4 معلومات تريد أن تعرفها عن صلاة الاستسقاء

كثير منا يسمع عن صلاة الاستسقاء وهي الصلاة التي نتضرع إلى الله فيها نطلب منه الغيث والمطر وأن يسقينا ويسقي دوابنا وأنعامنا وزروعنا. لذا فصلاة الاستسقاء هي طلب الرحمة من الله عز وجل بنزول المطر بعد أن نال الجهد والجفاف من الناس وأصبحوا في حاجة إلى الماء بعد أن انقطعت بهم السبل المعروفة لديهم في الحصول على الماء فلا يبقى أمامهم إلا الطلب من رب الأرباب ومسبب الأسباب وخالق الأرض والسماء ومن بيده الأمر والنهي و تأتمر بأمره ملائكة الرياح والمطر إنه الله عز وجل الواحد القهار القادر.

الحكمة من صلاة الاستسقاء

إن الحكمة من صلاة الاستسقاء هي العودة إلى الله عز وجل ونقدر نعمة المطر والماء فصلاة الاستسقاء هي طلب الغوث والرحمة من الله عز وجل فمنع المطر هو بلاء من الله عز وجل للناس لكي يتوبوا إلى ربهم ويستغفرون لمعاصيهم وندموا على آثامهم، ولعلنا نذكر في هذا المقام قصة سيدنا موسى عليه السلام والتي تبدأ أحداثها حينما بدأ اجدب وعدم سقوط المطر على الناس.

فدعا سيدنا موسى عليه السلام بني إسرائيل إلى صلاة الاستسقاء والدعاء والتقرب إلى الله، فجمع القوم وأخذ سيدنا موسى عليه السلام يلح على الله في الدعاء ومعه قومه، فيأتيه خبر السماء من الله عز وجل والوحي بأن الله لن ينزل على القوم المطر لأن منهم رجل عاص. أخبر سيدنا موسى عليه السلام قومه بأن الله لن ينزل علينا المطر لأنه بيننا رجل عاص، وبينما سيدنا موسى عليه السلام يخبر قومه بسبب منع نزول المطر إذ المطر ينزل فجأة وينهمر على القوم.

فما كان من نبي الله موسى عليه السلام إلا أن ذهب إلى الجبل ليناجي ربه ويخبره يا رب قد منعت عنا المطر بسبب أحد العصاة وأخبرت قومي بما أخبرتني به ولكنك يا ربي أنزلت علينا المطر. فقال الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السلام لقد دعاني هذا العبد بيني وبينه أنه تاب إلى وترجاني ألا أفضحه وأنه سيتوب فصدقت توبته عندي فأنزلت الغيث عليكم، فقال نبي الله موسى عليه السلام يا رب أخبرني من هذا الرجل العاصي حتى اتجنبه أنا قومي فلا يصيبنا شؤم معصيته، فقال الله عز وجل لعبده ونبيه موسى، يا موسى إني قد سترتها عليه وهو يعصيني أأفضحه الآن بعد أن تاب وقبلت توبته. فاستغفر موسى ربه و استحيا من نفسه.

هذه القصة تخبرنا عن الغاية والهدف من منع الغيث عن الناس فالهدف هو التوبة والرجوع إلى الله عز وجل وتذكر نعم الله على العباد، فالإنسان ينسى نعم الله عليه بعد أن تهدأ نفسه وتستقر فيبدأ في عصيان الله طالما هو في نعمة وسعة من الرزق والصحة ولا يذكر ربه إلا حين البأس والبلاء والشدة. لذا فإن من أجم ما يقوم به العبد هو ذكر الله عز وجل في السراء والضراء، وفي الرخاء والشدة وفي المنشط والمكره.

ما هو حكم صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة في الإسلام عن النبي صلى الله عليه وسلم ويؤديها النساء والعجائز ويخرج معهم الأطفال والدواب ويبتهلون إلى الله عز وجل بالدعاء.

من السنة أن تؤدي صلاة الاستسقاء في جماعة وفي الصحراء ومن الممكن أن تؤدى في المسجد أيضا، ويعتبر الوقت بعد طلوع الشمس بمقدار رمح هو أحب الأوقات في صلاة الاستسقاء ويمكن أداؤها في أي وقت ما عدا الأوقات المنهي الصلاة فيها.

كيف يصلي الناس صلاة الاستسقاء

تصلى صلاة الاستسقاء من ركعتين دون أذان أو إقامة وتكون صلاة الاستسقاء جهرية ويبدأ الإمام فيها بعد تكبيرة الإحرام بقراءة سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يقرأ  الإمام سورة الفاتحة وسورة الغاشية وتكون صلاة جهرية.

وقد اختلفت الروايات فيها فيقول ابن قدامة في المغني أنه يوجد في صلاة الاستسقاء قولان وهما

القول الأول في صلاة الاستسقاء
اختلفت الرواية في صفتها، فروي أنه يكبر فيهما تكبير العيد سبعا في الأولى، وخمسا في الثانية، وهو قول سعيد بن المسيب، والشافعي.

عن عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ

القول الثاني في صلاة الاستسقاء
أنه يصلي ركعتين كصلاة التطوع، وهو مذهب مالك والأوزاعي وأبي ثور وإسحاق، لأن عبد الله بن زيد قال: استسقى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين وقلب رداءه. متفق عليه، وروى أبو هريرة نحوه، ولم يذكر التكبيرة، وظاهره أنه لم يكبر، أما وقت صلاة الاستسقاء فواسع، والأولى أن تكون وقت الضحى مثل العيدين.

وقد قال ابن قدامة في المغني عن وقت صلاة الاستسقاء فقد قال في المغني ما نصه التالي ليس لوقت الاستسقاء وقت معين، إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف، لأن وقتها متسع، وبعد الصلاة يقوم الإمام خطيبا مضمنا خطبته وعظا و إرشادا للناس، وسؤالا للخالق سبحانه بنزول المطر.

أحاديث عن الاستسقاء

  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثن قال إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله عز وجل سحابة، فأرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله تعالى، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال : أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله.
  • عن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ.
  • عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْىِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ.

بواسطة: Shaimaa Lotfy

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *