في سورة آل عمران آية 97 يقول الله تعالى (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، فإن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فريضة لمن إستطاع، ويحاسب عليه من كانت تتوفر فيه شروط الحج ولم يقم به.
معنى الحج
في اللغة تعني كلمة حج هو قصد إلى شيء، أو إلى زيارة، وتعني هنا القصد إلى بيت الله، فدائماً ما تشير هذه الكلمة إلى زيارة الكعبة وإقائمة لمناسك هناك، والحج هو زيارة محددة في وقت محدد لإقامة شعائر محددة، وبشروط محددة.
موعد الحج
للحج موعد لا يمكن أن يتم إلا فيه، وهو يوم 8 ذي الحجة والمعروف بيوم التروية، فقبل الظهر يتوجه الحجاج إلى منى لإقامة الصلوات والقيام بمناسك الحج اليومية، وينتهي موسم الحج وقت طلوع الفجر في يوم العيد.
شروط الحج
أن يكون الحاج مسلماً، ولا يصح أن يحج غير المسلم، حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعثني أبو بكرٍ الصديقُ في الحجةِ التي أمَّرَه عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبلَ حجةِ الوداعِ في رهطٍ يؤذّنون في الناسِ يومَ النحرِ: لا يحجُّ بعد العامِ مشركٌ، ولا يطوفُ بالبيتِ عريانٌ. قال ابنُ شهابٍ: فكان حميدُ بنُ عبدِ الرحمنِ يقول: يومَ النحرِ يومَ الحجِّ الأكبرِ من أجلِ حديثِ أبي هريرةَ).
أن يكون الشخص عاقلاً وليس مجنوناً أو مصاب بأي إختلال في العقل، حيث أن المختل عقلياً ليس عليه فرائض، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ قالَ: صدقتَ قالَ: فخلَّى عنها).
كذلك الصبي أو الفتاة قبل البلوغ ليس عليهم حج، وهذا لا يمنعهما من الحج ولكن لا تحتسب الحجّة الفريضة لهما، والدليل هو حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام (رفعتِ امرأةٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صبيّاً، فقالتْ: ألهذا حجُّ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعمْ، ولكِ أجرٌ).
أن يكون الحاج شخص حر، فالشخص المملوك لن يجازى عن حجته إلا بعد أن يصبح حراً، كما قال الرسول (وأيُّما عبدٍ حجَّ ثم عُتِقَ فعليهِ حجَّةٌ أُخرى).
أن يكون هناك إستطاعة مادية، فلم يستطع ليس عليه حرج، ولا يجوز أن يأخذ من أي أموال تحتاجها أسرته حتى يحج، كما قال الله تعالى (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
أن يكون هناك محرم في حالة حج المرأة، وهذا ما قاله الرسول في حديثه (لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرمٍ، ولا تسافرُ المرأةُ إلا مع ذي محرمٍ فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ ! إنَّ امرأتي خرجت حاجةً، وإني اكتتبتُ في غزوةِ كذا وكذا. قال: انطلِقْ فحُجَّ مع امرأتكَ).
أنساك الحج
هناك 3 أنساك للحج يختار من بينهم العبد، وهم:
التمتع
أي تأدية العمرة بمفردها، فيحرم بالعمرة من الميقات بأشهر الحج، ويقول الدخول في الإحرام “لبيك عمرة”، ويستمر فيها حتى يصل مكة ويبدأ الطواف فيقطعها، حتى يصل ليوم التروية ليحرم بالحج بمفرده ويؤدي مناسكه.
القِران
أي الجمع بين الحج والعمرة، فيحرم بهما معاً من الميقات في أشهر الحج، ويقول عند النية “لبيك عمرة وحجاً)، ويمكن أيضاً أن يحرم بالعمرة من الميقات ويدخل الحج عليها أثناء الطريق، ويلبي بالحج قبل الطواف، وعندما يصل مكة يطوف طواف القدوم ويسعى سعي الحج.
الإفراد
أي الإحرام بالحج بمفرده من الميقات خلال أشهر الحج، فيقول “لبيك حجاً” عند نية الدخول في الإحرام.
بواسطة: Yassmin Yassin
اضف تعليق