6 معلومات عن زيد بن حارثة

زيد بن حارثة

هناك العديد والعديد من الصحابة الذين لمعوا أثناء حياة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، هؤلاء الصحابة ساهموا في رفعة الإسلام ووضعوا بصمات إيجابية في تغيير مسار الدعوة الإسلامية، ولعلّ من أبرز الصحابة والذي سنتحدث عنه في مقالنا هذا هو زيد بن حارثة الكلبي رضي الله عنه والذي قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتبنيه قبل البعثة، فهو مولى رسول االله وهو أول الموالى الذين دخلوا الإسلام وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم تكريماً له.

اسم ونسب زيد بن حارثة

زيد بن حارثة وعلاقته بالرسول
كان رسول الله يحب زيد بشدة فقد كان يقف بين جموع أصحابه ويقول “أشهدكم أن زيداً هذا ابني، يرثني وأرثه” وتم تسميته منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة حتى أمر الله ببطلان التبني وعدم شرعيته.

اسمه بالكامل ونسبه
اسمه بالكامل: هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة.
أما أمه فتسمى: سعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ميلاده ونشأته

ولد زيد بن حارثة في ديار قومه بني كلب قبل الهجرة النبوية بسبعة وأربعين عاماً وفي أقوال أخرى بثلاثة وأربعة عاماً، وقد خطف من بين يديّ أمه وبيع في سوق عكاظ لتجارة الرقيق فاشترته السيدة خديجة رضي الله عنها، وعندما تزوجت السيدة خديجة رسول الله أهدته له.

وكان رسول الله يعامل زيد معاملة طيبة، يؤويه ويحنو عليه كأبٍ حقيقي لدرجة أن الناس كانوا ينادونه بزيد بن محمد، وأثناء زيارة جماعة من قوم بني كلب لمكة قابلوا زيد صدفة وعرفوه وأخبروا والده بذلك، ووقتها هرع أبوه وعمه إلى رسول الله ليعتقوه فلما وجد رسول الله من أهله معاملة وأخلاق راقية خرج رسول الله إلى الكعبة وقال “يا أهل قريش اشهدوا هذا زيد ابني يرثني وأرثه”.

وعندما حرّم الله التبني رجع الناس ينادونه بزيد بن حارثة بدلاً من زيد بن محمد وعند ذلك حزن زيد لأن مرتبة عظيمة كتلك قد أخذت منه. ولذلك فقد شرفه وكرمه الله بذكر اسمه في كتابه الكريم حيث قال الله تعالى “فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً” سورة الأحزاب الآية 37.

وترجع قصة هذه الآية إلى أن الناس كانوا يحرمون زواجهم من زوجات أبنائهم بالتبني ولذلك فقد نزلت هذه الآية، وحتى يبطل الرسول هذا الفكر الخاطئ قام بتزويج زينب بنت جحش إلى زيد بن حارثة ثم طلقها بتزوجها رسول الله من بعده.

وشارك زيد بن حارثة رسول الله في مواقف كثيرة فقد كان هو القائد في غزواته وأمين سرّه أيضاً، كما صاحبه في سفره إلى الطائف وقام بدفع الحجارة عنه عندما رماه الناس فجرح في رأسه. وكان ابن زيد بن حارثة يدعى أسامة وكان يلقب بحب رسول الله وابن حبه، وكان يحبه رسول الله جداً فقد كان يفرح للقائه ويشتاق إليه بشدة عند غيابه.

الغزوات التي شهدها زيد بن حارثة

كان زيد بن حارثة من أبرز الرماة الذين شهدوا غزوة بدر، وأحد، والخندق، وخيبر، والحديبية، ولثقة رسول الله الشديدة به فقد أرسله أميراً في سرية من السرايا تسمى “الفردة” وكانت هذه أول مرة يخرج فيها زيد أميراً. ثم أرسله بعد ذلك في سرايا أخرى كسرية الجموم، وسرية العيص وسرية الطّرف وسرية حشِمي وسرية الفضافض وغيرهن من السرايا.

زواج زيد بن حارثة

قام الرسول بتزويج زيد بن حارثة لزينب بنت جحش ثم طلقها فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام، وزوّج زيد لزوجة جديدة هي “أم كلثوم بنت عقبة” وكانت حكمة الرسول من ذلك هو تصحيح معتقد المسلمين الخاطئ بأنه محرم عليهم أن يتزوجوا زوجات أبنائهم بالتبني كما أن العرب كانوا يعتقدون اعتقاد خاطئ بأن التبني له كامل حقوق وآثار البنوة الحقيقية من حيث الإرث وغيره من الحقوق، فجاء الرسول بذلك لينفي هذا المعتقد الخاطئ ويقر بشرعية زواج الأب من زوجة ابنه بالتبني.

استشهاد زيد بن حارثة

استشهد زيد في غزوة مؤتة هو والقادة الثلاثة الذين كانوا يقودون الجيش، ووقتها ذهب رسول لله لأهل بيته ليبلغهم بالخبر وعندما رأته ابنته الصغيرة تعلقت برقبته وانتحبت بشدة وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة الذي بكى فيها الرسول حتى ارتفع صوته فقد كان بكاؤه هو بكاء الحبيب على حبيبه فقد كان زيد من أحب وأقرب الناس إلى قلب رسول الله.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *