حتى الجار رقم 40 هناك حقوق يجب أن نقوم بها وفقاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام قال: (حَقُّ الجارِ أربعونَ دَارًا هَكَذا وَهكَذا وَهكَذا وَهكَذا يَمينًا وشِمالًا وقُدَّامًا وخَلْفًا)، وفي حديث آخر “(أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يشكو جارًا له، فأمر النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بعضَ أصحابِه أن يناديَ: ألا إنَّ أربعين دارًا جارٌ).
ومع إختلاف قرب مكان الجار، يبقى له حقوق علينا يجب أن نوفيها لنتبع سنة الرسول ونطيع الله كما يقول في سورة النساء: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ”. فى هذا المقال سوف نتعرف على أهم صور الإحسان للجار وفضل الإحسان إليهم فى الدنيا والآخرة.
حق الجار على الجار
- يجب على الجار أن يحسن إلى جاره ويوده، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام “اتَّقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناسِ، وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ وأَحْسِنْ الى جارِك تكن مؤمنًا، وأَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مسلمًا، ولا تُكثِرِ الضحكَ، فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ، كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ، وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ وأَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا، وأحْسِنْ مجاورةَ من جاورَك تكن مسلمًا).
- لابد وأن يكرم الجار جاره، كما يقول رسول الله صلى عليه وسلم ” مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ جارَهُ”.
- علينا أن نسأل على جيرننا ونطمئن عليهم، وإن عرفنا أنه يحتاج للطعام فيجب أن نساعده “عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به).
- من صور الإحسان إلى الجار التطبيقية التعاون والتنازل عن بعض الحقوق لأجل الجاركما أمرنا القرآن الكريم فى قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “لاَ يَمْنَعَنَّ جَارٌ جارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ”. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: “مَا لِى أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟ وَاللَّهِ! لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ”.
- الحفاظ على حرمة الجار وعِرضه، وإعتبارها أمانة لا يمكن خيانتها، فأهله هم أهلك التي يجب أن تحافظ عليهم، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سألتُ، أو سئلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ الذنبِ عندَ اللهِ أكبرُ؟ قالَ: (أنْ تجعلَ للهِ ندًا وهوَ خَلَقَكَ) قلتُ: ثمَّ أيُّ؟ قالَ: (ثمَّ أنْ تقتُلَ ولدَكَ خِشيَةَ أنْ يطْعَمَ معكَ). قلتُ: ثم أيُّ؟ قالَ: (أنْ تُزانِيَ بحليلةِ جارِكَ). قالَ: ونزلَتْ هذهِ الآيةُ تصديقًا لقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ “).
- الوقوف مع الجار في أزماته ومشاركته أحزانه وأفراحه، ويمكن أن تكون هذه المشاركة معنوية إن لم تكن مادية وفقاً لحاجته ولإستطاعتك.
- كف الأذى عن الجار كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يدخُلُ الجنَّةَ مَن لا يأمَنُ جارُه بوائِقَه”.
- ستر أسرار أو مشاكل الجار وعدم فضحه، بل مساعدتها في تجاوز أزماته كما أوصانا القرآن الكريم فى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].
فضل الإحسان إلى الجار
- أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن أذى الجار سبب لدخول النار، فقال أبو هريرة: ذُكر للنبي -صلى الهذ عليه وسلم- امرأة ذكروا من صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِى جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا، قَالَ: “هِي فِي النَّار”، وذكروا له امرأة، فذكروا مِنْ قِلَّةِ صَلَاتِها وصِيَامِهَا، إلا أَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ الأَقِطِ، وَلاَ تُؤْذِى جِيرَانَهَا، قَالَ: “هِي فِي الْجَنَّةِ”.
- نطيع الله ونحتذي برسوله، حيث أن الله أمرنا بالإحسان إليه، كما حثّنا الرسول بهذا أيضاً في حديثه الشريف ” روت السيدة عائشة -رضي الله عنهاـ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ”
- نشعر بالسعادة والراحة النفسية لأننا نسعد غيرنا ونوده.
- يفتح لنا الله أبواب الخير والرزق وييسر لنا أمورنا كما نيسر لغيرنا ونساعدهم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((كن ورِعًا تكن أعبد الناس، وكن قنِعًا تكن أشكر الناس، وأحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلمًا))، أخرج الإمام أحمد – بسند صحيح – عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنه من أعطي من الرزق، فقد أعطي حظه من الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار، يَعمُران الديار، ويَزيدان في العمر)).
- قال عبد الله بن مسعود: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيّ ذنب أعظم؟ قال: “أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ”. قُلْتُ: ثُمَّ أَىٌّ؟ قَالَ: “أَنْ تُزَانِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ”، قُلْتُ: ثُمَّ أيّ؟: “أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ”.
- صفة مرتبطة بالمؤمن بالله وباليوم الآخر ومن يفعلها يكون له منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى.
- أخبر -صلى الله عليه وسلم- إن إثم إيذاء الجار يزيد على إثم العموم، يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عَنِ الزِّنَا، قَالُوا: الزنا حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: “لأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارَهِ”، قَالَ: “عَنِ السَّرِقَةِ، ما تقولون؟”، قَالُوا: حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: “لأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ لَه مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْتِ جَارِهِ”.
- أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أول خصمين يقضى بينهما يوم القيامة الجاران، “فإن الجار يخاصم جاره إنْ هو آذاه أو امتنع من الإحسان إليه”.
بواسطة: Yassmin Yassin
اضف تعليق