تعريف التربية .. 6 مفاهيم قديمة وحديثة لعملية التربية .. تعرف عليها

تعريف التربية

التربية عملية متراكمة وهامة للغاية، فهذه العملية لها أهمية كبيرة في عماد التطوّر والبنيان والازدهار التي تشهدها المجتمعات الإنسانية، فبناء أجيال جديدة قادرة على التحدي والتعلم وإبراز مواهبها وفق الأطر الاجتماعية الحاكمة، ومن خلال الاهتمام بالوازع الأخلاقي والقيمي، والاهتمام ببناء جيل قادر على التعامل بأخلاقه ودينه ومبادئه التي تربى عليها، وهناك العديد من المفاهيم والتعريفات الهامة التي قالها علماء التربية سواء القدامى والمحدثين، وهذا ما نتعرف عليه، وبالتالي سنتعرف من خلال هذه التعريفات أهمية عملية التربية في المجتمع، فما هو تعريف التربية من خلال وجهة نظر هؤلاء العلماء؟ هذا ما نتعرف عليه خلال السطور القليلة القادمة.

ما هي تعريفات ومفاهيم التربية في المجتمع؟

العديد من العلماء الذين وضعوا المفاهيم والتعريفات الهامة التي تناولت أهمية التربية كعملية من ضمن العمليات الهامة في المجتمع، وهذه التعريفات لعلماء في الزمن القديم، وكذلك علماء في العصر الحديث تخصصوا في عملية التربية فما هي هذه التعريفات؟ هذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية:

  • تعريف أفلاطون: إنّ التربية هي أن تضفي على الجسم والنّفس كل جمال وكمال ممكن لها.
  • تعريف رفاعة الطهطاوي: التربية هي التي تبني خُلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وتنمّي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل، وتمكّنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير.
  • تعريف ساطع الحصري: التربية هي تنشئة الفرد قويّ البدن، حسن الخلق، صحيح التفكير، محبّاً لوطنه، معتزاً بقوميّته، مدركاً واجباته، مزوَّداً بالمعلومات اللازمة له في حياته.
  • تعريف إسماعيل القبّاني: التّربية هي مساعدة الفرد على تحقيق ذاته حتى يبلغ أقصى كمالاته الماديّة والروحيّة في إطار المجتمع الذي يعيش فيه.
  • تعريف هربرت سبنسر: التّربية هي إعداد الفرد ليحيى حياةً كاملةً.
  • تعريف جود ديوي: التّربية هي الحياة وهي عمليّة تكيّف بين الفرد وبيئته.

ومع هذه التعريفات هناك العديد من التعريفات الأخرى الحديثة والتي قالها علماء التربية الحديثة، وهذه التعريفات مثل:

  • التربية هي عمليّة التكيّف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها.
  • التربية هي عمليّة تضم الأفعال والتأثيرات التي تستهدف نموّ الفرد في جميع جوانب شخصيّته، وتسير به نحو كمال وظائفه عن طريق التكيّف مع ما يحيط به، ومن حيث ما تحتاجه هذه الوظائف من أنماط سلوك وقدرات.
  • إنّ التربية هي العمل المنسَّق المقصود الهادف إلى نقل المعرفة، وخلق القابليات، وتكوين الإنسان، والسعي به في طريق الكمال من جميع النواحي وعلى مدى الحياة.

التربية وأهميتها في المجتمع

عملية التربية لها أهمية كبيرة في المجتمع المحيط، وذلك بسبب جوانبها المتعددة، وهذه الجوانب منها على سبيل المثال ما نتعرف عليه في النقاط التالية:

  • التربية تعمل على التوازن البيئي، فهي لها دور كبير للغاية في تثقيف ووعي الفرد مع محيطه البيئي وكيفية التعامل مع البيئة المحيطة، فالتعامل مع هذه البيئة ليست رفاهية، بل هي من أساسيات الحياة الإنسانية، لذلك فإن هناك في المفاهيم الحديثة للتربية ربط ما بين عملية التربية والتوعية وما بين كيفية الحفاظ على البيئة والتوازن البيئي والتعامل مع النبات والحيوان وغيرها من المحيط البيئي للإنسانية.
  • التربية استراتيجية من الاستراتيجيات التي تعتمد عليها المجتمعات الإنسانية والتي تضع كل من الميزانيات والخطط والكوادر البشرية وتضعها في الموضع العام والخاص لها، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التي يرجو علماء التربية الوصول إليها من أجل بناء جيل قادر على التعامل مع تحديات المجتمع.
  • التربية من العوامل التي تقوم عليها التنمية الاقتصادية، حيث تقوم التربية على تأهيل المجتمع خاصة الجيل الصغير حتى يشب على العديد من المفاهيم المعينة التي تساعد على الاستثمار والإعداد والتأهيل للعمل في السوق وفي جميع المجالات المختلفة، لذلك فالتربية عملية تأهيلية لما فيما بعد في المستقبل.
  • التربية عامل من عوامل بناء الحضارة والدولة، فالحضارات والدول والمجتمعات تم بنائها من خلال التربية وتأهيل المجتمع ليكون في أفضل حالة من الناحية المادية والنفسية والمعنوية والحضارية وغيرها من العوامل والأخلاقيات التي يجب أن يتعامل معها المجتمع من اجل مسيرة التقدم والازدهار وبالتالي بناء الحضارة، وما بينت الحضارات الإنسانية منذ القدم إلا بالتربية الحسنة للأجيال المختلفة والقيم والمباديء التي جعلوها نبراساً لأجيالهم، مما جعل لهذه الأجيال فلسفة خاصة في نظرتهم للحياة والموارد التي يتعاملون معها.
  • التربية لها عامل مهم في تنظيم الحكم والديمقراطية الحديثة، فإذا نظرنا إلى الدول الديمقراطية الحديثة، فإننا سنجد ببساطة أن أولى خطوات الديمقراطية والحكم الرشيد لديهم، هو ما يعرف بـ تربية الشعب على هذه المبادئ وبالتالي التعامل مع الديموقراطية حتى تكون جزء من مفاهيم الشعب.
  • التربية من ضمن العوامل الهامة التي تجعل المجتمع في حالة من التماسك والوحدة الوطنية بين عناصره، وتجعله على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات القومية المشتركة، وذلك من خلال توحيد القوى والاتجاهات المختلفة في المجتمع والتي تعمل على خلق حالة فكرية موحدة تساعد على ترابط المجتمع والتماسك بين عناصره بشكل كبير.
  • التربية تساعد على بناء الدولة العصرية، فالدولة العصرية الحديثة تتماشى مع الحضارة الحديثة، والتي من أبرز عواملها مباديء التربية التي تساعد على بناء هذه الدولة العصرية على أسس واضحة، لذلك على التربية أن تؤهل المجتمع لبناء دولة حديثة تحافظ على الحياة الكريمة والعيش برفاهية وبكافة الوسائل التكنولوجية والعلمية ويعيش فيها الفرد برفاهية.

ماذا تهدف التربية ومبادئها بالنسبة للمجتمع؟

التربية ومبادئها وتعريفاتها التي عرضناها من قبل، لها العديد من الأهداف التي لابد من عرضها مع المجتمع، وهذه الأهداف مثل:

  • إعداد المواطن وتربيته على المفاهيم الصحيحة التي تساعده في مواجهة الحياة.
  • تأهيل الفرد دينياً وأخلاقياً حيث تقوم التربية على توجيه التربية مع التطور الزمني الموجود لدى المجتمع.
  • نقل الأنماط السلوكية والحفاظ على تلك الأنماط دون تغيير واضح، مثل الأنماط الشرقية الموجودة منذ فترة كبيرة من الزمن في الهند ومصر والعراق وغيرها من الحضارات العريقة.
  • التربية لها هدف علمي أيضاً في نقل المعارف والعلوم لطالبي العلم وإعداد المتعلمين من الناحية العقلية وتأهيلهم لهذه العملية.

التربية ومفاهيمها التي تعرفنا عليها في هذا المقال يوضح أهمية هذه العملية التراكمية التي تعتبر من أهم المفاهيم التي تساعد على زيادة رفاهية المجتمع وتكوين أساسيات أخلاقية به.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أراء الجمهور (1)

التربيه هي مجموعة القيم الأخلاقية المستمدة من القواعد الدينية، والعادات الاجتماعية، والتي تساهم في توجيه سلوك الأفراد داخل مجتمعهم، وتعرف أيضاً، بأنها: المؤثرات التي تؤثر على الأفراد، ضمن البيئة التي يتواجدون فيها، وتقسم إلى العائلة، والمحيط الخارجي.
بواسطة Hasnaa mohamed | الرد