائية المتنازع عليها خاصة بما ينظم المجتمع والأسرة والأحوال الشخصية.
- مبادئ قواعد العدالة: أو ما يعرف بالقانون الطبيعي وهي بعض القواعد القانونية الهامة التي يتم الرجوع إليها في المحاكم الموجودة وفي القضايا المتنازع عليها، وهذه القواعد تعني الأمور الاجتهادية للقضاة وفقاً للواقع والذي يراه مناسباً في كل حالة على حدة.
مصادر القانون التفسيرية .. شروحات الفقه القضائية الهامة
مصادر القانون التفسيرية عبارة عن شروحات وتفاسير خاصة للقانون وكتابة مدوّنات خاصة بالقانون عبارة عن مناقشة الأحكام في القضايا المشابهة، وهي تنقسم في الحقيقة إلى شروحات فقهية وقضائية:
- الشروحات والتفاسير القانونية للفقه: وهي عبارة عن بعض التفسيرات والآراء القانونية والفقهية التي تستخدم في مناقشة الآراء وأصبحت ملزمة مع الوقت مع الحالات المختلفة التي تتمثل في القضاء.
ويقوم القاضي في الأحكام التفسيرية تلك بالأخذ بها في بعض الحالات القضائية دون غيرها. - الشروحات والتفاسير التي تعتمد على أحكام المحاكم: وهذه الشروحات التفصيلية لبعض الأحكام التي صدرت من المحاكم بمختلف درجات التقاضي فيها، وهذه الشروحات نجدها في الاجتهادات من المحاكم في الفصل بين القضايا التي لم يسبق الفصل فيها بمصادر القانون المختلفة والتي سبق وأن تحدثنا عنها.
وهذه الشروحات سواء القانونية والفقهية أو القضائية نجدها بمنتهى البساطة في جميع مصادر القوانين الحديثة بلا استثناء، فهي تعتبر مصدر ومنبع هام من منابع القانون الحديث ولا غنى عنها لأنها تمثل مرجعاً وكنزاً كبيراً للمحاكم.
ويقوم القاضي في الأغلب بالنظر في جميع الشروحات الفقهية والقانونية في السابق قبل إصدار أي حكم فهي تعتبر من أسهل مصادر القانون ولكنها لا نجدها في جميع الحالات القضائية.
على أية حال؛ فإن القانون بمصادره الكثيرة يعتبر من الأمور الضرورية لتطوّر البشرية والعدالة الموجودة في المجتمع وضبط الأداء الهام بين فئات المجتمع وبعضها البعض، وهو ما حاولنا توضيحه من خلال نقاط هذا المقال، والذي نرجو أن يكون وافياً لمن يريد معرفة تلك المصادر.
بواسطة: Shaimaa Lotfy
اضف تعليق