3 معلومات مهمة توضح لماذا فرض الله الصيام في شهر رمضان

الصيام

الصيام فرض من الفروض التي أقرها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وهناك عدة أسباب توضح لماذا فرض الله الصيام في شهر رمضان، وهي أسباب متعلقة بمنافع الصيام بشكل عام وتهذيب النفس والشعور بالآخر، وذلك لأن الصيام الحق ليس الامتناع عن تناول الطعام والشراب فقط، لكن الصيام هو التوقف عن الشهوات وفعل كل ما تطلبه النفس، فهو كبح جماح للرغبات الإنسانية وتهذيب لها وتأديب للإنسان لكي يعرف أن الله سبحانه وتعالى كرمه بعقله، وكرمه بقوته على التحمل وعلى تهذيب إنسانيته، ولم يكرمه بالحصول على ما يريد في أي وقت أو الاستسلام لكل الشهوات دون روابط.

فرض الصيام في الشريعة الإسلامية

الصيام هو الركن الثالث من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وبعد الصلاة، وقد ذكرت فريضة الصيام مرة واحدة في كتاب الله حيث قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”، ولكن مفهوم الصيام في حد ذاته كوسيلة عبادة وتقرب من الله سبحانه وتعالى قد ذكر في مواضع متعددة، ومنها مثلا قوله تعالى “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”، وقوله تعالى أيضا “وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ”، وكذلك قول الله تعالى “فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”.

والصيام في الإسلام له بعض الصفات والخصائص التي تميزه، كما أن له الكثير من الفضائل المحيطة به، فهو وسيلة لتهذيب النفس، كما أنه يعود الإنسان على تحمل الأمور الصعبة وتدربه على التغلب على كل الرغبات التي يريدها وتثار في نفسه حتى يعرف كيف يتعايش مع الحياة وهو في قمة إنسانيته غير مستسلما لشهواته. هنا نجد أن الصيام هو الفرض الذي يعمل تقوية العزيمة ويحرر الإرادة ويجعل الإنسان هو سيد نفسه ولا يجعل شهواته ورغباته هي المتحكمة به بل يجعل إرادته وقدرته على التحكم في ذاته هي التي تقود كل الأمور في حياته، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ”.

ومن أكثر الأمور التي تخص فرض الصيام أن أجره واسع وغير محدد والله يضاعف الأجر لعباده الصالحين، وقد جعل الله سبحانه وتعالى للصائم فرحتان، الفرحة الأولى هي عندما يفطر، والفرحة الثانية هي عندما يلقى ربه سبحانه وتعالى في الحياة الآخرة، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).

ما هي الحكمة من فرض الصيام على المسلم؟

هناك الكثير من الأمور التي توضح لنا حكمة الله سبحانه وتعالى في في فرض الصيام على المسلمين، وقد ظهرت هذه الحكمة في العديد من الأمور، وهي حكمة لا تقف عن حد ولا تنتهي في مكان، وذلك لأننا نرى من حكمة الله ما نفهمه وما نستطيع تفسيره وما يظهر إلينا أما حكمة الله التي لا يظهرها لنا فهي في علمه هو وحده وهي كبيرة وعظيمة لا يمكن لنا الوصول إليها، ومن الممكن أن نحدد بعض المقاصد من فرض الصيام على المسلمين في النقاط التالية.

يقول الله سبحانه وتعالى “(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وهنا نجد أن فرض الصيام هو من المفروض التي توضح تقوى المسلم، لأن الصيام من الفرائض التي تقوي الشعور الإيماني داخل المسلم كما أنها تعمل على تحفيزه وعلى تعزيزه، لذلك نجد أن هذه التقوى وهذا الوازع هما أهم الدعائم التي تدعم المسلم وتقويه وتمنعه عن القيام بالمحرمات أو الاستمرار فيها، كما أنها تحمي المسلم من الوقوع في الإثم التابع للوقوع في المعصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وذلك لأن التقوى التي تتحقق بفرض الصيام تساعد النفس البشرية على الالتزام أمام الله تعالى والعمل على إطاعة أوامره والبعد عن الأمور التي نهى عنها، فتبعدها عن فعل كل ما فيه ذنب أو شرك أو معصية وتزيل عن المسلم خطر الوقوع في العذاب والهلاك المبين.

والصيام هو باب من أبواب تجديد إيمان المرء المسلم، كما أن من عوامل تثبيت العقيدة داخله، كما أنه من أكثر الأمور التي تساعد الإنسان المسلم على مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل الأعمال التي يقوم بها، لأن الصوم ليس امتناع عن الطعام والشراب فقط، بل امتناع عن كل الذنوب والمعاصي وامتناع عن الكذب والشرور وخيانة الأمانة والظلم والغش والنفاق وقول السيء من القول وشهادة الزور، لذا فإن الصوم عبادة يسعى بها المسلم لكي يحصل على رضا الله سبحانه وتعالى، وهو أمر يخص العبد وربه حيث أن لا أحد يطلع على صيام أحد ولا يعرف ما يقوم به سرا.

كذلك لو نظرنا إلى فريضة الصيام سوف نجد أنها من الفرائض التي توحد العقيدة الإسلامية بل وتوحد الأمة الإسلامية أيضا، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ”.

وكذلك لو نظرنا إلى الصيام بشكل أكثر دقة سوف نجد أنه من الفرائض التي تعود المسلم على أن يعطي ويبذل الكثير، فهو نوع من أنواع المشاركة من خلال الشعور بالحرمان وهذا الشعور هو الذي يشعره الفقراء طوال الوقت، وبهذا يكون الصيام الحق الذي يكبح فيه الإنسان زمام شهواته ويأكل فيه ما يسد جوعه دون مفاخرة ودون هدر ودون تبذير هو الصيام الذي يقرب البشر من بعضهم البعض وهو الذي يجعل الغني يتصدق للفقير ويبذل له من ماله الكثير، وتجعله شاكرا لله سبحانه وتعالى على نعمه وفضله.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *