ما هو النظام الاشتراكي؟ تعرف على النموذج التاريخي والمعاصر

تعريف بمفهوم النظام الاشتراكي

النظام الاشتراكي مفهوم اجتماعي واقتصادي يرى أن الناس في الدولة يجب أن يكونوا شركاء في ملكية وسائل الإنتاج، ويكونوا شركاء في الانتفاع بهذه الوسائل من خلال المشاركة في استغلالها من خلال العمل، وتضمن الدولة حقوق العمال وحماية وسائل الإنتاج من خلال سيطرة الدولة على كافة وسائل الإنتاج، وذلك في إلغاء لمبدأ الملكية الفردية، لتكون الملكية العامة هي الصورة الوحيدة لأشكال الملكية في النظام الاشتراكي، وتكون عناصر الاقتصاد الثلاث الخاصة بالإنتاج وهي الأرض والمال والعمل تكون تحت تصرف الملكية العامة، تطبيقًا لمفهوم الحماية المركزية لعناصر إشباع الحاجات الإنسانية من ممارسات الاحتكار والتلاعب في الأسعار وإهدار حقوق العاملين والمواطنين، فتكون سوق المنتجات في عملية الإنتاج بالنظام الاشتراكي سوقًا مركزية ليس فيها مجال للمنافسة سواء مع الأفراد أو الشركات أو مع الدولة كمنتج رئيسي، وبذلك يكون التسعير غير خاضع للتوازن بين حالتي العرض والطلب، وإنما يتم فرضه مركزيًا من مؤسسات الملكية العامة في شتى المجالات سواء للسلع أو الخدمات.

النظام الاشتراكي كنموذج تاريخي

تم تطبيق النموذج الاشتراكي تاريخيًا في اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، هذا الاتحاد الذي استمر  زمنيًا قرابة السبعين سنة في تطبيق النموذج الاشتراكي من خلال الجمهوريات السوفيتية التي امتدت جغرافيًا بمساحة تقدر بسدس مساحة الكرة الأرضية فضلًا عن دول حلف وارسو وغيرها من الدول التي اتخذت مسار الاشتراكية  نهجًا لها كما في بعض دول أمريكا الجنوبية، وكانت هذه الدول في مواجهة  الدول الرأسمالية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية  وحلفائها من المعسكر الغربي، حتى صار في العالم حلفان: حلف الناتو (حلف شمال الأطلس) وهو حلف يحمل شعار الرأسمالية بما تتضمنه من اقتصاديات السوق التي ترتكز على العرض والطلب لتحديد السعر، وتستهدف تقوية الاقتصاد الجزئي وتعظيم ربحية الوحدة المنتجة من خلال الجودة في الإنتاج، والسعي لتحقيق الاحتكار النوعي في تقنيات الخدمات والإنتاج، وذلك في مواجهة حلف وارسو الذي كان يمثل تكتلًا مناهضًا لحلف الناتو نظريًا وسياسيًا وعسكريًا، ولكنه كان ضعيفًا اقتصاديًا وهذا ما سبب انهيار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر عام 1991، وخروجًا عن هذين الحلفين تكونت حركة عدم الانحياز التي أسستها مصر ويوغوسلافيا والهند، وقد نجحت هذه الحركة في الخروج بالدول التي انضمت لهذه الحركة من التورط في عمليات الحرب الباردة التي شهدها العالم بين حلف وارسو الحامي للاشتراكية وحلف الناتو الحامي للرأسمالية.

النموذج الاشتراكي المعاصر

وعلى الرغم من انهيار النظرية الاشتراكية في المعسكر الشرقي لحلف وارسو بتفكك وغياب الاتحاد السوفيتي الذي حل محله الاتحاد الروسي، فإن المعسكر الغربي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تواجدت ببعض من دوله أحزاب اشتراكية البعض منها قام بتشكيل حكومات تاريخية والبعض الآخر قام بتشكيل حكومات معاصرة، وذلك في إطار الاشتراكية الدولية التي تمثلها منظمة الأمم الاشتراكية وهذه الأحزاب توجهاتها ديمقراطي اجتماعي أو عمالي أو اشتراكي، وهي من أهم الأحزاب المشاركة في هذه المنظمة الدولية، ففي فرنسا الحزب الاشتراكي الذي سبق وكان الحزب الحاكم في فترة الرئيس فرانسوا ميتران من عام 1981 وحتى عام 1986 والذي نجح  تلميذه من نفس الحزب فرانسوا أولاند في تولي الرئاسة الفرنسية بين عام 2012 إلى 2017،  وفي ألمانيا حيث الحزب الديمقراطي الاجتماعي حليف الحزب الديمقراطي المسيحي والذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل والتي تولت المستشارية منذ 2005 وحتى الآن، وتتصدر فكرة السوق الاجتماعي المشهد الألماني من خلال هذا التحالف الذي يرفض الرأسمالية التي تمارس الاحتكار والاضرار بحقوق العاملين من خلال إدارة متوازنة بين عناصر الإنتاج وهي الأرض والعمل ورأس المال، كما ترفض الاشتراكية الاقصائية التي ترفض الملكية الفردية وذلك من خلال سوق حرة عادلة تشارك الدولة في إدارة الحفاظ على التوازن بين كافة الحقوق للعاملين ولأصحاب العمال بما يحمي المنافسة السليمة للسوق، كما يحمي مصالح المواطنين والعاملين.

بواسطة: Israa Mohamed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *