3 من أهم الأفكار عن الحب

الحب

ما هو الحب؟ ربما هو أصعب سؤال لم يستطع أن يجيب عنه منذ بداية البشرية وحتى يومنا هذا، لو كنا نعرف تعريف واحد للحب وطريقة مضمونة للوصول إليه وطريقة مجربة للاحتفاظ به من المؤكد أن نصف أحزان البشر كانت انتهت وكنا جميعا نعيش في سعادة منقطعة النظير.

لكن لحكمة ما يعلمها الله وحده لم يعطينا تعريف للحب ولم يظهر لنا وصفة تمكننا من أن نفهم كل الجوانب المتعلقة به، والأكيد أن كل شخص في الحياة له تجربته المتفردة مع الحب لذا لو طلبنا من كل شخص أن يقوم بسرد ما يعرفه شخصيا عن الحب وعن الشعور الذي تجلى في قلبه فمن المؤكد أنه لن نجد أن هناك تجربة تشبه الأخرى بل ستكون لكل تجربة تفاصيلها الخاصة ومشاعرها التي تخص أصحابها فقط.

لكن لو قلنا أن هناك أشياء مشتركة في الحب فعلينا أن نقول نعم هذه حقيقة، هناك بعض التفاصيل المشتركة في الحب منها أنه مؤلم ومنها أنه سبب من أسباب السعادة ومنه أنه من الممكن أن يعطينا طاقة للحياة كما أنه أيضا من الممكن أن يغيب فيغيب عنا جزء من الروح ومن العقل… وفي مقالنا التالي دعونا نتكلم حول الكثير من الأفكار عن الحب ودرجاته وتعريفاته المختلفة كما سوف نرى.

ما هو تعريف الحب؟

والآن علينا أن نبحث سويا عن تعريف الحب ونحاول أن نجد إجابة لهذا السؤال الصعب للغاية، من الممكن أن نقول بصورة واقعية بشكل ما أن تعريف الحب يحدد وفقا للمرحلة العمرية التي يكون عليها كل شخص، فمثلا الحب في مرحلة المراهقة غير الحب في مرحلة الصبا غير الحب في مرحلة الشباب وبالطبع كل هذه الأنواع تختلف عن الحب في منتصف العمر والنضج، وفي النهاية لو سألنا كبار السن عن تعريف الحب سوف يكون لهم رأي آخر.

ومن الممكن أن نقول أن الحب هو حدوث انجذاب بين شخصين أو وجود مشاعر بالإعجاب المتبادل بينهم، كما أن الحب هو مجموعة من المشاعر العاطفية للغاية التي تنمو بين اثنين، وهذه المشاعر تحدد دائما بالعطاء والتضحية وتتضح في الكثير من التصرفات التي لابد أن تكون جميعها نابعة من المودة والصدق والرحمة والدفء، فلا يوجد حب ينبع من الأنانية أو التملك أو القسوة أو الانتقام.

وأحيانا يأتي الحب في صورة التعلق، أن يشعر أحدهم برابط لا يمكن أن ينقطع بينه وبين حبيبه مثل الرابط بين الأم وابنها، كما أن هناك مشاعر حب تنمو من خلال وجود المشاعر الغرامية فضلا عن جزء مهم قد نغفله كثيرا وهو وجود مشاعر الحب التي تحدث نتيجة للرغبات الجنسية بين شخصين.

تعريف الحب لدى المفكرين والأدباء

وكما نعرف أن الكثير من الكتب والأفكار كتبت ودارت عن الحب، وكل أديب كان له طريقته الخاصة في تعريف هذا الحب، ومن الممكن أن نقتبس من أقولهم بعض الكلمات التي من الممكن أن تدلنا أو تقربنا من مفهوم الحب:

  • يقول القرطبي عن الحب: هو ميل الإنسان للأمور التي تستكمل النقص لديه فتحصل له اللذة بحصوله على ما يُسبّب كماله.
  • يقول أوسكار وايلد عن الحب : أنت لا تحب شخصا لمظهره أو لملابسه الأنيقة أو لسيارته الفاخرة، وإنما لأنه يغني أغنية لا أحد يسمعها سواك!.
  • يقول الكاتب محمد عفيفي عن الحب: الحب هو تلك العاطفة السامية التي تجعلنا نتزوج وننجب الأطفال وننشئ الأسرة ، وفي ليالي الشتاء الباردة نجتمع حول المدفأة لاعنين في سرنا آباء الذي كان السبب !”.
  • يقول أرسطو في تعريف الحب أنه “الحب الحقيقي هو روح واحدة تسكن جسدين”.
  • يقول واسيني الأعرج عن الحب “الحب الجميل هو الذي نشتاق إليه دوماً وليس ذاك الذي ننساه عندما نقف عند عتبة البيت للخروج. المخاطرة فيه صعبة ولكن علينا أن نعيشه لندرك الشطط الحقيقي للمتعة.
  • تقول الكاتبة أحلام مستغانمي عن الحب “الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص أخر أقرب إليك من نفسك.
  • يقول الصحفي عبد الوهاب مطاوع عن الحب “الحب في مفهومه الحقيقي عطاء بلا تحفظات ولا حسابات يقابله غالبًا عطاء مماثل إن لم يزد عنه من جانب الشريك المحب.
  • يقول الكاتب الكسندر دوما عن الحب “الحب الحقيقي دائما ما يخلق رجلا أفضل بصرف النظر عن المرأة التي يحبها”.

ما هي درجات الحب؟

هنا نجد أنفسنا أمام واحد من الأسئلة المهمة وهو هل الحب له درجات؟ والإجابة هي نعم هناك درجات متعددة للحب ومن الصعب أن نجد أن كل الناس واقفين على نفس الدرجة فكل شخص يقف على درجة من الحب ويحاول إما أن يحلق بالتي تليها أو يبقى في مكانه، وتقع المشكلة دائما لو كان الطرفان على درجات متباعدة للغاية أو على درجات ليست بينها أي نوع من التناسق، لذا فإن من المهم أن يكون كل شخص على دراية بدرجة الحب التي يقف عليها حتى يدرك تماما موقفه منه وكيف يتعامل معه، أما درجات الحب فمن الممكن أن نشرحها في النقاط التالية:

درجة التعلق
التعلق هو الدرجة الأولى من درجات الحب الرومانسي، ويحدث التعلق عندما يشعر كل طرف من الأطراف بانه منجذب إلى الطرف الآخر ويشعر أنه متعلق بشيء مادي فيه، وهذا التعلق في حد ذاته يعمل على توليد مشاعر الاطمئنان والراحة بين كل شخص والآخر، وهنا لابد أن نلاحظ أن التعلق المادي بين شخصين يؤدي بشكل ما إلى التعلق الجسدي مما يعمل على زيادة ارتباط كل طرف بالطرف الآخر، وعندما يحصل التعلق المادي بين كل طرف فهذا يؤدي إلى زيادة عاطفة الارتباط بينهم ويصبح من الصعب على كل طرف أن يبتعد عن الطرف الآخر، هنا من الممكن أن يؤدي التعلق إلى فقدان كل طرف جزء من حريته من أجل إبقاء الآخر في حياته دون أن يبتعد.

درجة الانجذاب
أما الانجذاب فهو يعني أن هناك عاطفة جسدية بين الطرفين وعندما يحدث هذا النوع من الانجذاب فإن كل طرف من الأطراف يحاول أن يبرز سيطرته على الطرف الآخر، وفي هذه الحالة تسيطر الرغبة الجنسية بشكل كبير على كل منهم، وهنا ينبغي أن يقف كل طرف من الأطراف لمعرفة حقيقة الأمر، لأن مجرد وجود الرغبة الجنسية وحدها لا يعني أبدا أن العلاقة سوف تنجح أو أن الأمر مرتبط بالحب، لكن الحب يشمل العديد من الجوانب التي تضمن نجاح العلاقة، بالطبع فإن العاطفة الجنسية جزء منها لكن هي لا تعبر عن الحب بأكمله وليس من الممكن أن تضمن نجاح الحب للنهاية.

درجة الانسجام والتوافق
هذه واحدة من أهم درجات الحب وفي حالة الوصول لها فإن الحبيبين يشعرون بسعادة كبيرة، وهي تعتبر من المراحل التي تدل على نضج الحب فهي تؤدي إلى تنظيم العلاقة بشكل أفضل كما أنها تؤدي إلى توثيقها وتقويتها، ومن الممكن أن نقول أن العلاقة العاطفية لو كانت سلبية ولم يكن الطرفين يشعرون بهذه الدرجة من الانسجام فهذا يؤدي إلى ضعف العلاقة، وعندما نتحدث عن الانسجام والتوافق لا يعني أن العلاقة أصحبت خالية من التعقيدات أو المشاكل بل على العكس قد تكون هذه التعقيدات سببا في منح الحب مناعة وقوة، لكن الانسجام هنا يعني الوصول إلى درجة تؤهل كل طرف لكي يجعل العلاقة صحية ويصلح من أخطائه فيها كما أنه يكون له القدرة على إصلاح أخطاء الطرف الآخر، وفي هذه الحالة يعمل كل شخص فيهم على تطوير العلاقة وبنائها بشكل بناء.

درجة الانجذاب الحيوي
هنا يكون الحب في درجة يشعر فيها كل طرف أنه ينجذب فقط إلى الأشخاص الذين يشعر معهم بالسعادة، ويجد نفسه يريد أن يطيل البقاء مع الأشخاص الذين يمنحونه رضا عن نفسه قبل الرضا عن الآخرين، وهذا يجعله يشعر بالحيوية والطاقة في داخله. وتحدث هذه الدرجة بشكل كبير في كل علاقات الحب ليس فقط في علاقات الحب العاطفي، فهي تحدث بين الأصدقاء وتحدث بين أفراد الاسرة، وكلما كان كل طرف من أطراف هذه العلاقة متفاهما مع الطرف الآخر كلما شعر بالسعادة والعديد من المشاعر الإيجابية الآخرى، لكن متى تتحول هذه العلاقة إلى علاقة سلبية؟ يحدث هذا فقط عندما يحاول طرف من أطراف العلاقة أن يمد سيطرته عليها لكي يتحكم في كل التفاصيل المتعلقة بها.

درجة المودة
أما درجة المودة فهي من أهم درجات الحب، فكما ذكرنا من قبل من الصعب أن ينبع الحب من نبع غير نبع الصفاء والمودة، حتى عندما ذكر الله الزواج في القرآن الكريم جعل القاعدة الأساسية بين الطرفين هي المودة، وبدون هذه المودة فلا يمكن أن نصف أي علاقة بأنها علاقة حب.

درجة الإعجاب
الإعجاب درجة مهمة من درجات الحب، فهو يدل على المودة الشديدة بين الطرفين، ومن الصعب أن تسمر علاقة بين شخصين دون أن يكون الإعجاب المتبادل طرف فيها، فلو تخيلنا أنك تحب شخص غير معجب أو بطريقة تفكيره أو بطريقة تعامله مع الحياة فهذا سوف يتحول إلى محاولة تغييره وهذا هو الطريق الأول لكي ينكسر الحب ويضيع ولا يقوى على تحمل أي من التحديات التي لابد من أنه سوف يواجهها.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *