أنواع التلوث
التلوث البيئي له العديد من الأنواع، وجميعها خطيرة للغاية وتؤثر في البيئة بشكل كبير للغاية، حيث تؤثر في عناصر البيئة وموادها الصلبة والسائلة والغازية، وكذلك تؤدي للعديد من الأخطار البيئية التي تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات في نفس الوقت، في هذا المقال نتحدث بالتفصيل على أهم أنواع التلوث البيئي، فهيا بنا لهذه الجولة العلمية من خلال السطور القليلة القادمة.
ما هو التلوث؟
قبل أن نتعرف على أهم أنواع التلوث، يجدر بنا التعرف على تعريف التلوث نفسه، فالتلوث هو عبارة عن إضافة مادة سواء كانت صلبة أو سائلة أو غازية أو أحد أشكال الطاقة مثل الحرارة والنشاط الإشعاعي وغيرها إلى البيئة المحيطة، بحيث تؤثر على البيئة وعناصرها وموادها مثل الهواء والماء وغيرها، وهذا التلوث يجب أن يكون له نتائج كما نرى إما على البشر أو على الحيوانات أو على المحاصيل الزراعية.
والتلوث له العديد من الأنواع – سنعرفها بعد قليل – وهذه الأنواع مثل تلوث الهواء، وتلوث التربة الزراعية، وتلوث المياه إلى جانب التلوث الضوضائي وغيرها من الأنواع.
ما هي أهم أنواع التلوث البيئي؟
التلوث البيئي له العديد من الأنواع، وهذه الأنواع تتمثل في:
تلوث الهواء
تلوث الهواء من أهم الأنواع، وذلك بسبب الخطر الناتج عنه، فمن المشكلات الرئيسية التي تهدد البيئة وصحة الإنسان والحيوان والنبات في جميع أنحاء العالم، تلوث الهواء، وهو عبارة عن تلوث يصيب الغلاف الجوي بسبب انطلاق وانبعاث الغازات والنفايات الصلبة أو السائلة أو وجود مواد ثانوية وتؤثر في الجو، ولها تأثير سلبي على الإنسان والحيوان والنباتات، وتعرضها للأخطار المختلفة.
أما تلوث الهواء من الأنشطة التي يمارسها البشر مثل التخلص من النفايات وتوليد الطاقة والنشاط الصناعي الذي ينبعث بسببه العديد من الغازات السامة إلى الغلاف الجوي والتأثر بها، هذا إلى جانب احتراق الوقود بسبب الانبعاثات الناتجة عن عملية الاحتراق، وكذلك تلوث الهواء عن المصادر الطبيعية مثل النشاط البركاني الذي يترتب عليه انطلاق الغازات السامة، وكذلك الينابيع الحارة والغابات الصنوبرية.
وينقسم تلوث الهواء إلى تلوث الهواء الداخلي وهو عبارة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة وذلك من خلال الملوثات الرئيسية له مثل غاز ثاني أكسيد النيتروجين وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد الكبريت والهيدروكربونات.
وكذلك تلوث الهواء الخارجي وهو النوع الذي يحدث في الأماكن المفتوحة وذلك من خلال الغازات المنبعثة من المصانع مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون والرصاص والجسيمات العالقة وغاز أول أكسيد الكربون وغاز الأوزون وغيرها من الغازات السامة.
وتلوث الهواء له العديد من الآثار السلبية على الإنسان، وعلى البيئة أيضاً، فأما الإنسان فإن تلوث الهواء يؤدي إلى مشكلات صحية لا حصر لها مثل مشكلات الجهاز التنفسي، وقلة إنتاج المحاصيل بسبب الخلل في عملية التنفس الخلوي وكذلك الأخطار البيئية مثل تأثر صحة الحيوانات والتي قد تموت بسبب انتشار التلوث الهوائي، هذا إلى جانب تلوث التربة وتآكل المواد والعناصر المفيدة فيه.
تلوث الماء
وهو من الأخطار الكبيرة التي تحدث للبيئة أيضاً مع تلوث الهواء، وتلوث الماء يعني تغيّرات كيميائية أو بيولوجية أو فيزيائية تطرأ على نوعية المياه العذبة او المالحة، وله آثار سلبية خطيرة على الكائنات الحية التي تعيش في هذه المسطحات المائية، أو استخدام هذه المياه في التنظيف والسباحة أو الطهي وغيرها من الاستخدامات الحياتية.
وتلوث الماء له العديد من الأنواع، حيث يحدث بسبب الأنشطة البشرية من القاع الصناعي وإلقاء مخلفات الصناعة في الأنهار وإلقاء المواد الكيميائية والطفيليات والبكتريا الضارة والنفايات الصلبة والسائلة في المياه.
وقد تتسرب هذه المواد ليس فقط للبحار والأنهار والبحيرات بل إلى المياه الجوفية في باطن الأرض، وبالتالي فإن هذه المواد تصل إلى طبقات الأرض السفلى وما بها من مياه جوفية.
وتوجد مصادر طبيعية لتلوث المياه تحدث إلى جانب الأنشطة البشرية، ومن أهم هذه المصادر الطبيعية تكاثر الطحالب بمعدلات أكثر من الطبيعي في البحار، والنشاط البركاني وحدوث العواصف والزلازل وغيرها من الأنشطة الطبيعية التي لا دخل للإنسان فيها مما يعني حدوث تغيرات في صفة المياه، وهو ما يزيد من تلوّث المياه.
وهناك العديد من الحالات التي تدل على تلوث المياه، منها الحالة الأولى التي يتم فيها تعرض المياه للملوثات البشرية السائلة والصلبة والتي تسبب ضعف قيمتها وتقليل جودتها. أما الحالة الثانية عندما تصبح المياه غير قادرة على دعم الاستهلاك البشري مثل استخدامها للشرب أو الاستخدامات اليومية.
أما الحالة الثالثة عبارة عن فقد المياه لقدرتها على دعم المجتمعات الحيوية أو الكائنات الحية التي تعيش فيها مثل الاسماك والطحالب والنباتات المائية.
تلوث التربة الزراعية
يسمى أيضاً تلوث الأراضي الزراعية، وهو من أخطر أنواع التلوث لأنه يمس حياة الإنسان بسبب المحاصيل الزراعية التي تتلف وبالتالي تزيد معدلات الجوع والمجاعات والفقر الغذائي في العالم، هذا إلى تعرض الإنسان إلى المشكلات الصحية الخطيرة المنتشرة في سنواتنا الأخيرة مثل أمراض السرطانات وغيرها.
وتلوث التربة الزراعية يحدث بسبب:
عمليات التعدين: والتي يقصد بها استخراج المعادن ومصادر الطاقة من باطن الأرض، والتي تؤثر في التربة الزراعية، حيث تتسرب هذه المواد الكيميائية الخطيرة للغاية إلى التربة الأرضية، وقد تستمر طويلاً هذه المواد والكربونات بالذات في التربة مما يؤثر على جودتها سواء الزراعية أو غيرها.
- مدافن النفايات: هذه المدافن التي يدفن فيها النفايات والتي لا يتم إغلاق أكياسها بإحكام في تلوث التربة، حيث تتسرب الملوّثات المختلفة إلى التربة وتبقى طويلاً من ضمن عناصرها، وفي حال وجود نباتات للتربة المحيطة بالمكب فإنها تتأثر بشكل كبير، بل قد تنتقل هذه الملوّثات للحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات، وبالتالي قد تنتقل هذه الملوثات إلى الحيوانات المفترسة التي تتغذى على الحيوانات العاشبة، وبالتالي تستمر دورة التوازن البيئي وبها العناصر السامة التي انتقلت من هذه المكبات للنباتات أول الأمر، وهو ما يؤثر على التوازن البيئي بشكل كامل وسريع، وهذا يعرف في علم الأحياء بالتراكم الحيوي، وهو عبارة عن تراكم المواد الكيميائية التي بها العديد من المواد السامة في كل مستوى من مستويات الشبكة الغذائية.
- استخدام المبيدات الحشرية: هذه المبيدات الحشرية وكذلك معها الأسمدة الكيميائية التي تحمي النباتات من الحشرات والآفات التي تضر الزراعة، كل هذه لها تأثيراتها السلبية على النباتات والتربة الزراعية، وذلك بسبب امتصاص النباتات لهذه المواد الخطرة والسامة، وهو ما يعني تاثر عناصر التربة، بل وانتقال هذه المواد من النبات إلى الحيوان والإنسان والتأثير في صحتهم، كما تؤثر على الهواء بسبب انتشار الرياح وهبوبها في هذه المناطق وانتقال المبيدات من مكان إلى آخر.
التلوث الضوضائي
من أخطر الملوثات التي تحدث للبيئة المحيطة، التلوث الضوضائي وهو عبارة عن التلوث السمعي والصوتي، وهو الناتج عن الصوت المرتفع أو الضجيج الذي يضر بالأذن عند سماعه، ومن مصادر التلوث الضوضائي مثلاً حركة المرور المستمرة في المدن الكبرى والدراجات النارية، هذا إلى جانب الآلات والمعدات ذات الطاقة العالية والطائرات النفاثة والموسيقى الصاخبة العالية في الصوت.
والطاقة الصوتية تنتقل من خلال التخلخل والانضغاط، وفي حالة شدة الطاقة الصوتية الكبيرة للغاية، فإن الصوت يؤدي إلى تلف في بنية أذن الإنسان وإصابتها بالضرر بسبب اهتزازات الصوت التي تؤدي بدورها إلى اهتزاز مكونات الأذن الداخلية، وبالتالي يمكن أن يحدث تمزق لطبلة الأذن وتؤدي إلى ضعف السمع بالتدريج.
والصوت المرتفع له أضراره الكبيرة على الألياف العصبية الدقيقة داخل الأذن، وذلك بسبب الصوت المرتفع الذي يدخل من خلال الأذن على الشبكة العصبية الدماغية من خلال الدخول على هيئة نبضات عصبية، وهو ما يؤثر على الألياف العصبية الدقيقة التي يحيط بها سائل خاص داخل الأذن.
ويقدّر العلماء هذه الأصوات عندما تصل إلى ترددات تصل ما بين 4.000 إلى 20.000 هرتز وبالتالي يدخل عبر السائل بكثافة عالية من خلال الموجات الانضغاطية والتي تسبب إلى تدمير الألياف العصبية داخل الدماغ، وهو ما يؤدي إلى فقدان السمع بشكل كامل.
كما أن التلوث الضوضائي له خطورة كبيرة على الإنسان من الناحية النفسية والعصبية، إلى جانب الحيوان وقد قامت العديد من بلدان العالم إلى إصدار العديد من القوانين والتشريعات التي تساعد على الحد من هذه الملوثات الضوضائية والسمعية التي تؤثر في المواطنين.
التلوث الضوئي
التلوث الضوئي عبارة عن الاستخدام المفرط للضوء الصناعي والذي يؤدي بدوره إلى التغيّر في كمية الضوء الطبيعية في الليل، وبالتالي فإنها تتسبب في ضرر الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، وبالتالي فإن مصادر الضوء الصناعي العالية تؤدي إلى مشكلات صحية عديدة، لذلك يجب تجنبها بشكل كبير حتى يتم الحفاظ على صحة المجتمع.
وهناك العديد من الآثار السلبية التي ينتج عنها التلوث الضوئي مثل إهدار الطاقة الكهربية، وحجب رؤية السماء الصافية ما بها من كواكب ونجوم وغيرها من الأجرام السماوية، هذا إلى جانب مشكلات صحية عديدة للبشر، وتعطيل النظم البيئية المختلفة وتداخل الضوء في عملية الرصد الفلكي في جميع المراصد الفلكية وغيرها من الأخطار المباشرة وغير المباشرة.
التلوث البلاستيكي
التلوث البلاستيكي بسبب تزايد الاعتماد على المنتجات البلاستيكية في جميع أنحاء العالم، وهو من القضايا البيئية التي تشغل بال العالم اليوم، بسبب المشكلات الكثيرة التي ينتج عنها البلاستيك على الصحة العامة وعلى الجوانب البيئية المختلفة.
وهذا ما جعل العديد من الدول المتقدمة لا تعتمد على البلاستيك وتبدأ في تصنيع بدائل طبيعية وبيئية بعيداً عن البلاستيك الذي يسبب الخطر الكبير للبيئة، بل تميزت هذه الدول بمعدلات إعادة التدوير، خاصة بعد زيادة معدلات التصنيع لإنتاج المواد البلاستيكية بعد الحرب العالمية الثانية، بحيث بدأت هذه الدول خطوات عملية في توقف صناعة البلاستيك لما لها من الأخطار.
فعلى الرغم من اهمية البلاستيك في جميع الصناعات تقريباً خاصة الأدوات المنزلية والأجهزة الطبية وصناعة معدات المياه، وصناعة السيارات والطائرات، غلا أن طرق التخلص من البلاستيك تمثل مشكلة بيئية حقيقية، خاصة مع تزايد التصنيع.
وقد أكدت الدراسات المختلفة أنه لا يمكن التخلص من البلاستيك حتى بعد مئات السنين مما يؤدي إلى زيادة تحلل هذه المواد المكونة للبلاستيك، وهو ما يعني المزيد من تلوث البيئة، هذا إلى جانب تأثر المدن الساحلية وما بها من شواطيء إلى البلاستيك، بل أكدت التقارير التي تؤكد زيادة نسبة إلقاء البلاستيك في أعماق البحار خاصة الأكياس البلاستيكية والتي تقوم بقتل العديد من الكائنات البحرية الهامة للتوازن البيئي داخل البحار والمحيطات.
التلوث الإشعاعي
وهو التلوث الذي يحدث بسبب الإشعاعات النووية الخارجة من العديد من المفاعلات النووية، والتي أثرت على البيئة المختلفة، ولها أخطار على الصحة الإنسانية والحيوانية، بحيث تؤدي غلى مزيد من ظهور الأمراض والأورام السرطانية المختلفة.
التلوث الحراري
المقصود بالتلوث الحراري، ارتفاع درجة الحرارة في البحار والمحيطات، بحيث يجعل البيئة البحرية في خطر شديد للغاية، وتكون بيئة غير ملائمة ولا مناسبة للكائنات الحية فيها وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة في هذه البيئة وهو ما يجعل الكائنات الحية فيها في خطر شديد للغاية وقد يؤدي بهم إلى الهلاك المحقق.
التلوث البيئي له أخطار كبيرة على الصحة العامة للإنسان، كما له خطر على البيئة بحيث لا تصح للعيش فيها بسبب الملوثات في الهواء والماء وغيرها من الأخطار التي تقف حائلاً في الوقت الحاضر بين كوكب الأرض والحياة، فهل توجد حلول للتخلص من التلوث البيئي بكل أنواعه التي تحدثنا عنها في هذا المقال خلال السنوات القادمة؟ سنرى
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق