- أسباب كتابة مذكرات شخصية
- كيفية كتابة المذكرات اليومية
- فوائد كتابة مذكرات يومية
- نماذج من المذكرات اليومية
تحتاج إلى تخصيص 30 دقيقة يومياً لكتابة جزء من مذكراتك، ومع الإلتزام سوف تتعلم كيف تعبر عن نفسك وتكتب قصصاً ممتعة عن حياتك.
أسباب كتابة مذكرات شخصية
هناك 3 أسباب أساسية تجعلك تكتب مذكراتك اليومية، وهي:
- أن يكون لديك قصص مثيرة تحتاج إلى سردها حتى تبقى خالدة.
- ألا يكون لك سبيل للشكوى والتعبير عمّا بداخلك سوى مع الورقة والقلم.
- أنك تشعر بالمتعة من الكتابة، وتعبر بها عن هوايتك المفضلة.
وقد يكون لديك متعة في كتابة مذكراتك ولكن لا تعرف من أين تبدأ، وكيف تقوم بكتابتها، ولذلك سوف نخبرك بكيفية كتابة مذكرات شخصية.
كيفية كتابة المذكرات اليومية
- قم بشراء دفتر مميز، ويجذبك لكتابة مذكراتك فيه، ويمكن أن تختار واحداً مقسماً إلى أجزاء أو ألوان لتستطيع من خلاله تنظيم وترتيب كتاباتك.
- مع كل يوم تكتب فيه مذكرات، لا تنسى كتابة التاريخ والعنوان، ليصبح لكل يوم سماته الخاصة، وتستطيع معرفة ما دار فيه من مجرد العنوان، وتاريخ أحداثه، لأنه مع زيادة المذكرات ومرور سنوات سوف تنسى ما كتبته، وحتى تعرف تسلسل الأحداث.
- تتميز المذكرات أنه لا أسلوب موحد لها، فهي إنعكاس لما بداخل الشخص، مشاعره وتفكيره وكل ما يخصه، وهذا يحفزك على الكتابة كيفما تشاء، ودون سقف تضعه لنفسك، فدون كل ما كنت تتمناه في المواقف المختلفة، ما توقعته، ما حلمت به، وما صدمك، وهكذا.
- حدد وقت يومي معين وكأنه واجب يجب أن تقوم به، حتى لا تنقص مذكراته أو تهمل أي أحداث هامة، كما أنه في حالة عدم الكتابة أكثر من يوم، فسوف يقل الحافز للكتابة، وقد لا تستمر في الأمر.
- بعد كتابة مذكرات اليوم، أعد كتابتها سريعاً مرة أخرى، فهذا يمنحك شعوراً مختلفاً عند قراءة ما كتبته من قلبك ودون تفكير، وسوف تشعر بالمفاجأة في الأمر، مما ينمي من فكرك، ويشعر بمتعة أكثر، وحتى تحقق الهدف من كتابتها وهو قراءتها، وخاصةً إذا كنت لا تجعل أحد يطلع عليها.
- في مذكراتك، عبر عن لمستك الشخصية، لتتميز مذكراتك عن مذكرات غيرك من الأشخاص، فيجب أن يكون لديك أسلوب مميز في كتاباتك، ولا تحاكي أحداً، لأنك من المفترض أنك تعبر عن شخصك وما بداخلك.
- لا تدع مذكراتك في مكان وتتركه، فإجعلها معك أينما ذهبت، إن سافرت، لتكتب أثناء السفر أيضاً، حيث ستقابلك مواقف أكثر متعة وتشويق تستحق التدوين.
- لا تتأخر عن كتابة ما تشعر به الآن، فإن قابلك موقف يستدعي التدوين، فلا تنتظر وقم بكتابته على الفور، حتى تخرج ما بداخلك من أحاسيس على الفور، وتكون صادقة وعفوية، فمع الإنتظار لن ينتابك نفس الشعور الذي حدث في وقت الموقف، وسيكون الحماس والصدق في التعبير عن مشاعرك أقل.
- ليس عيباً أن تطلع عن مذكرات أشخاص آخرين، طالما سمحوا لك بذلك، أو أن تقرأ بعض المذكرات والأمثلة عبر الإنترنت، فسوف تساعدك كثيراً في كتابة المذكرات بصورة أفضل.
- حاول أن تعبر عن مذكراتك بصور تخلدها، حتى وإن كانت صور صغيرة، فسوف تخلد هذه المذكرات، وتعبر عن المعاني بصورة أفضل، حيث أن صورة يمكن أن تقول 1000 كلمة، وقد أصبح الأمر سهلاً بعد التكنولوجيا وسهولة التصوير وطباعة الصور.
فوائد كتابة مذكرات يومية
- هي صديقك الذي لن يفشي سرك، فتعد المخبأ الأكثر أمان لكل ما بداخلك، ولا يمكن لأحد أن يتطلع عليها إلا بإذنك.
- بعد مرور سنين، ستبقى هذه المذكرات هي الذكرى التي تعيش معها أجمل لحظات حياتك، وسوف تشعر بمتعة كبيرة إن قرأتها، كما أنها ستسعد أسرة من يكتبها بعد أن يصبح ليس معهم، فيقرؤوها ليتذكروه وكأنه معهم.
- تستخدم المذكرات في علاج الكثير من المشاكل النفسية، لأنك من خلالها تعبر عن الأمور بداخلك بصدق وإحساس عالي، والتعبير عن المشكلات وإخراجها يقلل من ألمها ويهديء الأعصاب ويحسن الحالة المزاجية.
- تساعد كتابة المذكرات اليومية في تنمية مهارات الكتابة، فمع الوقت يمكن أن تصبح كاتباً ماهراً، لأنك ستتعلم الكثير من خلال الكتابة، سواء في فن التعبير أو القواعد اللغوية، وقد تكتشف موهبة كامنة في داخلك لم تتصور وجودها من قبل.
- تساعد كتابة المذكرات على تنظيم الوقت، لأنك تخصص وقت لها، وتقضي وقت فراغك في أمر مفيد وممتع بدلاً من الشعور بالملل.
- عندما تكتب ما تفكر فيه، المواقف التي تعايشت معها، وردود أفعالك، فأنت تصارح نفسك، وتعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وبالتالي تستطيع إصلاح نفسك وزيادة ثقتك بذاتك.
نماذج من المذكرات اليومية
هذه اللّيلة ككلّ اللّيالي، إنّها المنتصف من شهر ديسمبر والأجزاء الغائمة وصوت المطر، لا ينام لي جفنٌ بعد رحيل والدي، وأمّي التي تدعو الله أن يوفّقها لأن تحمينا وتخدمنا وتحمل مسؤوليتنا، أراها في غرفتها تتضرّع وتدعو الله في منتصف اللّيل، وأنا لا أستطيع أن أنام، أفكّر في ألف طريقة لأكون جوار أمّي في حملها الثّقيل، وألّا أُضيّع حياتي الخاصة، فكلاهما مهمٌ جداً.
غدًا سيكون يومٌ جميل، سألتقي بأصدقائي محمد، وأحمد، وعبد الرّحمن، ومع كل أصدقاء المدرسة لنذهب في الرّحلة السنويّة التي ننتظرها بفارغ الصّبر، لقد حضّرت الكثير من الأشياء، حضّرت كرة القدم، وحضّرت لهم البسكويت اللّذيذ الذي أعدّته أمّي خصّيصاً لنا، وحضّرت كاميرا الدّيجتال لألتقط بها أجمل الصّور لنُكوّن أجمل الذّكريات، سأغفو الآن كي أستيقظ نشيطاً، إنّها السّاعة العاشرة مساءًا وغدًا سيكون يوماً رائعاً.
جلست بقرب باب القاعة وأنا في غاية الشّوق واللّهفة إلى رؤيتها، كنت أتطلّع إلى باب القاعة، أخرج تارة إلى باب الفندق وأدخل مرّة أخرى، مرّت السّاعة وأصبحت العاشرة ولم تأتي، ضاق صدري كثيراً، لاحظت أمّي عليّ التّوتر والقلق فطمأنتني وأخذت تضع الأعذار لتأخّرها بكلّ ما لديها من أعذار، إلى أن قرّرت قطع الشّك باليقين، فهاتفتها وأجابتني بالحادث الذي تعرّضت له، كانت أمّها تُحدّثني بصوت متقطّع مليء بما لا يوصف من الحزن والأسى، إلّا أنّه صوت راضية بما كتبه الله تعالى وهي لا تلام على حزنها، لأنّها فقدت قرّة عينها تلك التي وهبها الله تعالى الخلق الحَسَن ورزقها البرّ بوالديها الشّيء الكثير. واسيت أمّها وأقفلت السّماعة ولم أزل بجانب الهاتف أتذكّرها وأتذكّر أيّامنا الجميلة التي قضيناها معاً. أجهشت في البكاء، قرّرت أن أكمل دربي في طاعة ربّي وأن أحمده وأعبده بشتّى الطّرق في جميع أوقاتي حتّى أفوز بالجنّة ويتسنى لي لُقياها مرّة أخرى في جنّات ربّي.
في السّاعة الخامسة من صباح يوم الخميس تحرّكت بنا السّيارة إلى المطار، الجو جميل، وهواء الصّباح الباكر يداعب شعري فيتمايل في كلّ اتّجاه مُعلناً عن فرحته الشّديدة، لم تغب عن بالي صورة الطّائرة التي سـأركبها بعـد قـليل، كان حـلماً بالنّسبة لي، كنت أراها وهي في الجـو كالطّائر الصّغير فكيف أراها اليوم؟ سألت أبي أسئلة كثيرة عن حجمها، لم أتوقّـف عن السّؤال حتّى رأيت نفسي داخـل الطّـائرة، وكــان أبي سعـيداً بفـرحة ووجـل في نـفس الوقت، وشاهدت مساحتها الواسعـة، وصفـوف المقـاعد المُنظّمة، وعدداً كبيراً من المسافرين منهم الأطفال والرّجال والنّساء بشتّى أعمارهم.
جلست على مقـعـد إلى جـوار والدي وبدأت أترقّب لحظة الطّيران في الجو، وفجأةً تحرّكت الطّائرة ببطء شديد، ثمّ أسرعت شيئاً فشيئاً حتّى انطلقت بسرعة مذهلة إلى الأعلى، كم كنت سعيدة وأنا في الجو، إنّها أول مرّة أركب فيها الطّائرة، وأول مرة أُصاحب فيها والدي في السّفر.
تقترب السّاعة من الثّالثة بعد منتصف ليلة العيد، لم أستطع النّوم، لقد نام إخوتي الصّغار ونامت أختي الكبرى، لقد تعبت من كثرة العمل في تنظيف المنزل، أنّها أخت طيّبة تحمّلت مسؤوليتنا بعد وفاة والدينا رحمهم الله، ضحّت بالكثير من أجلنا حتّى أنّها رفضت الزّواج قبل أن نكمل دراستنا، إنّي أشفق عليها وحزيـــن من أجلها، أُحسّ أحياناً أنّها حزينة طوال الوقت لكن تحاول أن تُخفي حزنها حتّى لا تُشعرنا بفقد والدينا، وكأنّها تريد أن تتحمّل مشاعر اليتم وحدها، كانت دائماً ضاحكة مُبتسمة في عهد أبي وأمي، والآن اختفت ابتسامتها الجميلة، اتمنّى أن يرزقها الله السّعادة.
كانت لي على هذه الحياة صديقة تحمل كلّ معاني الصّداقة والحبّ، كنّا كروح في جسدين ، تسعى إحدانا لما يرضي الأخرى، لا تلم بإحديينا مصيبة إلا وتسجد الأخرى لله ضارعة أن يُكشف همّ أختها ويؤجّرها على صبرها، ويعلي بها من درجاتها حتّى إذا ما كشف ضرّها ذكرتها أختها بحمد الله وشكره في السّرو العلانية وبالقول والعمل، كنّا دائماً ندعو الله بأن يجعلنا من الأخلّاء المُتقّين كي لا نندم في الآخرة، وهكذا استمرّت محبتنا في الله إلى أن جاء اليوم الذي انتظرته وترقّبته، فقد وعدتني صديقتي بالحضور في زفاف أختي فهاتفتها للتّأكد من مجيئها فأخبرتني بأنّها ستحضر في السّاعة الثّامنة والنّصف مساء، وأوصتني كعادتها بالحقّ والصّبر.
بواسطة: Yassmin Yassin
كان المقال مفيد جدا شكرا على جهودكم
بواسطة غزل |