4 من المعلومات حول احتلام المرأة

احتلام المرأة

من الأسئلة التي قد تدور في عقل الكثير من الناس حول الاحتلام هو سؤال حول هل أن المرأة تحتلم؟ والحقيقة أن الاحتلام هو عملية طبيعية لدى كل من النساء والرجال، لأن الهرمونات المسئولة عن النشاط الجنسي لدى كل من الطرفين لها دور كبير في حدوث هذه العملية.

وجدير بالذكر أن فكرة الغريزة الجنسية عند كل من الرجل والمرأة لا تعتبر من الأفكار الشائنة أو التي تستدعي الإنكار، لكنها غريزة طبيعية خلقها الله سبحانه وتعالى في جسد كل إنسان وعلمه كيف يهذبها وكيف يقدرها في نفس الوقت، لذا نجد أن هناك الكثير من الناس ينكرون فكرة حدوث الاحتلام عند المرأة نظرا للعديد من الأفكار الاجتماعية المتوارثة حول إنكار تفكير المرأة في الجنس بشكل عام، لكن هذا المنطق ضد الطبيعة التي خلق الله عليها الإنسان، وفيما يلي سوف نستعرض العديد من الأفكار حول الاحتلام وخاصة الاحتلام لدى المرأة.

ما هو المقصود بالاحتلام؟

الاحتلام هو رؤية القيام بعملية الجماع أثناء النوم، وتؤدي هذه العملية إلى نزول المنى من الجسد حتى لو كان هذا المني قليلا، ويعتبر هذا الأمر واحد من العمليات الطبيعية سواء لدى الرجل أو لدى المرأة، وقد قام الشيخ البسام بتفسير معنى كلمة احتلمت بهذا التفسير “عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، والمراد هنا: إذا رأت المرأة في نومها مثل ما يرى الرجل من صورة الجماع وتمثيله”.

لكن عندما تحدث عملية الاحتلام فهي تستدعي الطهارة والاغتسال لذلك من المهم أن لا تقوم المرأة بالصلاة أو مسك المصحف إلا بعد الطهارة، ولكن قد لا تحتاج إلى هذا في حالة إذا لم تجد المرأة أن هناك بللا ناتجا عن الاحتلام فإن الأمر لا يستدعي القيام بالاغتسال، لذا من الممكن أن نوضح أن الاغتسال يحدث بعد أن تلاحظ المرأة وجود المنى.

ومن الممكن أن تبدأ عملية الاحتلام لدى كل من الذكر والأنثى في سن التاسعة وهو من الأمور التي لا يمكن أن يمتنع عنها الإنسان بإرادته وهو لا يحتسب ذنب أو سيئة لأنه خارج عن إرادته. لكن لابد هنا أن نقول أن هناك بعض الأمور التي قد تحدث نتيجة مس الشيطان لذلك من المهم أن يقوم المسلم بقراءة القرآن والذكر قبل النوم، وكذلك من الأمور المهمة التي يجب الاعتناء بها كثيرا هي عدم التعرض لأي من الأمور التي تثير الشهوة، كل هذه الأمور من شأنها أن تقلل من حدوث عملية الاحتلام.

الاحتلام لدى المرأة

وردت العديد من الأمور في الشريعة الإسلامية التي تخص الاحتلام لدى المرأة، وهي توضح موقف الإسلام منها، ومن هذه الأمور ما جاء فيما روته السيدة أم سلمة هند بنت أمية حيث قالت “جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا”.

ويوضح الحديث النبوي أن الاحتلام أمر من الأمور الطبيعية لدى المرأة وأن الاغتسال في حالة نزول الماء من الضروري القيام به قبل أداء أي من السنن أو من الفرائض.

وهذا الرأي ثابت عند الكثير من العلماء وهو إن الماء هو شرط الاغتسال، لكن في حالة إذا ما رأت المرأة أنها تحتلم ولكن في نفس الوقت استيقظت ولم تجد الماء فهذا يدل على عدم الحاجة إلى الاغتسال، ولقد أوضح ذلك الإمام النووي في “وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منها: إحداهما أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه و فتور شهوتها عند خروجه”.

هل من الممكن أن يتجنب المسلم الاحتلام؟

جدير بالذكر أن عملية الاحتلام من الأمور التي من الصعب أن يتحكم بها المسلم لأنها خارجة عن إرادته، لكن الاحتلام في رأي بعض الفقهاء يعتبر من المنامات وهناك الكثير من الأمور التي من المهم القيام بها قبل الخلود من النوم وهي كفيلة بأن تبعد كل الأمور التي يأتي بها الشيطان ومنها نذكر التالي:

  • ترديد الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • قراءة القرآن الكريم وخاصة المعوذتين.
  • الدوام على قراءة آية الكرسي وكذلك آخر آيات سورة البقرة.

ما هي أهم الأحكام الشرعية الخاصة بالاحتلام؟

هناك مجموعة من الأحكام التي أقرتها الشريعة الإسلامية فيما يخص الاحتلام ومنها نذكر التالي:

حكم الاغتسال
كما قلنا من قبل فإن الاغتسال يكون واجبا في حالة ما إذا حدث الاحتلام ولاحظت المرأة وجود الماء، أما غير ذلك فلا يستدعي، وهذا على حسب ما جاء في حديث السيدة أم سلمة الذي أوردناه في النقطة السابقة حيث يتضح هذا الأمر من خلال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذَا رَأَتِ المَاءَ”. وهذا هو الرأي الذي أجمع عليه كل فقهاء المسلمين.

في حالة الاحتلام دون وجود ماء
أما إذا حدث الاحتلام ولم يكن هناك ماء ناتج عن الاحتلام فإن الاغتسال لا يكون واجبا وهذا الرأي قد اتفق عليه كل من أئمة المذاهب الأربعة، وهذا أيضا تبعا لما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوضح أن الماء هو شرط الاغتسال.

أن يصحو الإنسان وهو غير متذكر أنه قام بالاحتلام
أما في حالة الاستيقاظ دون تذكر لأنه قام بالاحتلام ومع ذلك لاحظ وجود الماء فهذا لابد من أن يقوم بالاغتسال كما جاء في إجماع أئمة المسلمين، لأن هذا الماء يبدو أنه قد حدث نتيجة للاحتلام، وذلك لأن النائم لا يشعر به.

رؤية الماء مع الشك في موجبات الاغتسال
هنا يكون الشك حول ما هو الماء الموجود هل هو المني أم مذي، وهنا من أكثر العلماء أجمعوا على عدم وجوب الاغتسال في هذه الحالة، لأن الاغتسال لا يوجب في حالة وجود الشك، لأن اليقين هو أن الإنسان في الأصل طاهر، ولكن يجب على الإنسان الاغتسال في حالة التأكد بوجود الماء وهذا بإجماع علماء المذاهب الأربعة.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *