- من هو النبي الذي دفن بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
- كيف كان سيرة ومسيرة النبي دانيال ومعلومات عنه
- هل هناك طريقة معينة لدفن الأنبياء؟
- هل زيارة مقامات الأنبياء والصالحين هي مستحبة ام اختيارية؟
من هو النبي الذي دفن بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
النبي الذي دفن بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي دانيال عليه السلام. فقد ورد في كتب السيرة والتاريخ أن الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، عندما فتح مدينة السواد في العراق، وجد في قلعتها غرفةً عليها سِتر، فسأل عنها، فأخبروه أنّ فيها جثّة النبيّ دانيال عليه السلام، وبجانبه مبلغٌ من المال، يأخذ الناس منه ويعيدونه في وقتٍ محدّد، فقدِم عليه أبو موسى وأمسك به وقبّله، وأرسل بخبره إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأمره عمر أن يكفّنه ويحنّطه ويصلّي عليه، وأن يدفنه كما يُدفن الأنبياء، وأن يأخذ المال ويجعله في بيت مال المسلمين، ففعل أبو موسى رضي الله عنه ذلك.
وقيل أنّ جثّة النبي دانيال عليه السلام نُقلت إلى مدينة السواد بعد أن طلبها أهلها من بابل؛ ليستسقوا بالنّبي دانيال بعد أن أصابهم القحط والجوع، فأعطوهم إياه.
وقد حفر أبو موسى رضي الله عنه ثلاث عشرة حفرةً في النّهار، ودفنه في إحداها لمّا حلّ الليل، وجعلها كلّها متشابهة حتى لا يميّز الناس في أيّها دُفن فينبشوا قبره.
وورد في بعض الروايات أنّ النبي دانيال عليه السلام كان قد أوصى أن يُدفن في مكان لا يعرفه أحد، لئلا يُتخذ قبره مسجدًا.
كيف كان سيرة ومسيرة النبي دانيال ومعلومات عنه
سيرة النبي دانيال عليه السلام
اسمه دانيال، وقيل دانيال بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. ولد في مدينة نابلس الفلسطينية في القرن السادس قبل الميلاد، في زمن الملك نبوخذنصر الثاني ملك بابل.
كان دانيال من عائلة يهودية شريفة، وكان ذكياً وفطناً، فاختاره الملك نبوخذنصر ليتعلم في بلاط بابل. وتعلم دانيال اللغة البابلية والثقافة البابلية، وأصبح أحد مستشاري الملك.
وشهد دانيال العديد من الأحداث التاريخية المهمة في زمن نبوخذنصر الثاني، منها سقوط مملكة يهوذا على يد نبوخذنصر، ونقل اليهود إلى بابل كأسرى.
وقد أكرم الملك نبوخذنصر دانيال، وجعله أحد كبار مستشاريه، وجعله مسؤولاً عن إدارة أحد أقاليم بابل.
وظهر نبوخذنصر في المنام رؤيا غريبة، فلم يستطع أحد من المنجمين والقضاة تفسيرها، فطلب من دانيال تفسيرها.
فأخبر دانيال الملك بتفسير رؤياه، فسرّ الملك نبوخذنصر بتفسير دانيال، وجعله أحد كبار رجال دولته.
وبعد وفاة نبوخذنصر الثاني، حكم ابنه بلشاصر بابل، وكان بلشاصر ملكاً ظالماً، فأقام حفلاً كبيراً وشرب الخمر، وأمر بكسر الأواني المقدسة التي أخذها من الهيكل اليهودي في القدس.
وظهر في ذلك الحفل يدٌ ظهرت على الحائط وكتبت حروفاً غريبة، فلم يستطع أحد من المنجمين والقضاة تفسيرها، فطلب بلشاصر من دانيال تفسيرها.
فأخبر دانيال الملك بتفسير الحروف، ففزع الملك بلشاصر من التفسير، وعرف أن الله سيعاقبه على ظلمه، فمات في تلك الليلة.
وبعد وفاة بلشاصر، حكم نبوخذنصر الثالث بابل، وكان ملكاً عادلاً، فكرم دانيال، وجعله أحد كبار رجال دولته.
وعاش دانيال في بابل حتى وفاته، وقيل أنه دفن في مدينة السواد في العراق.
مسيرة النبي دانيال عليه السلام
كانت مسيرة النبي دانيال عليه السلام مسيرة حافلة بالأحداث التاريخية المهمة، فقد شهد سقوط مملكة يهوذا على يد نبوخذنصر الثاني، ونقل اليهود إلى بابل كأسرى، وتفسيره رؤيا الملك نبوخذنصر، وتفسيره الحروف التي ظهرت على الحائط في حفل بلشاصر.
وكان النبي دانيال عليه السلام رجلاً حكيماً ونبياً مرسلاً من الله تعالى، وقد أكرمه الله تعالى بالعديد من النعم، منها:
- حفظه من النار عندما أُلقي في جبٍّ مليء بالأسود.
- تفسيره رؤيا الملك نبوخذنصر.
- تفسيره الحروف التي ظهرت على الحائط في حفل بلشاصر.
معلومات عن النبي دانيال عليه السلام
- اسمه: دانيال.
- كنيته: أبو يحيى.
- نسبه: دانيال بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
- مكان ولادته: نابلس الفلسطينية.
- زمان ولادته: القرن السادس قبل الميلاد.
- مكان وفاته: مدينة السواد في العراق.
- أعماله:
- تفسير رؤيا الملك نبوخذنصر.
- تفسير الحروف التي ظهرت على الحائط في حفل بلشاصر.
وقد ورد ذكر النبي دانيال عليه السلام في القرآن الكريم في سورة دانيال، وفي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
هل هناك طريقة معينة لدفن الأنبياء؟
نعم، هناك طريقة معينة لدفن الأنبياء، فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون، دون نقلهم إلى مكان آخر، كما أنهم يدفنون في قبور بسيطة، دون بناء عليها مساجد أو غيرها من المعالم.
وجاء في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن النبي لا يحول عن مكانه، يدفن من حيث يموت، فنحوا فراشه فحفروا له موضع فراشه”.
وجاء في حديث الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته، قال: ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه”.
وبناءً على هذه الأحاديث، فإن الطريقة المعتادة لدفن الأنبياء هي:
- غسل الميت وتطييبه وتكفينه.
- الصلاة عليه.
- دفنه في قبر بسيط، دون بناء عليه مساجد أو غيرها من المعالم.
وقد ورد في بعض الأحاديث أن بعض الأنبياء أوصوا بدفنهم في أماكن معينة، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بدفنه في المدينة المنورة.
ولكن، حتى لو كان النبي قد أوصى بدفنه في مكان معين، فإن ذلك لا يلزم المسلمين، بل يجوز لهم دفنه في أي مكان آخر، طالما أنه دفن في قبر بسيط، دون بناء عليه مساجد أو غيرها من المعالم.
هل زيارة مقامات الأنبياء والصالحين هي مستحبة ام اختيارية؟
زيارة مقامات الأنبياء والصالحين هي مستحبة، وليس فيها حرج، بل فيها أجر عظيم، إذا قصد بها التقرب إلى الله تعالى، والتأسي بسيرة الأنبياء والصالحين، والدعاء لهم.
وورد في الأحاديث النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تحث على زيارة قبور الأنبياء والصالحين، منها:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة”.
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مررتم برياض الجنة فروحوا فيها”.
وبناءً على هذه الأحاديث، فإن زيارة مقامات الأنبياء والصالحين لها عدة فوائد منها:
- أنها تذكر المسلم بالآخرة، وتجعله يستعد لها.
- أنها تجعله يتأسي بسيرة الأنبياء والصالحين، ويتعلم منهم.
- أنها تمنحه فرصة الدعاء لهم، والتقرب إلى الله تعالى بهم.
ولكن، يجب على المسلم أن يراعي الآداب الشرعية عند زيارة مقامات الأنبياء والصالحين، ومنها:
- أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى، وليس لمجرد العادة أو التقليد.
- أن يكون حلساً خاشعاً، داعياً الله تعالى، متأملاً في سيرة الأنبياء والصالحين.
- أن يغض بصره، ولا يفعل ما يخالف الآداب الشرعية.
وإذا كان المسلم يخشى أن يفتن بزيارة مقامات الأنبياء والصالحين، فإنه يتركها، ولا حرج عليه في ذلك.
بواسطة: Mona Fakhro
اضف تعليق