لا شك أن في وقتنا الحالي صارت ظاهرة عقوق الوالدين من أكثر الظواهر المنتشرة في مجتمعنا ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب، وعقوق الوالدين له العديد من الأشكال والصور ويبدأ بمعصية الوالدين وعدم طاعتهما وفي كثير من الأحيان نجد أنه ينتهي إلى الاعتداء اللفظي والجسدي على الأم والأب من جانب الابن.
وعندما نتكلم عن حقوق الوالدين في الحصول على طاعة الأبناء فإننا لكي نكون صادقين لابد لنا أن نقول أن احترام الأبناء للآباء هو رد فعل طبيعي على طريقة التربية التي حصلوا عليها، فإن عود الوالدين أبنائهم على الاحترام المتبادل والثقة فإنه من المؤكد سوف ينعكس إيجابياً على شخصية الأبناء وسوف يحصد الآباء ثمار ذلك في شكل الطاعة والمحبة.
كيف حرم الإسلام عقوق الوالدين
الإسلام من أكثر الأديان التي شجعت على طاعة الوالدين وجعل معصيتهما أو إيذائهم حتى لو إيذاءاً نفسياً من الأمور التي لا يمكن غفرانها، وقد قال تعالى في كتابه العزيز “وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيراً”.
لماذا يعصي الأبناء والديهم؟
كما قلنا من قبل فإن هناك العديد من العوامل التي تفسد شخصية الابن وتجعله عاقاً لوالديه دون محاولة من للشعور بالذنب لفعلته، ومن هذه العوامل نذكر التالي:-
- عدم تربية الطفل على أخلاق الدين القويم فيجهل أن عقوق الوالدين تعتبر من أكبر المعاصي والذنوب التي لا يغفرها الله للإنسان.
- عندما يبتعد الآباء عن تربية الأبناء على طاعة الله ولا يحرصوا على أن يقوم أبنائهم بالفروض الأساسية وبالتالي يبتعد الأطفال عن دينهم وأسسه القويمة ويظهر ذلك في معاملتهم لوالديهم.
- عندما تنتفي القدوة الحسنة في الوالدين، ويظهر ذلك عندما يأمروا أولادهم بفعل ثم يقومون هم بعكسه، ومثال على ذلك حينما يأمر الوالد ابنه بالصدق ثم يجد الطفل أن والده يكذب دائماً.
- عدم مراقبة الآباء للأصدقاء المحيطون بأبنهم، فإن الصحة غير الصالحة هي أهم أسباب إفساد أخلاق الأبناء وجعلهم يأتون بأفعال وذنوب عظيمة.
- إذا كان الأب أو الأم نفسهم عاقين لوالديهم، فإن الدائرة ترتد عليهم ويشعروا بما سببوه لآبائهم من خلال عقوق أبنائهم لهم.
- التربية السيئة للأطفال ويظهر أهم وجه لها في تمييز طفل عن باقي الأبناء، وفي عدم الاهتمام بهم جميعاً بنفس المقدار فيؤدي ذلك إلى ظهور الكثير من العوامل النفسية السيئة والتي تظهر في سلوك الطفل.
- بعض مشاغل الحياة التي تبعد الأبناء على الأباء، أو الاضطرار إلى السفر وفي هذه الحالة يلجأ الأبناء إلى إيداع والديهم في دور الرعاية.
بواسطة: Yassmin Yassin
اضف تعليق