سيرة رسول الله
السيرة النبوية هي سيرة أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ممتلئة بحكايات عن الرسول، هذه الحكايات التي شاء الله أن تنتقل جيل بعد جيل وتحفظ من خلال كتب التشريع والفقه والسنة لم يكن الغرض منها السرد أو القص لكن كان غرضها الأساسي أن تنقل لنا طريقة العيش التي اعتنقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يعامل أصحابه ومن حوله، وكيف نقل للأمة جميعها كمال الأخلاق وأحسنها.
إن الاستماع لقصص وحكايات رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو خير دليل ومرشد لمن أراد أن يتعلم تفاصيل الدين الإسلامي الحنيف، فرسول الله لم يكن لينطق عن الهوى بل كان كل تصرف وكل كلمة نابعة من وحي يوحي إليه حتى يكون للمسلمين مرجع فيما كانوا فيه يختلفون.
ولو نظرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفهمنا الحكايات الموجودة في سيرته العطرة سوف نجد جوره الإسلام الحقيقي الذي يعتمد على الصدق والبر والرحمة والإخاء والمحبة والإيثار والقوة، فلم يكن رسول الله متجهماً، ولا جباراً، ولا ظلوماً، ولا قاسياً، بل كان صلى الله عليه وسلم مبتسم مشرق الوجه دائماً رحيماً بمن حوله كبيراً أو صغيراً صديقاً كان أو عدواً، كان حنوناً على الضعيف حتى الحيوانات كانت لها نصيباً من بره ورحمته.
حكاية رسول الله وأهل الطائف
إن من أكثر حكايات السيرة التي تبين رحمة رسول الله هي ما حدث له عند قيامه بدعوة أهل الطائف للإسلام، فعندما كذب أهل مكة الدعوة والحقوا الأذى والضرر برسول الله وصحابته وباقي المسلمين قرر رسول الله أن يتجه إلى الطائف حتى يدعو أهلها إلى الإسلام، لكن أهلها كانوا متجبرين ورفضوا دعوته وضربوه وأذوه، فجلس رسول الله قليلاً حتى يستريح بعد عذاب طويل فجاء له جبريل يقول له لو أمره أن يطبق الجبال عليهم جزاء لما فعلوه فما كان من رسول الله إلا أن يرفض ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة.
موقف رسول الله من رجل مسلم
ومن المواقف التي جاءت في السيرة النبوية وتبين رحمة رسول الله وتعامله مع المؤمنين ما ذكره أبو هريرة حيث قال “أتى رجل النبي صلى الله وعلية وسلم فقال: هلكت، وقعت على أهلي في رمضان، قال: إعتق رقبه، قال: ليس لي، قال: فصم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، فقال فأطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد فأتى بعرق فيه تمر، فقال: أين السائل ؟ تصدق بها، قال: على أفقر مني ؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني فضحك النبي عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه، قال فأنتم إذاً.”.
موقف رسول الله من زاهر بن حرام
ومن الحكايات التي كانت توضح كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاُ مع الناس، وكيف أنه كان يشد أزر كل من يحسب نفسه ضعيفاً وبلا قيمة، وهذا ما حدث مع الأعرابي زاهر بن حرام وكان زاهر دميم الوجه يتاجر بين البادية والمدينة وكان كلما جاء إلى المدينة فيسأل عن رسول الله، وكان الرسول يتساءل هل من أحد يبحث عنه فلما قيل له أنه زاهر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبحث عن في السوق فلما رآه من ظهره فقام باحتضانه من ورائه فخاف زاهر وقال من أنت وهو يحاول الإفلات من رسول الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من يشتري العبد. .. فيهمس في أذن النبي صلى الله عليه وسلم :إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: لكنك عند الله لست بكاسد، أنت عند الله غال.. هكذا كان رسول الله طيباً ليناً محباً لمن حوله.. صلى الله عليه وسلم وعلى كل أصحابه وأحبابه وآل بيته أجمعين.
بواسطة: Shaimaa Lotfy
اضف تعليق